بدت كأنها لحظة رعب رهيبة تلك التي وجدت فيها غواصة صينية ساقها داخل فم دولفين ضخم أبيض اللون- بيد أن تلك اللحظة كانت في واقع الأمر مثالاً صارخاً لحيوان يقدم علي إنقاذ حياة إنسان.
لقد كانت يانغ يون البالغة من العمر 26 عاماً تشارك في مسابقة غوص لا تستخدم فيه أجهزة تنفس تحت الماء. وكان الغوص يتم وسط دلافين داخل حوض ماء يزيد عمقه علي 20 قدماً وفي برودة تضاهي درجات برودة القطب الشمالي.
وتقول يانغ إنها عندما حاولت العودة إلي السطح، وجدت ساقيها وقد شلت حركتهما من جراء شدة البرودة وعندها أظهر الدولفين ميلا ليمد يد العون أو بالأحري زعنف المساعدة.
أما أحد المسؤولين في الأرض القطبية بولار لاند في هاربين شمال شرق الصين، فقد وصف ما حدث بقوله:"فجأة رأينا الفتاة وهي مدفوعة إلي أعلي الحوض في حين أن ساقها كانت داخل فم الدولفين. إن الدولفين من الحيوانات الحساسة التي تتعاون بشكل وثيق مع بني البشر وأعتقد أن هذه الفتاة مدينة له بحياتها".
ولعل من حسن الحظ أن أسماك الدولفين، التي تعيش في المناطق القطبية وشبه القطبية وتتغذي علي أسماك السبيدج والأسماك الصغيرة، ليست لديها سوي أسنان متناهية الصغر؛ لذا فإن يانغ لم تصب بأذي.
يشار إلي أن ضغط الماء في الأعماق التي تصل إلي 20 قدما فما دون يسحب جسم الإنسان ويشده إلي أسفل لا سيما إذا كانت أطراف الإنسان متأثرة من جراء البرد كما هو الشأن في حالة يانغ. وقد استعادت يانغ شريط الأحداث قائلةً: "بدأت أختنق وأغطس غائصة فاعتقدت أنها القاضية وأنني ميتة لا محالة إلي أن شعرت بهذه القوة الهائلة تحتي وهي تدفعني إلي السطح."