الأخ الكريم حسن بارك الله وجزاك الله خيرا ، لكن لي تغليق واحد على بعض كلامك وتحديدا بعدما أصلت عقيدة أهل السنة والجماعة في عدم جواز الترحم على غير المسلمين أصحح لك شيئا مما نقلته ، فالخلاصة كما قلت أنت أن الطائعين من المسلمين يدخلون الجنة وهم فيها خالدون ، أما عصاة الموحدين فهم في مشيئة الله عز وجل إن شاء عاقبهم بمعصيتهم ثم يخرجهم من النار إلى الجنة وإن شاء عفا عنهم وأدخلهم الجنة برحمته ، ثم قاتل النفس والزاني حالهم كحال عصاة المسلمين في مشيئة الله عز وجل إن شاء عاقبهم وإن شاء غفر لهم ما داموا ماتوا على الإسلام والأدلة على ذلك كثيرة جدا فمنها قول الله عز وجل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، والزنا والقتل وإن كانا من أكبر الكبائر وأبغض المعاصي إلا أنهما دون الشرك بلا شك ، كذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي لقي الله عز وجل ولم يعمل خيرا قط فيقال له احضر وزنك وتمد له تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر من الذنوب ثم يقال له إن لك عندنا حسنة فيعطى بطاقة فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله فيقول وما هذه البطاقة في كل تلك السجلات فيقال له إنك لا تظلم شيئا فتوضع البطاقة وتطيش السجلات قال النبي عليه الصلاة والسلام فإنه لا يثقل مع اسم الله شئ وغيرها كثير ، قال الإمام الحافظ الحكمي في منظومته العقدية سلم الوصول: ولا نكفر بالمعاصي مؤمنا *** إلا مع استحلاله لما جنى ، ولا نقول إنه في النار *** خالدا بل أمره للباري ، إن شا عفا عنه وإن شا آخذه ... إلى آخر كلامه وهذا هو الشاهد منه ، هذه واحدة.
والثانية قول أخينا محمد بن عبد الله في تعليق له:
لهم منا الحب والود إلى آخر كلامه ، وهذا أخي الكريم مخالف لعقيد المسلمين في الولاء والبراء ، فليس لهم منا الود والحب بل لهم منا البر والمعاملة بالقسط والإحسان ، قال تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم أن تولوهم... إلى آخر الآيات ، فلما ذكر المعاملة معهم ذكرها بلفظ البر والقسط ولما نهى نهى عن الموالاة ، بل ذكر الله عز وجل ذلك صراحة في القرآن فقال : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ، وقال في مدحه للخليل إبراهيم عليه السلام: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، فهنا التصريح ببغض الكافرين حتى يؤمنوا بالله وحده ، والله أعلم ومن أراد أن يعقب فليراسلني على الايميل الشخصي لأني لا أتابع هذا المنتدى وإنما دخلت إليه بقدر الله وجزاكم الله خيرا
[email protected]
