يسأل أحد القراء، هل الشذوذ الجنسى يصنف ضمن الأمراض النفسية، وهل له علاج؟ يجيب الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، قائلا، الشذوذ الجنسى يعتبره البعض اضطرابا فى السلوك، ولكن أحياناً يكون الشخص رافضاً السلوكيات التى يقوم بها، ولكنه يفعلها بشكل قهرى، ثم يشعر بالندم الشديد بعد ممارسة هذه الأفعال، وتصل نسبته فى بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا 20% من الرجال، وينتشر أيضاً فى بعض الدول العربية والواحات فى مصر. التقسيم الدولى للطب النفسى كان يصنف الشذوذ باعتباره مرضاً نفسياً حتى عام 1991 ثم استبعد واعتبروه أسلوب حياة منذ هذا التاريخ، فهو ينتشر أكثر فى الأماكن المغلقة مثل السجون والمعتقلات والمدارس الداخلية. وتلعب الوراثة دوراً كبيراً فى هذا المرض والاضطرابات الهرمونية أيضا، وهناك أسباب نفسية أخرى مثل المبالغة بالتجاوب الانفعالى مع الأم، إذا لم يستطع إقامة علاقة مع الجنس الآخر الذى تمثله الأم، حيث يعتبر ذلك من المحرمات لذا يتجه لإشباع رغباته مع نفس جنسه. وكذلك السلوك الشرطى، حيث يتعود الطفل الصغير على الممارسة إذا تم اغتصابه وهو صغير. جدير بالذكر أن الشذوذ نسبته فى الرجال أكثر من النساء، وهناك أسباب بيولوجية أخرى، بحيث يشعر الشخص أن هناك من يدفعه للقيام بهذا. كما أننا نجد أن هذا المريض قد يكون متدينا ويمارس طقوسه الدينية بانتظام، ولكن تسيطر عليه فكرة ممارسة الشذوذ كفكرة قهرية مسيطرة لا يستطيع التغلب عليها لدرجة، أن البعض منهم يستأجر شخصاً يسير معه حتى يمنعه عن ممارسة هذا الشذوذ، وهذا يعتبر نوعا من أنواع الأمراض النفسية العصابية، والذى يفسره الطب النفسى بأنه عبارة عن القلق الشديد مع أفكار وسواسية مسيطرة تدفعه لممارسة هذا السلوك. أما بالنسبة للعلاج، فيتمثل فى العلاج الدوائى والسلوكى والمعرفى، ويحقق نتائج كبيرة، نظراً للتطور الكبير الذى شهده العلاج السلوكى، بالإضافة إلى الأدوية الحديثة التى تساعد على شفاء المريض. |