ستة عشر عاما مرت على الذكرى الأليمة التي عاصرها طلبة غزة في جامعة بير زيت، عملية عسكرية شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مارس من العام 1996 اعتقل خلالها أكثر من ستمائة طالب وأكاديمي في الجامعة، ليقرر بعدها إبعاد جميع طلبة غزة إلى القطاع عبر معبر بيت حانون، قاطعا الطريق أمام مستقبلهم الأكاديمي،،
منذ ذلك التاريخ وبعد عملية السور الواقي على وجه التحديد، يمنع طلبة غزة من الالتحاق بجامعات الضفة عامة، حيث كان يشكل طلبة غزة ما نسبته 42% من مجموع طلبة جامعات الضفة مطلع التسعينيات، أما اليوم فلا يوجد في جامعة بيرزيت تحديدا سوى طالبين فقط من غزة،،
ماهر مكي من سكان قطاع غزة التحق للدراسة في جامعة بيرزيت قسم الهندسة الميكانيكية في التسعينات إلا أن العملية العسكرية التي أبعدت ما يقارب 32 طالبا من طلبة غزة إلى قطاع غزة حرمته من أن يكمل تعليمه لمدة فصلين كاملين.
وبين مكي لـ"معا" انه اضطر إلى دخول الضفة الغربية عن طريق جسر اللنبي الذي يربط الضفة بالأردن بعد ن قطع المسافة من قطاع غزة مرورا مصر إلى الأردن ليكمل ما تبقى له من فصول دراسية.
ويقول مكي:" استمرت المعاناة ومنع طلاب قطاع غزة من التوجه للضفة الغربية فمنهم من حاول الاستمرار في تعليمه من خلال إكمال دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة بالتعاون مع جامعة بيرزيت والبعض الآخر حاول الخروج عن طريق تصاريح وهذا كان شبه مستحيل والجزء.
وطالب مكي بدعم حق طلاب قطاع غزة من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية، داعيا الى تقصير الهوة بين غزة والضفة التي ساهم الانقسام في تعزيز ما بدأه الاحتلال في العام 1996 من خلال ترحيل جميع طلبة القطاع المتواجدين في الضفة.
حقوقيون دعوا إلى ضرورة تكثيف الجهود لكسر خطة الفصل الجغرافي والأكاديمي التي رسمها الاحتلال الإسرائيلي وكرسها الانقسام الفلسطيني.
د.راجي الصوراني رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أوضح أن إسرائيل أرادت أن تجزء الوطن بعملية بيرزيت رغم الاتفاقيات التي أكدت على أن غزة والضفة وغزة وحدة جغرافية واحدة.
وبين الصوراني أن عدد الطلبة الدارسين من قطاع غزة في الضفة الغربية خصوصا في جامعتي النجاح وبيرزيت ما يقارب 42% من عدد طلاب تلك الجامعات، مبينا أن اسرائيل مارست سياسة منهجية ومنظمة مقصودة تستهدف عزل شطري الوطن.
من جانبه د. سمير حليلة رئيس جمعية خريجي جامعة بيرزيت أكد أن المعركة الوطنية تتطلب وحدة حركتي فتح وحماس، مشيرا إلى أن المماطلة في عدم انجاز المصالحة سيؤثر على مستقبل الطلبة بشكل عام خاصة طلبة قطاع غزة الغير قادرين على الالتحاق بجامعات الضفة الغربية.
وتبقى الآمال معقودة رغم العقبات والعراقيل التي تحرم كثيرين من التواصل بين شقي الوطن، آمال باتت بحاجة لترجمة على أرض الواقع عبر تفعيل الجهود لإبراز هذه القضية التي باتت في غياهب النسيان.