موظف بالقطارات يعمل على جسر متحرك لخطوط القطارات، وكانت طبيعة عمله تنحصر فى رفع الجسر الحديدى حتى تمر البواخر من أسفله، وبعد مرور الباخرة بسلام ينزّل الجسر مرة أخرى لمرور القطار من فوقه.
وجاء الاختبار الصعب لهذا الموظف حينما زاره نجله الوحيد فى مقر عمله، ودفعه حب الفضول والرغبة فى معرفة المجهول أن يعرف كيف يستطيع والده بواسطة تحريك مفاتيح صغيرة رفع هذا الجسر الحديدى الضخم؟! ومع إلحاح الطفل الصغير ما كان من والده، إلا أن قام بفتح الباب الذى يؤدى إلى تلك الدواليب المسننة والضخمة له.
ولم يعلم الوالد أن القدر سيكون قاسياً عليه، حيث تعثرت وانزلقت إحدى قدمى ابنه إلى أسفل، بعدما تعلقت ثيابه بواحدة من تلك الدوائر المسننة.
مع صرخات الابن، هرع الأب لينظر ما الذى حدث لابنه، فإذا به يصرخ من شدة الألم والخوف، فنزل الأب سريعا إلى المنفذ المؤدى إلى تلك الدواليب الكبيرة، إلا أنه لم يستطيع الوصول إليه.
عقل الأب عجز عن التفكير كيف ينقذ ابنه، كان التفكير سريعاً، ولكن القطار القادم الذى سيمر على هذا الخط الحديدى كان أسرع بكثير.
خياران لم يجد الأب لهما ثالثاً وهما رفع الخط الحديدى وإنقاذ نجله الوحيد، والتضحية بجميع مستقلى القطار، وثانيهما التضحية بالابن فلذة الكبد من أجل حياة المئات.
داعب الفكر عقل الوالد وراودت خواطره التضحية بالجميع من لأجل فلذة كبده، إلا أنه حكم عقله وترك قلبه وراء ظهره، لينقذ المئات من الأبرياء ويضحى بمهجة قلبه، مع مرور عجلات القطار على ابنه الوحيد كان الألم يخترق أحشاءه، من أجل نجاة الآخرين لأنه ما استحق الحياة من عاش لنفسه فقط.