شكراً لك
شكراً لك . .
لأنك جعلتني اعود لنفسي
ولأنك قلصت مساحات تشتُتي
وذوبت صخر عُقدي
واعدت زرع الريحان في اوردتي
وجددت خطوط البسمة على شفاهي
شكرا لك
لأنك جعلت الانثى تستفيق داخلي
ومسحت غبار صندوق زينتي
وفككت أسر مشطي
ونثرت رذاذ عطري . .
شكراً لك . .
لأنك جعلتني أتذكر
ان العمر فرصة . .
وهو واحد . .
والنهاية قادمة . . بالبؤس . . بالتعاسة . .
بالسعادة . . بالهناء
لا فرق
قادمة . .
وجعلتني ادرك ان الحياة أقصر
من ان أنسى معها ذاتي
شكراً لك . .
لأنك اعدتني الى طفولتي
والركض في الازقة
ومطاردة الفراشات . . وملاحقة الغيمات
وشدة اعجابي بأبن الجيران
وطائرته الورقية المحلقة عالياً
وصوت أمي ينادي
ستغيب الشمس . . تعالي
شكراً لك . .
لأنك علمتني . . كيف اتعلم
ان أطوي صفحات الماضي
صفحة صفحة . . بلا أسف
وأرمي اللوم والعتب
وأرمّم الجراح بالطهر
وأصعد الى ارتقاء الروح
وكيف اسامح . . وكيف أغفر . .
شكراً لك . .
لأنك ارجعت لي استمتاعي الصباحي بصوت فيروز
ولذة ارتشفافي القهوة مع الشروق
وعشقي لدفئ الاغاني وسهري مع صوت ام كلثوم
وعادة تدوين حفنة الافكار وتركيب الحروف
كما كانت . . تثرثر على الورق . . واخفيها . . من شغف العيون
شكراً لك . .
لانك سلخت جلدي المتأزم بآفات الحقد والرتابة
وزرعت لي جلد بمسامات الحب والامنيات
فنمتْ فيها غابات الصنوبر اليانعة
بخضرة أفكارك . . ونقاء قلبك . . وعطر انفاسك
وفجرت شلالات الامل لبداية حياة جديدة
شكرا لك . .
لأنك انتشلت نفسي من نفسي
وفتحت لي أبواب الحرية
وكسرت شوكة الضجر
ونزعت عني رداء الخوف
واطلقت اجنحة نبضي في رحلة
ربيع الى عينيك