حكم مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تمثل الأنبياء والصحابة
أولاً : اتفق العلماء المعاصرون على تحريم تمثيل الأنبياء عليهم السلام عامة ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة .
وبتحريم هذا الأمر صدرت فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية ، وقرار مجمع الفقه الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة .
ولا شك أن في تمثيل الأنبياء ازدراءًا وتنقصا لهم وغضا من قدرهم ، وذلك لما استقر في نفوس الناس من إجلالٍ وهيبةٍ وتعظيمٍ لهم ، فتمثيلهم يفضي إلى الإخلال بتعظيمهم ، وخاصة إذا كانت تمثيلهم عن طريق أفلام الكرتون .
وفيما قصه الله علينا من أخبارهم في القرآن كفاية ، (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) يوسف/111.
وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي : " ... . تخيُّل شخصه الشريف بالصور ، سواء كانت مرسومة متحركة ، أو ثابتة ، وسواء كانت ذات جرم وظل ، أو ليس لها ظل وجرم ، كل ذلك حرام ، لا يحل ، ولا يجوز شرعاً .
فلا يجوز عمله وإقراره لأي غرض من الأغراض ، أو مقصد من المقاصد ، أو غاية من الغايات ... لأن في ذلك من المفاسد الكبيرة ، والمحاذير الخطيرة شيئاً كثيراً وكبيراً.
ويجب على ولاة الأمور والمسئولين ووزارات الإعلام وأصحاب وسائل النشر ، منع تصوير النبي صلى الله عليه وسلم ، صوراً مجسمة ، وغير مجسمة : في القصص والروايات ، والمسرحيات ، وكتب الأطفال ، والأفلام ، والتلفاز ، والسينما ، وغير ذلك من وسائل النشر ، ويجب إنكاره وإتلاف ما يوجد من ذلك. ...
ومثل النبي صلى الله عليه وسلم سائر الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فيحرم في حقهم ما يحرم في حق النبي صلى الله عليه وسلم " . انتهى من قرارات مجمع الفقه الإسلامي الدورة الثامنة ، القرار السادس .
ويتفرع على ما سبق تحريم مشاهدة هذه الأفلام سواء كانت تمثيلا حقيقياً ، أم من أفلام الكرتون.
ثانياً : لا يجوز تمثيل الصحابة مطلقاً على القول الصحيح لأهل العلم.
وبذلك صدرت فتوى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ، وقرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي .
ولا فرق في ذلك بين كبار الصحابة وصغارهم ، والخلفاء الراشدين وغيرهم ، لما في ذلك من إذهابٍ لهيبتهم ومكانتهم من النفوس .
فإن لهم من شرف الصحبة ، والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والدفاع عن الدين ، والنصح لله ورسوله ودينه ، وحمل هذا الدين والعلم إلينا ، ما يوجب تعظيم قدرهم واحترامهم وإجلالهم .
ولا شك أن تمثيلهم سيضعف المثالية التي ارتبطت في أذهان الناس عنهم ، وربما ارتبط المشاهد بصورة ذلك الممثل على أنه صورة مطابقة لذلك الصحابي .
هذا فضلاً عما تحويه كثير من هذه المسلسلات والأفلام من التشويه والتحريف ، واختلاق الأحداث حسبما تقتضيه الصنعة الإعلامية .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة (1 /712) : " تمثيل الصحابة أو أحد منهم ممنوع ؛ لما فيه من الامتهان لهم والاستخفاف بهم ، وتعريضهم للنيل منهم ، وإن ظُّن فيه مصلحة ، فما يؤدي إليه من المفاسد أرجح ، وما كانت مفسدته أرجح فهو ممنوع ، وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء في منع ذلك ".
وتتميما للفائدة نسوق قرار هيئة كبار العلماء والصادر بإجماع جميع أعضائها ، وفيما يلي نص مضمونه:
" 1- إن الله سبحانه وتعالى أثنى على الصحابة ، وبَيَّنَ منزلتهم العالية ، ومكانتهم الرفيعة ، وفي إخراج حياة أي منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله تعالى عليهم به ، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها .
2- أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعاً للسخرية والاستهزاء به ، ويتولاه أناس غالباً ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة ، والأخلاق الإسلامية ، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي .
وأنه مهما حصل من التحفظ فيشتمل على الكذب والغيبة ، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعاً مزرياً ، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين ، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم ، والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله ، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الإسلام ، ولا شك أن هذا منكر ، كما يتخذ هدفاً لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم ، وكتاب ربهم ، وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
3- ما يقال من وجود مصلحة ، وهي : إظهار مكارم الأخلاق ، ومحاسن الآداب ، مع التحري للحقيقة ، وضبط السيرة ، وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه ؛ رغبة في العبرة والاتعاظ ، فهذا مجرد فرض وتقدير ، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه ، عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع الممثلين ، ورواد التمثيل ، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم .
4- من القواعد المقررة في الشريعة : أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم ، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه ، فمفسدته راجحة ؛ فرعايةً للمصلحة ، وسداً للذريعة ، وحفاظاً على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك ".
من " أبحاث هيئة كبار العلماء (3/328).
أولاً : اتفق العلماء المعاصرون على تحريم تمثيل الأنبياء عليهم السلام عامة ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة .
وبتحريم هذا الأمر صدرت فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية ، وقرار مجمع الفقه الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة .
ولا شك أن في تمثيل الأنبياء ازدراءًا وتنقصا لهم وغضا من قدرهم ، وذلك لما استقر في نفوس الناس من إجلالٍ وهيبةٍ وتعظيمٍ لهم ، فتمثيلهم يفضي إلى الإخلال بتعظيمهم ، وخاصة إذا كانت تمثيلهم عن طريق أفلام الكرتون .
وفيما قصه الله علينا من أخبارهم في القرآن كفاية ، (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) يوسف/111.
وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي : " ... . تخيُّل شخصه الشريف بالصور ، سواء كانت مرسومة متحركة ، أو ثابتة ، وسواء كانت ذات جرم وظل ، أو ليس لها ظل وجرم ، كل ذلك حرام ، لا يحل ، ولا يجوز شرعاً .
فلا يجوز عمله وإقراره لأي غرض من الأغراض ، أو مقصد من المقاصد ، أو غاية من الغايات ... لأن في ذلك من المفاسد الكبيرة ، والمحاذير الخطيرة شيئاً كثيراً وكبيراً.
ويجب على ولاة الأمور والمسئولين ووزارات الإعلام وأصحاب وسائل النشر ، منع تصوير النبي صلى الله عليه وسلم ، صوراً مجسمة ، وغير مجسمة : في القصص والروايات ، والمسرحيات ، وكتب الأطفال ، والأفلام ، والتلفاز ، والسينما ، وغير ذلك من وسائل النشر ، ويجب إنكاره وإتلاف ما يوجد من ذلك. ...
ومثل النبي صلى الله عليه وسلم سائر الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فيحرم في حقهم ما يحرم في حق النبي صلى الله عليه وسلم " . انتهى من قرارات مجمع الفقه الإسلامي الدورة الثامنة ، القرار السادس .
ويتفرع على ما سبق تحريم مشاهدة هذه الأفلام سواء كانت تمثيلا حقيقياً ، أم من أفلام الكرتون.
ثانياً : لا يجوز تمثيل الصحابة مطلقاً على القول الصحيح لأهل العلم.
وبذلك صدرت فتوى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ، وقرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي .
ولا فرق في ذلك بين كبار الصحابة وصغارهم ، والخلفاء الراشدين وغيرهم ، لما في ذلك من إذهابٍ لهيبتهم ومكانتهم من النفوس .
فإن لهم من شرف الصحبة ، والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والدفاع عن الدين ، والنصح لله ورسوله ودينه ، وحمل هذا الدين والعلم إلينا ، ما يوجب تعظيم قدرهم واحترامهم وإجلالهم .
ولا شك أن تمثيلهم سيضعف المثالية التي ارتبطت في أذهان الناس عنهم ، وربما ارتبط المشاهد بصورة ذلك الممثل على أنه صورة مطابقة لذلك الصحابي .
هذا فضلاً عما تحويه كثير من هذه المسلسلات والأفلام من التشويه والتحريف ، واختلاق الأحداث حسبما تقتضيه الصنعة الإعلامية .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة (1 /712) : " تمثيل الصحابة أو أحد منهم ممنوع ؛ لما فيه من الامتهان لهم والاستخفاف بهم ، وتعريضهم للنيل منهم ، وإن ظُّن فيه مصلحة ، فما يؤدي إليه من المفاسد أرجح ، وما كانت مفسدته أرجح فهو ممنوع ، وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء في منع ذلك ".
وتتميما للفائدة نسوق قرار هيئة كبار العلماء والصادر بإجماع جميع أعضائها ، وفيما يلي نص مضمونه:
" 1- إن الله سبحانه وتعالى أثنى على الصحابة ، وبَيَّنَ منزلتهم العالية ، ومكانتهم الرفيعة ، وفي إخراج حياة أي منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله تعالى عليهم به ، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها .
2- أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعاً للسخرية والاستهزاء به ، ويتولاه أناس غالباً ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة ، والأخلاق الإسلامية ، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي .
وأنه مهما حصل من التحفظ فيشتمل على الكذب والغيبة ، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعاً مزرياً ، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين ، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم ، والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله ، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الإسلام ، ولا شك أن هذا منكر ، كما يتخذ هدفاً لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم ، وكتاب ربهم ، وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
3- ما يقال من وجود مصلحة ، وهي : إظهار مكارم الأخلاق ، ومحاسن الآداب ، مع التحري للحقيقة ، وضبط السيرة ، وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه ؛ رغبة في العبرة والاتعاظ ، فهذا مجرد فرض وتقدير ، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه ، عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع الممثلين ، ورواد التمثيل ، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم .
4- من القواعد المقررة في الشريعة : أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم ، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه ، فمفسدته راجحة ؛ فرعايةً للمصلحة ، وسداً للذريعة ، وحفاظاً على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك ".
من " أبحاث هيئة كبار العلماء (3/328).