يا ابن آدم افعل الخير فإنه مفتاح الجنة ويقود إليها واجتنب الشر فإنه مفتاح النار. يا ابن آدم اعلم أن الذى تبنيه للخراب وأن عمرك عاديه وجسدك للتراب وما جمعته للورثة فالأكل منه والنعيم لغيرك والحساب عليك والعقاب والندم، والصاحب لك فى القبر العمل فحاسب نفسك قبل أن تحاسب والزم طاعتى واحذر معصيتى وارضى بما ياتيك وكن من الشاكرين.
يا ابن آدم من أذنب ذنباً وهو ضاحك أدخلته النار باكيا ومن جلس باكيا من خشيتى أدخلته الجنة ضاحكاً. يا بان آدم كم من غنى يتمنى الفقر يوم حسابه وكم من جبار أذله الموت، وكم من فرحة أورثت حزناً طويلاً. يا ابن آدم لو تعلم البهائم ما تعلمون من الموت لامتنعت عن الأكل والشرب حتى تموت جوعا وعطشا. يا ابن آدم ما آتاك من الدنيا فلا تفرح به، وما فاتك منها فلا تحزن عليه، يا ابن آدم من التراب خلقتك وإلى التراب أعيدك ومن التراب أبعثك فودع الدنيا وتهيأ للموت، واعلم أننى إذا أحببت عبداً زويت عنه الدنيا واستعملته للآخرة وأريته عيوب الدنيا فيحذرها ويعمل بعمل أهل الجنة فأدخله الجنة، وإذا أبغضت عبداً شغلته عنى بالدنيا واستعملته بعملها ويكون من أهل النار فأدخله النار. يا ابن آدم أنا الذى خلقتك وأنا الذى رزقتك وأنا الذى أحييتك وأنا الذى أمتك وأنا الذى أبعثك وأنا الذى أحاسبك بما عملت فإن عملت به خيراً رأيته وإن عملت به شراً رأيته مع ربك ولا تملك لنفسك ضراً ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . يا ابن آدم أطعنى واخدمنى ولا تهتم بالرزق فقط كفيتك أمره فلا تحمل هم شيء قد كفيتكه. يا ابن آدم من كان سبيله الموت كيف يفرح بالدنيا ومن كان بيته القبر فكيف يسر بما يبنيه فى الدنيا. يا ابن آدم قدم لنفسك خيراً تجده عندى قبل أن يأخذك الموت.
يا ابن آدم من كان مهموما فأنا الذى أفرج همه ومن كان مستغفرا فأنا الذى أغفر له ومن كان تائبا فأنا الذى نهيته ومن كان عاريا فأنا الذى كسوته ومن كان خائفا فأنا الذى أؤمن خوفه ومن كان جائعا فأنا الذى أشبعه وإذا كان عبدى على طاعتى وإمضاء امرى سددت أمره وشددت أزره وشرحت صدره.
يا موسى من استغنى بأموال الفقراء واليتامى أفقرته فى الدنيا وعذبته فى الآخرة، ومن تجبر على الفقراء أذللته ومن بنى بقوت الفقراء والضعفاء أعقبت بناه الخراب وأسكنته النار إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى.