اظهرت النتائج العلمية الحديثة مدى خطورة المضادات الحيوية على صحة الاطفال , وللاسف الشديد يستخدمة الاطباء كعلاج رئيسى لبعض الامراض عند الاطفال مثل حالات الانفلونزا والربو وغيرها ويكون بجرعات عالية , ولكن كل ذالك هى سموم قاتلة تدخل اجساد اطفالنا وفلذات اكبادنا ,
واليكم الان نتيجة الدراسة الامريكية التي نشرت نتائجها في دورية طب الأطفال، أن أطباء الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية يكتبون سنويا أكثر من عشرة ملايين وصفة طبية بمضادات حيوية لا داعي لها اطلاقا , وتقوم الدراسة على عينة قوامها 65 ألف زيارة في العيادات الخارجية بمستشفيات الأطفال تحت سن 18 سنة في الفترة من عام 2006 وعام 2008، وتوصلت الدراسة إلى أن الأطباء وصفوا مضادات حيوية لحالة من كل خمس حالات وأن غالبية الحالات التي وصفت لها المضادات الحيوية كانت لأطفال يعانون من مشاكل في التنفس مثل التهاب الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي.
وبعض الاطباء يصفون المضادات الحيوية للأطفال في أحيان كثيرة استجابة لضغط الأمهات، فكثير من الأمهات يسألن الطبيب: هل ستكتب لإبني مضاد حيوي وكأنها أصبحت طبيبة وتعرف كل شىء. وهنا لا يجد الطبيب المعالج بد من كتابة المضاد حتى لا يفقد "زبونة" عيادته الخاصة وحتى لا تقول عليه الأمهات أنه طبيب فاشل. لذا فنحن لدينا تسيب من جميع الجهات من الأطباء ومن الأهل ومن القوانين وكل شىء.
ويجب ان نشير هنا الى نقطة فى غاية الاهمية وهى ان الأطفال عادة ما يصابوا خلال العام الواحد بخمسة أو ثمانية أدوار فيروسية، ومن المعروف أن الفيروسات تأخذ دورتها في جسم الانسان وتنتهي، والفيروسات لا تعالج أبدا بالمضادات الحيوية. لذا فنحن في حاجة إلى تغيير الوعي لدى الناس فبدلا من ثقافة اعطاء المضادات "عمال على بطال" المفروض كل أم تذهب بإبنها إلى الطبيب تسأله: هل ابني بحاجة فعلية إلى المضاد الحيوي؟.
وعن أضرار وصف المضادات الحيوية للأطفال عندما لا يكونون في حاجة إليها فحدث ولا حرج، فهي تعزز من خطر العدوى المقاومة للمضادات الحيوية بالنسبة للأطفال أنفسهم وبالنسبة للمجتمع ككل، فمعروف أن المضادات تقتل البكتيريا الضعيفة وتجعل القوي منها أكثر قوة فلا تتأثر مرة أخرى بتلك المضادات لأنها تعرضت لها من قبل. فنحن للأسف نربي بأيدينا ميكروبات مستوحشة ومقاومة، وهذا يجعل من الإنسان داخل النظام البيئي عنصرا ضعيفا قابلا للهجوم عليه من قبل الكائنات الأضعف في الكون وهي الميكروبات. لذا يجب ألا نصف المضادات الحيوية للأطفال إلا في حدود المسموح به، فقديما كانوا يطلقون على الطبيب اسم "الحكيم" لأن الطبيب يجب أن يكون حكيما في استعمالاته وتشخيصه ووصفه للدواء وكل شىء. ونسئل الله السلامة لنا ولكم ويحفظ ابناءنا .