أكد الدكتور عبد الله البشير، رئيس اللجنة الطبية الفلسطينية للتحقيق في ظروف اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حديث لـ «الصنارة» امس الخميس، أن المعلومات المتوفرة لدى اللجنة تؤكد وفاة الرئيس عرفات نتيجة مادة سمية غير معروفة للجنة.
البشير وهو طبيب جراح فلسطيني مقيم في الأردن ويدير المستشفى الأردني في العاصمة عمان، اوضح لـ «الصنارة» بعيد مؤتمر صحفي شارك فيه في رام الله أن الأعراض المرضية التي ظهرت على الرئيس الشهيد ياسر عرفات لا يمكن أن تؤكد وفاته بمادة البولونيوم المشعة الا أنه في الوقت ذاته شدد على وجود فرضية التسميم حتى في حال لم يثبت استخدام البولونيوم في ذلك.
وقال البشير لـ «الصنارة» أن التقرير الطبي الفرنسي الذي نشر بعد وفاة الرئيس عرفات ناقص ومن الناحية السمية غير متكامل، مؤكداً أن المستشفى الفرنسي رفض تزويد اللجنة الطبية الفلسطينية الخاصة بالتحقيق بالمعلومات الكافية واللازمة لاستكمال تحقيقاتها. وان هناك مواد في التقرير الفرنسي لم يتم الكشف عنها بعد بسبب الظروف حسب ما ادى الفرنسيون في آخر اتصال معهم قبل أشهر.
وقال البشير لـ «الصنارة» أنه بدأ اتصالاته مع المختبر السويسري الذي كشف عن وجود البولونيوم في ملابس عرفات من أجل الحضور الى رام الله لفحص عيّنة من رفات الرئيس عرفات وذلك بعد أن وافق الرئيس محمود عباس على الطلب السويسري بهذا الشأن.
وقال البشير أن اجتماعاً عقد امس الخميس في المقاطعة بمشاركة الرئيس عباس ووفد من القيادة الفلسطينية، ضم ايضاً كلاً من الدكتور البشير رئيس اللجنة الطبية للتحقيق في اغتيال عرفات، واللواء توفيق الطيراوي رئيس اللجنة الرسمية الفلسطينية للتحقيق في ظروف اغتيال عرفات وكذلك وزير العدل الفلسطيني، علي مهنا. وكان هؤلاء الثلاثة شاركوا امس ايضاً في مؤتمر صحفي خاص نظمته مؤسسة «الشهيد عرفات» في المقاطعة للإعلان عن بدء العمل في التحقيق بعد الكشف الأخير للمختبر السويسري.
وعن سبب عدم تواجد مندوب عن المختبر السويسري قال الدكتور البشير لـ «الصنارة»:»انني وصلت الى رام الله اليوم بناء على دعوة من الرئاسة الفلسطينية لاطلاعهم على كل ما لدينا كلجنة تحقيق طبية في ظروف وملابسات استشهاد الرئيس عرفات. وقد أجرينا الاتصالات اللازمة بهذا الشأن مع الجهات المختصة فلسطينياً وسويسرياً. ولا نستطيع أن نحدد موعداً لوصول وفد سوسري الا أننا جاهزون من كل النواحي لاجراء ما هو مطلوب لاستيفاء التحقيق، شروطه الطبية والمهنية واللوجسيتية. وأوضح أنه من الممكن والمفيد عندما يتم أخذ عينة من رفات الشهيد عرف?ت الإستفادة من خبرات اكثر من جهة خبيرة بشأن الأبحاث الخاصة ويجب عدم الالتزام مسبقاً بنظرة او نظرية واحدة وأن كل الاحتمالات والابواب مفتوحة امامنا من أجل التوصل الى الحقيقة، ونشر كل ما نتوصل اليه امام شعبنا، فهذا حق وواجب علينا تجاه شعبنا وتجاه الرئيس الشهيد عرفات».
من جهته قال اللواء توفيق الطيراوي أن لجنة التحقيق الفلسطينية انجزت كل الخطوات اللازمة للكشف عن اسباب وفاة -استشهاد الرئيس عرفات ووصلت مرحلة «اخذ العينِّة» اللازمة من رفاته وقد تم التنسيق مع رئيس اللجنة الطبية (د. عبد الله البشير)، الذي اجرى الاتصالات اللازمة مع المختبر السويسري وعندما يتقرر وصول الفريق السويسري الخاص ستتم ا لاجراءات اللازمة حسب الاصول المرعية شرعياً وعلمياً وبعيداً عن وسائل الإعلام.
وفي المؤتمر الصحفي في رام الله، عاد الطيراوي وأكد أنه لا يستبعد أن يكون فلسطيني اداة اسرائيلية نفذت عملية اغتيال الشهيد عرفات، وقال: «أنا قلت أن الاداة التي استخدمها الاحتلال في جريمته لا بد أن تكون فلسطينية، اذا كان قد دسَّ له السم في الطعام أو الدواء الذي يتعاطاه. ولا استبعد أن تكون اسرائيل جندت أحد العملاء لذلك. واعطي امثلة على ذلك اغتيال الملك فيصل السعودي على يد احد ابناء اشقائه». واوضح الطيراوي:»ليست المشكلة في أن يكون هناك شخص فلسطيني عميل جندته اسرائيل لتنفيذ جريمتها ووصوله الى الرئيس واغتياله، بل ?لمهم اليوم كيف نصل نحن الى هذا العميل...
وختم الطيراوي قوله أن لجنة التحقيق الرسمية والطبية كذلك لا تريد أن تعمل تحت ضغط وسائل الأعلام أو اي ضغوط اخرى جماهيرية أو سياسية، «نحن جاهزون للتعامل مع الملف حتى نهايته مع المختبر السويسري ومع اي جهة أخرى تراها قيادتنا مناسبة للوصول الى الحقيقة».
