كتاب :القرية القرية .. الأرض الأرض .. وإنتحار رائد الفضاء وقصص أخرى - بقلم معمر القذافى
ربما لا يعلم الكثيرين عن هذا الكتاب الخطير للقذافى الذى يسرد فيه الحكايات والأحاديث المطولة
وكعادة القذافى ما بين الحكمة والجنون يروى فى هذا الكتاب العديد من الحكايات ألخص لكم بعضها فى السطور :
وعذراً إن كان موضوعى هذا يتحدث باختصار عن فصول الكتاب، حيث يمنع وضع روابط التحميل حفاظاً على حقوق الملكية، وربما هو متوافر على النت فى أماكن كثيرة لمن يريده
القسم الاول : المدينة :
يستهل القذافى حديثه فى بداية الكتاب عن المدينة، وبأنها كابوس الحياة وليست بهجتها، وبأنها لم تؤسس للرفاهية أو السرور أو المتعة، فهى مقبرة الترابط الاجتماعى، ومن يدخلها يسبح غصباً فوق أمواجها التى تنقله من شارع إلى شارع، ومن حى إلى حى، ومن عمل إلى عمل.
هدفها هو المنفعة والفرصة، وأخلاقها النفاق، ويصير لكل شيء ثمن مادى.
ويستطرد القذافى حديثه عن المدينة بأنها مجرد حياة دودية "بيولوجية" يحيا فيها الإنسان ويموت بلا معنى بلا رؤية بلا ترو. يعيش ويموت وهو داخل قبر فى الحالتين.
والمدينة تقتل الحس الإجتماعى والمشاعر الإنسانية، وتخلق التبلد واللامبالاة، بسبب تعود سكانها تكرار سلوك مشاهد مما يكون ملفتاً للإنتباه
ثم يخاطب العقلاء قائلاً : "أيها العقلاء .. أيها الرحماء .. أيها الإنسانيون ارحموا الطفولة .. فلا تخدعوها بالعيش فى المدينة. لا تقبلوا ان تحولوا أولادكم إلى فئران من جحر إلى جحر .. من حفرة إلى حفرة .. ومن رصيف إلى رصيف. إن سكان المدينة ينافقون أطفالهم وأنفسهم عندما يظهرون لهم الحب .. وفى نفس الوقت يخلقون المخانق والأقفاص لتبعد عنهم صوت أطفالهم الحبيب".
القسم الثانى : القرية .. القرية :
يبدأ القذافى حديثه فى هذا القسم قائلاً :
"الفرار .. الفرار من المدينة ابتعدوا عن الدخان .. ابتعدوا عن ثانى اكسيد الكربون الخانق .. ابتعدوا عن أول أكسيد الكربون السام .. ابتعدوا عن الرطوبة اللزجة، ابتعدوا عن غازات الخمول والسموم .. فروا من جو الكسل والكساد والسأم والملل والتثاؤب، فروا من كابوس المدينة .. اسحبوا أجسامكم بسرعة من تحت كلكلها .. حرروا أنفسكم من الجدران والدهاليز والأبواب المقفلة عليكم، أنقذوا أسماعكم من الضجيج والضوضاء .. والهرج والمرج والصراخ .. وطنين الأسلاك وقرع الأجراس ...."
ويستفيض القذافى فى وصف القرية بهدوءها ونظافتها وترابطها وتضامنها فى السراء والضراء، فالمرء هناك يحسب ألف حساب لسمعة العائلة والقبيلة واللقب .. وما أجمل القرية والريف، بهواءها النقى والأفق الممتد والسقف السماوى المرفوع بلا عمد .
فالضمير والمثل هى مصدر الإلزام الخلقى. وليس الخوف من الشرطى والقانون والحبس والغرامة.
القسم الثالث : الأرض .. الأرض :
يتحدث القذافى بحكمة غريبة فى هذا القسم عن ارتباطه بالأرض فيقول فى مستهل هذا القسم :
"يمكنكم أن تتركوا كل شيء إلا الأرض .. الأرض فقط لا يمكن الاستغناء عنها .. إذا خربم أشياء أخرى قد لا تحسرون، ولكن إياكم أن تخربوا الأرض .. لأنكم عندئذ سخسرون كل شيء ..."
القسم الرابع : إنتحار رائد الفضاء :
يتحدث القذافى هنا عن حكاية رائد الفضاء الذى اقترب من الأجرام السماوية وخطا فوق سطح القمر، ثم عد إلى الأرض مصدوعاً بالدوار ولم تبق إلا حقيقة أن الأرض وحيدة وفريدة وأنها مصدر الحياة.
القسم الخامس : الفرار إلى جهنم :
فى هذا القسم يتحدث القذافى، وكأنه يتحدث عن نفسه ومستقبله وتنبؤه بالطغاة - كما يراهم من شعبه -فيقول فى مستهل هذا القسم :
"ما أقسى البشر عندما يطغون جماعيا..!! ياله من سيل عرم لا يرحم من أمامه!! فلا يسمع صراخة.. ولايمد له يده عندما يستجديه وهو يستغيث.. بل يدفعه أمامه في غير اكتراث! إن طغيان الفرد أهون أنواع الطغيان، فهو فرد في كل حال.. تزيله الجماعة، ويزيله حتى فرد تافه بوسيلة ما.. أما طغيان الجموع، فهو أشد صنوف الطغيان، فمن يقف أمام التيار الجارف!؟.. والقوة الشاملة العمياء!؟.
كم أحب حرية الجموع، وانطلاقها بلا سيد وقد كسرت أصفادها، وزغردت وغنت بعد التأوه والعناء، ولكنى كم أخشاها وأتوجس منها!! إن أحب الجموع كما أحب أبى، وأخشاها كما أخشاه، من يستطيع في مجتمع بدوي بلا حكومة أن يمنع انتقام أب من أحد أبنائه؟.. نعم كم يحبونه..!! وكم يخشونه في ذات الوقت..!! هكذا أحب الجموع وأخشاها كما أحب أبى وأخشاه. كم هي عطوفة في لحظة السرور، فتحمل أبناءها على أعناقها..!! فقد حملت(هانيبال) و(باركليز).. و(سافونارولا) و(داونتون).. و(روبسبير).. و(موسيلينى) و(نيكسون) وكم هي قاسية في لحظة الغضب!! فتآمرت على (هانيبال) وجرعته السم، وأحرقت(سافونارولا) على السفود.. وقدمت بطلها (داونتون) للمقصلة.. وحطمت فكي (روبسبير) خطيبها المحبوب.. وجرجرت جثة(موسيلينى) في الشوارع.. وتفت على وجه(نيكسون) وهو يغادر البيت الأبيض بعد أن أدخلته فيه وهي تصفق!! "
ثم يستطرد القذافى روايته عن فراره إلى جهنم قائلاً :
"وسوف أروى لكم قصة فراري إلى جهنم، وأصف لكم الطريق الذي يؤدى إليها، ثم أصف لكم جهنم ذاتها، وكيف رجعت منها مع نفس الطريق.. إنها مغامرة حقا، ومن أغرب القص الواقعية، وأقسم لكم أنها ليست من صنع الخيال.. إني هربت بالفعل إلى جهنم مرتين؟ فرارا منكم، ولكى أنجو بنفسي فقط، إن أنفاسكم تضايقني.. وتقتحم على خلوتي.. وتغتصب ذاتي.. وترغب بنهم وشراهة شرسة في عصري، وشرب عصارتي، ولعق عرقي، ورشف أنفاسي.. ثم تغظني مودعة لتعاود الكرة.. أنفاسكم تلاحقني كالكلاب المسعورة، ولمجيل لعابها في شوارع مدينتكم العصرية المجنونة، وعندما أهرب منها تتعقبني عبر خيوط العنكبوت وورق الحلفاء، لذلك فررت إلى جهنم بنفسي فقط.
الطريق إلى جهنم ليست كما تتوقعون.. وكما وصفها لنا الدجالون الذين يصورونها لنا من خيالهم المريض، أصفها لكم أنا الذي سلكتها بنفسي مرتين، وتمكنت من المنام والراحة في قلب جهنم، وأقول لكم إني جربت ذلك، وكانت أجمل ليلتين في حيان تقريبا هما اللتان قضيتهما في قلب جهنم بنفسي فقط.. إن ذلك أفضل عندي ألف مرة من معيشتي معكم.. أنتم تطاردونني، وتحرمونني من الراحة مع نفسي، فاضطررت إلى الهروب لجهنم.. "
ثم يقول واصفاً جهنم فى كتابه :
أخيرا اقتربت جدا من جهنم.. واستطعت مشاهدتها عن كثب.. وأستطيع الآن أن أصفها لكم كما شاهدتها… وأستطيع أن أجيب عن أى استفسار يتعلق بجهنم التي اقتربت منها:
"أولا- لجهنم شعاب مظلمة ووعرة.. يخيم عليها الضباب، وحجارتها سوداء محروقة منذ أقدم الزمان، والعجيب حقا هو أن الحيوانات البرية وجدتها تأخذ طريقها إلى جهنم قبلي؛ فرارا منكم، فحياتها في جهنم، وموتها فيكم.. تلاشى كل شئ من حوالي عدا نفسي التي أحست بوجودها أكثر من أي مكان وزمان آخر. تقزمت الجبال.. ويبست الأشجار.. وجفلت الحيوانات، وغاصت في أدغال جهنم؟ طلبا للنجاة، وفرارا من الإنسان، حتى الشمس حجبتها عنى جهنم، وأصبحت لاشيء.. لم يبق بارزا إلا جهنم، وأبرز مافيها قلبها، فاتجهت إليه دون صعوبة تذكر.. أنا أيضا ذبت في نفسي، ونفسي ذابت في، واحتمى كل منا بالاخر وعانق كل منا الثاني، وأصبحنا شيئا واحدا لأول مرة، لا لأن نفسي كانت خارجى، ولكن جحيمكم لم يعطني فرصة لأخلو بنفسي، وأتأمل معها، وأناجيها، وتناجيني.. فنحن- أقصد أنا ونفسي- كمجرمين خطرين في مدينتكم، تخضعوننا للتفتيش والمساءلة، وحتى بعد أن تثبت براءتنا، وتعرف هويتنا، تودعوننا السجن، وتطوقوننا بحرس شديد، ومرادكم دائما أنتحولوا حتى بيني وبين نفسي؟ لأن ذلك يساعد في راحتكم أنتم واطمئنانكم. ما أحلى جهنم عن مدينتكم!! لماذا رددتموني مرة أخرى؟.. أريد أن أعود إليها.. بل أرغب في أن أسكن فيها! الذهاب إليها دون جواز سفر، اعطوني نفسي فقط.. نفسي التي اكتشفت أنكم شوهتموها، وحاولتم إفساد طبعها الحميد!!
حاولتم الحيلولة بيني وبين نفسي، ولكن بفراري إلى جهنم انتزعت نفسي منكم. لا أطمع منكم في شيء، احتفظوا لأنفسكم بورق صناديق القمامة.. "
ويقول فى نهاية هذا القسم :
"وصدقتم أنتم تلك الأكذوبة وانطلت عليكم الخدعة.. وكانت عاقبة أمركم خسرا. إلى أن أحسست بحالكم، وسمعت خطيب الجمعة في مساجدكم يقول: إن حالنا لايخفي عليك، وعجزنا واضح بين يديك.. ولاملجأ إلا إليك.. لبيك.. لبيك."
ثم يروى لنا القذافى فى أقسام أخرى
القسم السادس : عشبة الخلعة والشجرة الملعونة
القسم السابع : الموت
يتحدث القذافى هنا عن الموت فيقول : هل الموت ذكر أم أنثى؟ العلم لله ..
ويتحدث القذافى عن خبرته بالموت فيقول :
"وأنا من خبرتي ومصائبي من الموت تأكدت من هذا... فالموت ذكر مهاجم دائماً، ولم يكن في حالة دفاع حتى ولو هزم، وهو شرس وشجاع، ومخادع جبان في بعض الأحيان، والموت يُهزم ويُرد على أعقابه خاسراً مدحوراً، ليس كما يظن انه ينتصر في كل هجوم، كم من معركة مقارعة وجهاً لوجه، خارت فيها قوى الموت وتراجع مثخناً، وولى منهزماً... فهو يخطئ ويصيب، ويقضي ويفشل، ويهجم ويُهزم"
ثم يصف الموت بأنه مراوغ ومتلون ومتقلب وقادر على التقمص والانتحال وجبان ويطعن في الخلف ويقرص من الرجل ويغوص في التراب وهو حية خبيثة وهو غبي وهو الواثق المغرور.
القسم السابع : ملعونة عائلة يعقوب ومباركة أيتها القافلة :
يبتدئ بتعريف المقصود بـ "عائلة يعقوب"، وانها هي عائلة النبي يعقوب عليه السلام، وان ابنها يوسف نبي الله الأمين على خزائن الأرض، ثم يُعرف القافلة بأنها التي أخرجت يوسف عليه السلام من غيابات الجب.
القسم الثامن : أفطروا لرؤيته :
ويتحدث عن رؤية الهلال واختلافها من منطقة لأخرى ومن قارة لأخرى.
القسم التاسع : دعاء الجمعة الآخرة :
القسم العاشر : وانتهت الجمعة دون دعاء :
القسم الحادى عشر : المسحراتى ظهراً :
تحياتى، وفى انتظار آراءكم
ربما لا يعلم الكثيرين عن هذا الكتاب الخطير للقذافى الذى يسرد فيه الحكايات والأحاديث المطولة
وكعادة القذافى ما بين الحكمة والجنون يروى فى هذا الكتاب العديد من الحكايات ألخص لكم بعضها فى السطور :
وعذراً إن كان موضوعى هذا يتحدث باختصار عن فصول الكتاب، حيث يمنع وضع روابط التحميل حفاظاً على حقوق الملكية، وربما هو متوافر على النت فى أماكن كثيرة لمن يريده
القسم الاول : المدينة :
يستهل القذافى حديثه فى بداية الكتاب عن المدينة، وبأنها كابوس الحياة وليست بهجتها، وبأنها لم تؤسس للرفاهية أو السرور أو المتعة، فهى مقبرة الترابط الاجتماعى، ومن يدخلها يسبح غصباً فوق أمواجها التى تنقله من شارع إلى شارع، ومن حى إلى حى، ومن عمل إلى عمل.
هدفها هو المنفعة والفرصة، وأخلاقها النفاق، ويصير لكل شيء ثمن مادى.
ويستطرد القذافى حديثه عن المدينة بأنها مجرد حياة دودية "بيولوجية" يحيا فيها الإنسان ويموت بلا معنى بلا رؤية بلا ترو. يعيش ويموت وهو داخل قبر فى الحالتين.
والمدينة تقتل الحس الإجتماعى والمشاعر الإنسانية، وتخلق التبلد واللامبالاة، بسبب تعود سكانها تكرار سلوك مشاهد مما يكون ملفتاً للإنتباه
ثم يخاطب العقلاء قائلاً : "أيها العقلاء .. أيها الرحماء .. أيها الإنسانيون ارحموا الطفولة .. فلا تخدعوها بالعيش فى المدينة. لا تقبلوا ان تحولوا أولادكم إلى فئران من جحر إلى جحر .. من حفرة إلى حفرة .. ومن رصيف إلى رصيف. إن سكان المدينة ينافقون أطفالهم وأنفسهم عندما يظهرون لهم الحب .. وفى نفس الوقت يخلقون المخانق والأقفاص لتبعد عنهم صوت أطفالهم الحبيب".
القسم الثانى : القرية .. القرية :
يبدأ القذافى حديثه فى هذا القسم قائلاً :
"الفرار .. الفرار من المدينة ابتعدوا عن الدخان .. ابتعدوا عن ثانى اكسيد الكربون الخانق .. ابتعدوا عن أول أكسيد الكربون السام .. ابتعدوا عن الرطوبة اللزجة، ابتعدوا عن غازات الخمول والسموم .. فروا من جو الكسل والكساد والسأم والملل والتثاؤب، فروا من كابوس المدينة .. اسحبوا أجسامكم بسرعة من تحت كلكلها .. حرروا أنفسكم من الجدران والدهاليز والأبواب المقفلة عليكم، أنقذوا أسماعكم من الضجيج والضوضاء .. والهرج والمرج والصراخ .. وطنين الأسلاك وقرع الأجراس ...."
ويستفيض القذافى فى وصف القرية بهدوءها ونظافتها وترابطها وتضامنها فى السراء والضراء، فالمرء هناك يحسب ألف حساب لسمعة العائلة والقبيلة واللقب .. وما أجمل القرية والريف، بهواءها النقى والأفق الممتد والسقف السماوى المرفوع بلا عمد .
فالضمير والمثل هى مصدر الإلزام الخلقى. وليس الخوف من الشرطى والقانون والحبس والغرامة.
القسم الثالث : الأرض .. الأرض :
يتحدث القذافى بحكمة غريبة فى هذا القسم عن ارتباطه بالأرض فيقول فى مستهل هذا القسم :
"يمكنكم أن تتركوا كل شيء إلا الأرض .. الأرض فقط لا يمكن الاستغناء عنها .. إذا خربم أشياء أخرى قد لا تحسرون، ولكن إياكم أن تخربوا الأرض .. لأنكم عندئذ سخسرون كل شيء ..."
القسم الرابع : إنتحار رائد الفضاء :
يتحدث القذافى هنا عن حكاية رائد الفضاء الذى اقترب من الأجرام السماوية وخطا فوق سطح القمر، ثم عد إلى الأرض مصدوعاً بالدوار ولم تبق إلا حقيقة أن الأرض وحيدة وفريدة وأنها مصدر الحياة.
القسم الخامس : الفرار إلى جهنم :
فى هذا القسم يتحدث القذافى، وكأنه يتحدث عن نفسه ومستقبله وتنبؤه بالطغاة - كما يراهم من شعبه -فيقول فى مستهل هذا القسم :
"ما أقسى البشر عندما يطغون جماعيا..!! ياله من سيل عرم لا يرحم من أمامه!! فلا يسمع صراخة.. ولايمد له يده عندما يستجديه وهو يستغيث.. بل يدفعه أمامه في غير اكتراث! إن طغيان الفرد أهون أنواع الطغيان، فهو فرد في كل حال.. تزيله الجماعة، ويزيله حتى فرد تافه بوسيلة ما.. أما طغيان الجموع، فهو أشد صنوف الطغيان، فمن يقف أمام التيار الجارف!؟.. والقوة الشاملة العمياء!؟.
كم أحب حرية الجموع، وانطلاقها بلا سيد وقد كسرت أصفادها، وزغردت وغنت بعد التأوه والعناء، ولكنى كم أخشاها وأتوجس منها!! إن أحب الجموع كما أحب أبى، وأخشاها كما أخشاه، من يستطيع في مجتمع بدوي بلا حكومة أن يمنع انتقام أب من أحد أبنائه؟.. نعم كم يحبونه..!! وكم يخشونه في ذات الوقت..!! هكذا أحب الجموع وأخشاها كما أحب أبى وأخشاه. كم هي عطوفة في لحظة السرور، فتحمل أبناءها على أعناقها..!! فقد حملت(هانيبال) و(باركليز).. و(سافونارولا) و(داونتون).. و(روبسبير).. و(موسيلينى) و(نيكسون) وكم هي قاسية في لحظة الغضب!! فتآمرت على (هانيبال) وجرعته السم، وأحرقت(سافونارولا) على السفود.. وقدمت بطلها (داونتون) للمقصلة.. وحطمت فكي (روبسبير) خطيبها المحبوب.. وجرجرت جثة(موسيلينى) في الشوارع.. وتفت على وجه(نيكسون) وهو يغادر البيت الأبيض بعد أن أدخلته فيه وهي تصفق!! "
ثم يستطرد القذافى روايته عن فراره إلى جهنم قائلاً :
"وسوف أروى لكم قصة فراري إلى جهنم، وأصف لكم الطريق الذي يؤدى إليها، ثم أصف لكم جهنم ذاتها، وكيف رجعت منها مع نفس الطريق.. إنها مغامرة حقا، ومن أغرب القص الواقعية، وأقسم لكم أنها ليست من صنع الخيال.. إني هربت بالفعل إلى جهنم مرتين؟ فرارا منكم، ولكى أنجو بنفسي فقط، إن أنفاسكم تضايقني.. وتقتحم على خلوتي.. وتغتصب ذاتي.. وترغب بنهم وشراهة شرسة في عصري، وشرب عصارتي، ولعق عرقي، ورشف أنفاسي.. ثم تغظني مودعة لتعاود الكرة.. أنفاسكم تلاحقني كالكلاب المسعورة، ولمجيل لعابها في شوارع مدينتكم العصرية المجنونة، وعندما أهرب منها تتعقبني عبر خيوط العنكبوت وورق الحلفاء، لذلك فررت إلى جهنم بنفسي فقط.
الطريق إلى جهنم ليست كما تتوقعون.. وكما وصفها لنا الدجالون الذين يصورونها لنا من خيالهم المريض، أصفها لكم أنا الذي سلكتها بنفسي مرتين، وتمكنت من المنام والراحة في قلب جهنم، وأقول لكم إني جربت ذلك، وكانت أجمل ليلتين في حيان تقريبا هما اللتان قضيتهما في قلب جهنم بنفسي فقط.. إن ذلك أفضل عندي ألف مرة من معيشتي معكم.. أنتم تطاردونني، وتحرمونني من الراحة مع نفسي، فاضطررت إلى الهروب لجهنم.. "
ثم يقول واصفاً جهنم فى كتابه :
أخيرا اقتربت جدا من جهنم.. واستطعت مشاهدتها عن كثب.. وأستطيع الآن أن أصفها لكم كما شاهدتها… وأستطيع أن أجيب عن أى استفسار يتعلق بجهنم التي اقتربت منها:
"أولا- لجهنم شعاب مظلمة ووعرة.. يخيم عليها الضباب، وحجارتها سوداء محروقة منذ أقدم الزمان، والعجيب حقا هو أن الحيوانات البرية وجدتها تأخذ طريقها إلى جهنم قبلي؛ فرارا منكم، فحياتها في جهنم، وموتها فيكم.. تلاشى كل شئ من حوالي عدا نفسي التي أحست بوجودها أكثر من أي مكان وزمان آخر. تقزمت الجبال.. ويبست الأشجار.. وجفلت الحيوانات، وغاصت في أدغال جهنم؟ طلبا للنجاة، وفرارا من الإنسان، حتى الشمس حجبتها عنى جهنم، وأصبحت لاشيء.. لم يبق بارزا إلا جهنم، وأبرز مافيها قلبها، فاتجهت إليه دون صعوبة تذكر.. أنا أيضا ذبت في نفسي، ونفسي ذابت في، واحتمى كل منا بالاخر وعانق كل منا الثاني، وأصبحنا شيئا واحدا لأول مرة، لا لأن نفسي كانت خارجى، ولكن جحيمكم لم يعطني فرصة لأخلو بنفسي، وأتأمل معها، وأناجيها، وتناجيني.. فنحن- أقصد أنا ونفسي- كمجرمين خطرين في مدينتكم، تخضعوننا للتفتيش والمساءلة، وحتى بعد أن تثبت براءتنا، وتعرف هويتنا، تودعوننا السجن، وتطوقوننا بحرس شديد، ومرادكم دائما أنتحولوا حتى بيني وبين نفسي؟ لأن ذلك يساعد في راحتكم أنتم واطمئنانكم. ما أحلى جهنم عن مدينتكم!! لماذا رددتموني مرة أخرى؟.. أريد أن أعود إليها.. بل أرغب في أن أسكن فيها! الذهاب إليها دون جواز سفر، اعطوني نفسي فقط.. نفسي التي اكتشفت أنكم شوهتموها، وحاولتم إفساد طبعها الحميد!!
حاولتم الحيلولة بيني وبين نفسي، ولكن بفراري إلى جهنم انتزعت نفسي منكم. لا أطمع منكم في شيء، احتفظوا لأنفسكم بورق صناديق القمامة.. "
ويقول فى نهاية هذا القسم :
"وصدقتم أنتم تلك الأكذوبة وانطلت عليكم الخدعة.. وكانت عاقبة أمركم خسرا. إلى أن أحسست بحالكم، وسمعت خطيب الجمعة في مساجدكم يقول: إن حالنا لايخفي عليك، وعجزنا واضح بين يديك.. ولاملجأ إلا إليك.. لبيك.. لبيك."
ثم يروى لنا القذافى فى أقسام أخرى
القسم السادس : عشبة الخلعة والشجرة الملعونة
القسم السابع : الموت
يتحدث القذافى هنا عن الموت فيقول : هل الموت ذكر أم أنثى؟ العلم لله ..
ويتحدث القذافى عن خبرته بالموت فيقول :
"وأنا من خبرتي ومصائبي من الموت تأكدت من هذا... فالموت ذكر مهاجم دائماً، ولم يكن في حالة دفاع حتى ولو هزم، وهو شرس وشجاع، ومخادع جبان في بعض الأحيان، والموت يُهزم ويُرد على أعقابه خاسراً مدحوراً، ليس كما يظن انه ينتصر في كل هجوم، كم من معركة مقارعة وجهاً لوجه، خارت فيها قوى الموت وتراجع مثخناً، وولى منهزماً... فهو يخطئ ويصيب، ويقضي ويفشل، ويهجم ويُهزم"
ثم يصف الموت بأنه مراوغ ومتلون ومتقلب وقادر على التقمص والانتحال وجبان ويطعن في الخلف ويقرص من الرجل ويغوص في التراب وهو حية خبيثة وهو غبي وهو الواثق المغرور.
القسم السابع : ملعونة عائلة يعقوب ومباركة أيتها القافلة :
يبتدئ بتعريف المقصود بـ "عائلة يعقوب"، وانها هي عائلة النبي يعقوب عليه السلام، وان ابنها يوسف نبي الله الأمين على خزائن الأرض، ثم يُعرف القافلة بأنها التي أخرجت يوسف عليه السلام من غيابات الجب.
القسم الثامن : أفطروا لرؤيته :
ويتحدث عن رؤية الهلال واختلافها من منطقة لأخرى ومن قارة لأخرى.
القسم التاسع : دعاء الجمعة الآخرة :
القسم العاشر : وانتهت الجمعة دون دعاء :
القسم الحادى عشر : المسحراتى ظهراً :
تحياتى، وفى انتظار آراءكم