25 يناير .. كرامة وحرية وعدالة إجتماعية وشعب يريد إسقاط النظام .. 25 يناير .. ملايين في الشوارع كل واحد فيهم بيصرخ يقول حرام .. 25 يناير.. بداية غضب وثورة على أوضاع مأسوية وفساد ونظام خلى البلد خراب .. 25 يناير .. بالعصاية والخرطوش والغاز والرصاص الحي حرقوا القلوب على الأحباب .. 25 يناير .. كفوف مرفوعة للسما بتدعي ربها ينصر ثوارها ويقويهم على العذاب .. 25 يناير.. 18 يوم غيروا مفهوم الحرية وخلوا كل مصري حر يحلم بيوم هيشوف فيه النور ..
زي النهاردة من سنة فاتت لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع إن شوية مظاهرات خرجت تضم الآلاف ممكن تغير من وضعنا حاجة .. الكل كان بيراهن على إن مصر مش تونس وإن تونس الخضراء لها ظروفها وأن نجاح ثورتها ليس مقياسا لصنع ثورة مصرية .. لكن حدث ما لم يتوقعه أحد.
ثورة مر عليها سنة .. النهاردة بنبدأ أول أيام العام الثاني من الثورة المصرية .. ثورة أطاحت برأس نظام خرب كل حاجة في البلد طوال 30 سنة .. ثورة خلت الناس تنسى الخوف وتحس إن صوتها ونزولها الشارع هو السبيل الوحيد للتغيير .. التغيير بالنسبة ليهم ما كانش مجرد وزير يروح وغيره يحل مكانه .. التغيير بالنسبة للمصري الغاضب نظام بالكامل لازم يرحل بكل فساده.
النهاردة 25 يناير2012 .. السنة اللي فاتت مبارك والعادلي كانوا بيحتفلوا بعيد الشرطة .. السنة دي برضه بيحتفلوا في نفس المكان اكاديمية الشرطة لكن بيحتفلوا بثورة وضعتهم في قفص حديدي يواجهون مصير لن يكون بعيدا عن الحبس وربما يتعلق عدد منهم في حبل الإعدام.. ثورة وضعت وزراء أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية سنين طويلة في السجن لأنهم ببساطة مفسدون في الأرض .
النهاردة سيخرج المصريون تزامنا مع اليوم الذي اندلعت فيه شرارة الثورة .. لكن الفارق أن يوم 25 يناير 2011 خرجوا يتحدون قانون الطوارئ بمواده القمعية .. أما اليوم فهم يخرجون بدون قيود بعد أن أعلن المشير حسين طنطاوى، القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقف العمل بحالة الطوارئ، إلا فى حالات مواجهة جرائم البلطجة، اعتبارًا من صباح اليوم الأربعاء، والذي يوافق الذكرى الأولى لثورة 25 يناير.
ثورة اليوم ثورة شهداء ضحوا بأرواحهم ووقفوا أمام الظلم والسحل والقتل عشان مصر تعيش .. عشان مصر تعيش حرة ومستقلة .. عشان البلد دي تستاهل إن كل الدم ده يروح فداها بس كل اللي طالبينه إن الدم ده ما يروحش هدر .. إن شوارع مصر المروية بدم كل شهيد وهب الثورة دي روحه تنور بنور قلوبهم الطاهرة.
كل أم دموعها سالت وافتكرت ابنها اللي ضاع من حضنها في غمضة عين تفتكر إنه في مكان أحسن عند ربنا .. تفتكر إن دم ابنها منح 85 مليون واحد كانوا خايفين يتكلموا الحرية .. تفتكر إن روحه وهي شايفة الثورة بتحقق أهدافها حتى لو اتأخرت هتنام مرتاحة .. نام يا شهيد مرتاح حقك وحق مصر مش هيضيع.
النهاردة بنبدأ معاكم تغطية خاصة تتزامن مع إن زي النهاردة كانت ثورة مصر بتتولد .. في كل مكان عاش الثورة هنكون موجودين معاكم .. هنعرف مع ضيوفنا إيه اللي حققناه من مطالب الشعب الغاضب وهنحلل الوضع بعد عام كامل من الثورة .. عام مر علينا بكثير من الأحزان والدماء والقرارات لكن لا خلاف أن فيه بارقة أمل .. حتى ولو كان ضعيفا .. خلونا نتفائل ببكرة ونتأكد إن اللي جاي أحسن بكتير وكفاية إن مئات الفاسدين محبوسين يحلمون باستنشاق نسيم الحرية مرة أخرى..