بعد نجاة عبدالله بن عبد المطلب من الذبح تزوج من آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة , وبعد أيام من العرس خرج عبد الله فى رحلة تجارية إلى الشام , فخرج مع قافلة قرشية وباع واشترى , وفى عودته مر بيثرب ليزور أخوال أبيه من بني النجار , لكنه مرض فى أثناء زيارته , فلما بلغ عبد المطلب خبر مرض ابنه أرسل على الفور أكبر أبنائه الحارث بن المطلب إلى يثرب ليعود بأخيه , لكن عبدالله توفى قبل أن يصل أخوه إلى يثرب , فحزن عبد المطلب حزنا شديدا على موت ابنه عبدالله الذى لم يتجاوز الخامسة و العشرين من عمره , ولم يمض على زواجه سوي شهور قليلة.
ولما خفت موجه الحزن على أمنه بدأت تحس بجنين فى أحشائها , ففرح أملها عسى أن يعوضها فقد زوجها الحبيب , و أخبرت عبد المطلب بحملها , ففرح لذلك فرحا شديدا, وامتلأ قلبه أملا ورجاء في أن ياتى هذا الحمل بولد يعوضه عن ابنه الفقيد .
وفى يوم الاثنين الموافق ( 12 من شهر ربيع الأول سنة 570 م ) , عام الفيل ولدت آمنة وليدها , يتلألأ النور من وجهه الكريم , أكحل أدعج , يرنو ببصره إلى الأفق , ويشير بسبابته إلى السماء , فهرولت قابلته , وهى أم عبد الرحمن بن عوف إلى جده عبد المطلب تزف إليه البشرى , وتنقل إليه ذلك الخبر السعيد , فكاد الرجل الوقور يطير من الفرحة , وفرح الهاشميون جميعا , حتى إن عمه أبا لهب أعتق الجارية ثوبيه التي أبلغته الخبر , وكانت أول من أرضعت خير البشر ( صلى الله عليه وسلم ) .
سمى عبد المطلب حفيده محمد ( صلى الله عليه وسلم ) , وهو اسم لم يكن مألوفا أو منتشر في بلاد العرب , ولما سئل عن ذلك قال : رجوت أن يكون محمودا في الأرض وفى السماء .