الرَّءُوفُ : النور الرابع والثلاثون ، من الأسماء الحسنى التسعة والتسعين التي من أحصاها ، دخل الجنة ، أي تحقق بمعنها حسب القدرة ، ومن دعاء بها استجيب له ، أي مع الإخلاص والطلب القلبي الحق
الرَّءُوفُ : صفة لمن عنده رأفة وهي غاية الرحمة وكمال ظهورها .
والله تعالى هو الرَّءُوفُ الحق : هو الله الرب المربي لعباده برحمته الواسعة ، فإنه لما ذرئهم ورزقهم يراقب حالهم عن رحمه ورأفة ليوصل لهم كل ما يحتاجوه ويسعون له بحالهم ومقالهم، وبالخصوص بعد أن تحصل مشاكل وشدة للمؤمنين، ولا يؤخذ بسرعة العاصين ، ويمهل ويحلم على العباد حتى كأنه لم يُعصى ، ولكن لكل رأفة حد فإذا تجاوزوا الحد خرجوا من فيض الرحمة والرأفة الإلهية، والله شديد الرحمة والرأفة على المؤمنين يوفقهم للطاعة ولكل ما يوصل لرضاه ونعيمه الدائم ويهديهم لصلاحهم .
ومن يتجلى عليه الرءوف بالتجلي الخاص : يجعله أعظم الناس رأفة ومحبة لهداه وهداية الناس لدين الله ، فيدعوهم للحق ولإقامة العدل والإحسان بكل جهده وجده ويضحي بنفسه وماله وكل شيء من أجل نشر دين الله الحق ، وهذا كان حال نبينا الكريم وآله الطيبين راجع خطبهم وسيرتهم تعرف تضحيتهم من أجل نشر الهدى الحق ولتخليص الناس من الدخول تحت تجلي الأسماءالإلهية الجلالية التي تتجلى بالغضب والقهر مادام هناك مجال للإصلاح ، وقال الله تعالى :{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (128)} التوبة.
والمؤمن : رءوف بحاله يحب لنفسه كل خير وطاعة وحلال طيب لتصلح ولتكون تحت رعاية الله ورأفته ورحمته أبدا ، فيهذبها بالأخلاق الحسنة والآداب الإسلامية الكريمة ، ويكون رءوف بالمؤمنين أسرته أو إخوانه في الدين ، فيقدم لهم ما يحتاجونه ويصلهم بدعم مادي أو معنوي ويرفق بهم ، ويبعد عنهم كل ظلم وضلال ، ولا يرضى بالحرام لا لنفسه ولا لهم ، فيكون بحق مجلى ومظهر للرءوف ........
وشكرا للمشاركين والقارئين وجعله الله نورا في ميزان حسناتكم .