مقدمة بوصفٍ شامل عن الرسول المبارك صلى الله عليه وسلم
يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما، خرجوا من مكة ومروا على خيمة امرأة عجوز تسمى (أم معبد)، كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتطعم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئاً. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة، وكان قد نفد زادهم وجاعوا. وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أم معبد: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد والضعف عن الغنم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل بها من لبن؟ قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلباً فاحلبها، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الشاة، ومسح بيده ضرعها، وسمى الله جل ثناؤه ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رجليها، ودرت. فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلب في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها. وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق عنزاً يتمايلن من الضعف، فرأى اللبن، فقال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب (أي الغنم) ولا حلوب في البيت!، فقالت: لا والله، إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد، فقالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أي مشرق الوجه)، لم تعبه نحلة (أي نحول الجسم) ولم تزر به صقلة (أنه ليس بناحلٍ ولا سمين)، وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في عينيه دعج (أي سواد)، وفي أشفاره وطف (طويل شعر العين)، وفي صوته صحل (بحة وحسن)، وفي عنقه سطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا تذر ولا هذر (كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة)، فقال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا. وأصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس، ولا يدرون من صاحبه وهو يقول: جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد. هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد. حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان، وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسن من القمر). (إضحيان هي الليلة المقمرة من أولها إلى آخرها). وما أحسن ما قيل في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل. - ثمال: مطعم، عصمة: مانع من ظلمهم
-صفة لونه:
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق - أي لم
يكن شديد البياض والبرص - يتلألأ نورا
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق - أي لم
يكن شديد البياض والبرص - يتلألأ نورا
-صفة وجهه:
كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون
الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو
أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء،
مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا
سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن
الناس وجهًا و أحسنهم خلقا.
كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون
الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو
أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء،
مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا
سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن
الناس وجهًا و أحسنهم خلقا.
3-صفة جبينه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين). الأسيل: هو المستوي. أخرجه عبد
الرازق والبيهقي وابن عساكر. وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد
الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين
وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل
ذي ذوق سليم. وقد صفه ابن أبي خيثمة فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم أجلى الجبين، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند
الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين). الأسيل: هو المستوي. أخرجه عبد
الرازق والبيهقي وابن عساكر. وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد
الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين
وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل
ذي ذوق سليم. وقد صفه ابن أبي خيثمة فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم أجلى الجبين، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند
الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ
-صفة حاجبيه:
كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان
مقوسان، متصلان اتصالاً خفيفاً، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك
بسبب غبار السفر
كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان
مقوسان، متصلان اتصالاً خفيفاً، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك
بسبب غبار السفر
-صفة عينيه:
كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين
بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله
عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي
سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة - أي رموش العينين - ناصعتي البياض وكان صلى
الله عليه وسلم أشكل العينين. قال القسطلاني في المواهب: الشكلة بضم الشين
هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود. وقال الزرقاني: قال الحافظ
العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى
الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال
الراهب: هو شرح المواهب. وكان صلى الله عليه وسلم (إذا نظرت إليه قلت أكحل
العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت
عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما - والعين النجلاء الواسعة الحسنة
والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة -
وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها). أخرجه البيهقي في الدلائل
وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.
كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين
بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله
عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي
سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة - أي رموش العينين - ناصعتي البياض وكان صلى
الله عليه وسلم أشكل العينين. قال القسطلاني في المواهب: الشكلة بضم الشين
هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود. وقال الزرقاني: قال الحافظ
العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى
الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال
الراهب: هو شرح المواهب. وكان صلى الله عليه وسلم (إذا نظرت إليه قلت أكحل
العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت
عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما - والعين النجلاء الواسعة الحسنة
والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة -
وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها). أخرجه البيهقي في الدلائل
وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.
6-صفة أنفه:
يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم
أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع
دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف.
يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم
أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع
دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف.
7-صفة خديه:
كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن
عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن
يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده). أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي: هذا
حديث صحيح
كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن
عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن
يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده). أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي: هذا
حديث صحيح
8-صفة فمه وأسنانه:
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان). الأشنب: هو الذي في
أسنانه رقة وتحدد. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل
وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه
قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله،
وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان صلى الله عليه وسلم
وسيماً أشنب - أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا
والرباعيات- أفلج الثنيتين - الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع
التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين
الأسنان - إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، - النور المرئي يحتمل
أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج
من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية.
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان). الأشنب: هو الذي في
أسنانه رقة وتحدد. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل
وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه
قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله،
وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان صلى الله عليه وسلم
وسيماً أشنب - أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا
والرباعيات- أفلج الثنيتين - الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع
التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين
الأسنان - إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، - النور المرئي يحتمل
أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج
من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية.
-صفة ريقه:
لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى
الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه
وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى
الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته بإذن الله. فقد جاء في
الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله
ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي
طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به
وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي،
فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء
كأنه لم يكن به وجع). وروى الطبراني وأبو نعيم أن عميرة بنت مسعود
الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه وسلم يبايعنه، وهن خمس،
فوجدنه يأكل قديداً (لحم مجفف)، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولني
القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله تعالى وما وجد
لأفواههن خلوف، أي تغير رائحة فم. ومما يروى في عجائب غزوة أحد، ما أصاب
قتادة رضي الله عنه بسهم في عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقد تدلت عينه، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها ثم
تفل بها ومسح عليها وقال (قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر من أختها، فقال
الشاعر (اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد العمى.
لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى
الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه
وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى
الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته بإذن الله. فقد جاء في
الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله
ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي
طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به
وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي،
فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء
كأنه لم يكن به وجع). وروى الطبراني وأبو نعيم أن عميرة بنت مسعود
الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه وسلم يبايعنه، وهن خمس،
فوجدنه يأكل قديداً (لحم مجفف)، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولني
القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله تعالى وما وجد
لأفواههن خلوف، أي تغير رائحة فم. ومما يروى في عجائب غزوة أحد، ما أصاب
قتادة رضي الله عنه بسهم في عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقد تدلت عينه، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها ثم
تفل بها ومسح عليها وقال (قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر من أختها، فقال
الشاعر (اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد العمى.
10-صفة لحيته:
كان رسول الله صلى الله عليه حسن
اللحية)، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر. وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان صلى
الله عليه وسلم كث اللحية، - والكث: الكثير منابت الشعر الملتفها - وكانت
عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع
انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها)، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في
دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه.
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: (كان في عنفقة رسول الله صلى الله
عليه وسلم شعرات بيض). أخرجه البخاري. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (لم
يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته). أخرجه
مسلم. (وكان صلى الله عليه وسلم أسود كث اللحية، بمقدار قبضة اليد، يحسنها
ويطيبها، أي يضع عليها الطيب. وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه
وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات). أخرجه الترمذي في الشمائل
والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم حف الشارب وإعفاء
اللحية
كان رسول الله صلى الله عليه حسن
اللحية)، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر. وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان صلى
الله عليه وسلم كث اللحية، - والكث: الكثير منابت الشعر الملتفها - وكانت
عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع
انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها)، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في
دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه.
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: (كان في عنفقة رسول الله صلى الله
عليه وسلم شعرات بيض). أخرجه البخاري. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (لم
يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته). أخرجه
مسلم. (وكان صلى الله عليه وسلم أسود كث اللحية، بمقدار قبضة اليد، يحسنها
ويطيبها، أي يضع عليها الطيب. وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه
وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات). أخرجه الترمذي في الشمائل
والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم حف الشارب وإعفاء
اللحية
11-صفة رأسه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم
جميل متناسق
كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم
جميل متناسق
12-صفة شعره:
كان صلى الله عليه وسلم شديد السواد
رجلاً، أي ليس مسترسلاً كشعر الروم ولا جعداً كشعر السودان وإنما هو على
هيئة المتمشط، يصل إلى أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصل إلى شحمة
أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله
بعد الحلق، وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل
واحدٍ من الرواة عما رآه في حين من الأحيان. قال الإمام النووي: (هذا، ولم
يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سني الهجرة إلا عام
الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع). وقال علي بن أبي طالب رضي
الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله)،
أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح. ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه
وسلم شيب إلا شعيرات في مفرق رأسه، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية
النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث
ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات وكان صلى الله عليه وسلم إذا ادهن
واراهن الدهن، أي أخفاهن، وكان يدهن بالطيب والحناء. وعن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم
يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم،
فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد)، أخرجه البخاري ومسلم.
وكان رجل الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط، كما إذا مشطه بالمشط
كأنه حبك الرمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا
مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً، وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم، لما كان
أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام
بالفرق ففرق. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت إذا أردت أن أفرق رأس
رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين
عينيه). أخرجه أبو داود وابن ماجه. وكان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره، أي
يرسله ثم ترك ذلك وصار يفرقه، فكان الفرق مستحباً، وهو آخر الأمرين منه صلى
الله عليه وسلم. وفرق شعر الرأس هو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس. وكان
يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن
ثم الشق الأيسر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجل غباً، أي يمشط
شعره ويتعهده من وقت إلى آخر. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره، أي الابتداء باليمين، إذا
تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل). أخرجه البخاري
كان صلى الله عليه وسلم شديد السواد
رجلاً، أي ليس مسترسلاً كشعر الروم ولا جعداً كشعر السودان وإنما هو على
هيئة المتمشط، يصل إلى أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصل إلى شحمة
أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله
بعد الحلق، وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل
واحدٍ من الرواة عما رآه في حين من الأحيان. قال الإمام النووي: (هذا، ولم
يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سني الهجرة إلا عام
الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع). وقال علي بن أبي طالب رضي
الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله)،
أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح. ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه
وسلم شيب إلا شعيرات في مفرق رأسه، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية
النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث
ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات وكان صلى الله عليه وسلم إذا ادهن
واراهن الدهن، أي أخفاهن، وكان يدهن بالطيب والحناء. وعن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم
يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم،
فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد)، أخرجه البخاري ومسلم.
وكان رجل الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط، كما إذا مشطه بالمشط
كأنه حبك الرمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا
مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً، وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم، لما كان
أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام
بالفرق ففرق. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت إذا أردت أن أفرق رأس
رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين
عينيه). أخرجه أبو داود وابن ماجه. وكان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره، أي
يرسله ثم ترك ذلك وصار يفرقه، فكان الفرق مستحباً، وهو آخر الأمرين منه صلى
الله عليه وسلم. وفرق شعر الرأس هو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس. وكان
يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن
ثم الشق الأيسر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجل غباً، أي يمشط
شعره ويتعهده من وقت إلى آخر. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره، أي الابتداء باليمين، إذا
تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل). أخرجه البخاري
-صفة عنقه ورقبته:
رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية
(الجيد: هو العنق، والدمية: هي التي بولغ في تحسينها). فعن علي بن
أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق
فضة)، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله
عنهما قالت: (كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر،
ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض
الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة
البدر)، أخرجه البيهقي وابن عساكر
(الجيد: هو العنق، والدمية: هي التي بولغ في تحسينها). فعن علي بن
أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق
فضة)، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله
عنهما قالت: (كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر،
ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض
الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة
البدر)، أخرجه البيهقي وابن عساكر
-صفة منكبيه:
كان صلى الله عليه وسلم أشعر المنكبين
(أي عليهما شعر كثير)، واسع ما بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف.
والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض
الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال. وكان
كتفاه عريضين عظيمين
كان صلى الله عليه وسلم أشعر المنكبين
(أي عليهما شعر كثير)، واسع ما بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف.
والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض
الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال. وكان
كتفاه عريضين عظيمين
15-صفة خاتم النبوة:
وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي
رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون
جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان
يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده وهكذا بحسب
الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف
النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى
الله عليه وسلم بهذا الخاتم. فعن عبد الله بن سرجس قال: (رأيت النبي صلى
الله عليه وسلم وأكلت معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً. فقيل له: أستغفر لك
النبي؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين
والمؤمنات) محمد/19. قال: (ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه
عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل)، أخرجه مسلم. قال أبو زيد
رضي الله عنه: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت
منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع
خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: (شعرات بين كتفيه)،
أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. اللهم كما أكرمت
أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي
السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي
وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي
رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون
جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان
يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده وهكذا بحسب
الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف
النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى
الله عليه وسلم بهذا الخاتم. فعن عبد الله بن سرجس قال: (رأيت النبي صلى
الله عليه وسلم وأكلت معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً. فقيل له: أستغفر لك
النبي؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين
والمؤمنات) محمد/19. قال: (ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه
عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل)، أخرجه مسلم. قال أبو زيد
رضي الله عنه: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت
منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع
خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: (شعرات بين كتفيه)،
أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. اللهم كما أكرمت
أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي
السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي