بسم الله الرحمن الرحيم
اول ما يتبادر الي الذهن عند سماع مصطلح الادمان هو
المخدرات و الكحوليات لكن هل هناك انواع اخري من الادمان ؟
على مدى السنوات القليلة الماضية استطاع العلماء تعميم
نمط الادمان واصبح لدينا تصنيفات وانواع كثيرة للأدمان
منها الادمان على العاب الفيديو والادمان على الانترنت
مع هذا يبقى الادمان على المخدرات والكحوليات والتدخين
محتلاً للمراتب الاولى في الاهمية لعده اسباب منها خطورة هذه الانواع
من الادمان وشدة اضرارها الاجتماعية النفسية والفسيولوجية ايضاً يعتبر
ادمان الانترنت ادمان نفسي فقط اما ادمان المخدرات والكحول والتدخين
فهو ادمان فسيولوجي ونفسي في آن واحد
ماذا عن ادمان الحب
(ادمان الحب) اسم جميل يستطيع الأدباء استخدامه في كتاباتهم
فتجعله سلة ميوّه عنوان لقصتها مثلاً لكنني هنا لا استخدم مصطلح
ادمان الحب بشكل مجازي بل اقصد به ادمان الحب حرفياً
كما هو الحال في الادمان على المخدرات والتدخين .. يقول العلماء
انه يمكن أن يصبح الناس مدمنين على أشخاص آخرين بنفس
الطريقة التي يصبحون بها مدمنين على المخدرات
عندما ننهي علاقة انسانية لأي سبب كان وفاة او سفر او حتى
(لعب ياهال) نجد انفسنا ندخل في صراع مع النفس للتخلص من هذا
الاعتماد (وجود هذا الشخص) فنحاول اعادة ترتيب حياتنا مع اخراج هذا
الشخص من المعادلة .. التعود هو احد الاسباب التي تزيد العملية صعوبة
عملية التخلص من هذا الشخص واخراجة من دائرة الحياة او بؤرة الاهتمام
لكنه ليس السبب الوحيد
الدكتورة هيلين فيشر أستاذة الأنثروبولوجيا ومؤلفة كتاب (لماذا نحب)
اجرت تجارب على مجموعة من الشركاء (احباب) المتطوعين وقامت باخذ
صورة مادري شنو اسمها شعاعية يمكن للمخ خلال وضع صورة عشيق
كل منهم امامه وتقول الدكتورة هيلين ان مناطق الدماغ التي اضاءت
هي نفس المناطق التي تتوافق مع ادمان المخدرات
على الرغم من ان ادمان الحب ليس مصنفا في الدليل التشخيصي
الإحصائي للاضطرابات النفسية الخامس (dsm-v) ولاا عتقد
انه سيدخل في الدي اسم ام 6 الذي سيصدر في عام 2012
لكن هذا غير مهم لان الدليل (خرطي)
نرجع لموضوعنا
كيف يصبح الفرد مدمناً ؟
في البداية يتعاطى الانسان لاسباب مختلفة منها الرغبة في
الشعور بالراحة او اللذة والمدرسة السلوكية تسمي هذه المرحلة
التدعيم لسلوك التعاطي - والتدعيم يؤدي الى التكرار
مع مرور الوقت ينشأ لدى الانسان ما يعرف بنقطة التحمل وهي
باختصار عدم كفاية الكمية المتعاطاه لأشباع حاجة المتعاطي
او وصوله لمرحلة اللذة التي وصل لها في اول مرة تعاطى فيها
وهذا ما يدفع المتعاطي الى زيادة الكميةاخيراً يدمن الانسان على المادة المتعاطاه وعندما يتوقف
عن التعاطي يظهر لدية ما يسمى باعراض الانسحاب
مراحل ادمان الحب مشابه لمراحل ادمان المخدرات بدايه نتعرف
على شخص ثم نعتاد عليه وهذا نستطيع اعتبارة التدعيم هنا يزيد
عمق العلاقة فنحتاج لزيادة الكمية المتعاطاه وهي هنا تمثل اللقاء
بالنهاية عند انتهاء العلاقة تظهر لدينا ما يسمى باعراض الانسحاب
نعم اثبت العلم وجود اعراض للأنشحاب في ادمان الحب ايضاً
اعراض الانسحاب تقسم الى فسيولوجية ونفسية
النفسية منها الأكتئاب والارق القلق والتوتر اضطرابات النوم
اما الفسيولوجية فمنها الارهاق جفاف الفم والحلق الصداع زيادة
الوزن واحياناً نقصانه وغيرها من الاضطرابات النفسية والفسيولوجية
يقول العلماء ان المواد التي يتعاطاها الانسان ليست هي السبب في ادمانه
السبب هو شخصيته الاعتمادية التي تجعل من المادة جزء من حياته
ووسيلته للتخلص من الضغوط ونسيان المشاكل
كذلك في الادمان على الحب غالباً ما تكون شخصية المدمن شخصية
اعتمادية واتكالية تعتمد على الاخر في كل شي في التخطيط في الاختيار
وفي حل المشكلات لذلك لا يمكنها انهاء العلاقة حتى يفعل الاخر هذه الشخصية ترتبط
بالاخرين لتشعر باكتمالها ودائما ما تعطي للاخرين السلطة وتأخذ دور المملوك (المستعبد)
علم النفس في تطور وتقدم و الدراسة في هذا الموضوع
مازالت مستمرة وفي بدايتها