عام و يومان على بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا و قد خلفت حتى الآن أكثر من عشرة آلاف شهيد وفقاً لتقديرات تقول عنها بعض المصادر إنها تقديرات محافظة. لا تزال المعارك بين وحدات الجيش النظامي و الجيش السوري الحر تدور على أكثر من جبهة أهمها في هذه اللحظات و أكثرها شراسة منذ بدء الثورة تدور في العاصمة دمشق. و كانت المعارك التي تدور رحاها في حي المزة الذي يضم عدداً من السفارات و الدوائر الحكومية و منازل لشخصيات مقربة من الرئيس قد أسفرت منذ أمس عن استشهاد ثمانية عشر شخصاً على الأقل وفقاً لمصادر حقوقية، بينما تتحدث مصادر في الجيش السوري الحر عن سقوط أربعة و ثمانين قتيلاً و أكثر من مائتي جريح بين عناصر الأمن السياسي السوري. صورة مقربة لما يحدث على أرض الميدان نقدمها لكم من خلال لقاء خاص مع أحد قادة الجيش السوري الحر.
تتضارب التقارير في بعض الزوايا و في بعض التفاصيل، لكن وصول الجيش السوري الحر إلى حي المزة في قلب العاصمة يرفع المواجهة مع دمشق إلى مستوى آخر. بينما لا تؤدي دهاليز السياسة عربياً و إقليمياً و عالمياً حتى الآن إلا إلى أبواب مغلقة تعود بعدها إلى دهليز جديد فإن الواقع على أرض الميدان لا يقبل فكرة الثبات. في الوقت نفسه يزيد عدد هؤلاء في المنتصف الذين يبدو أنهم يتجهون الآن إلى قبول فكرة الخلاص بالقوة. دون أن نغفل كثيراً من الجهود السياسية لا بد لنا من إلقاء نظرة مقربة على أرض الميدان و ضيفنا العقيد حسام الدين العواك قائد العمليات في تجمع الضباط الأحرار و هو أحد فصائل الجيش السوري الحر