نحصر سن المراهقة ما بين عمر 12 وحتى 21 سنة، وفي هذه الفترة تكون الفتاة عرضة للكثير من التغييرات، النفسية والجسدية والفكرية، وغالباً ما تتبلور شخصيتها وفقاً لأحداث تلك المرحلة، وطريقة التربية، والأسس التي نشأت عليها، وما أن تدخل الفتاة هذه المرحلة العمرية، حتى تستعجل الوقت للوصول إلى نهايتها، والحصول على لقب "ذات الواحد والعشرين ربيعاً"، فلماذا تحلم الفتاة بهذه السن بالذات، وماذا تنتظر منها ؟
منهم من قال: "العيب هنا يقع على المجتمع، فهو من يحصر فترة النضج والتصرف بعقلانية في هذه السن، ومن وجهة نظره طالما أن الفتاة لم تصل إلى هذا العمر بعد، فهي بالتأكيد لا تزال صغيرة، وغير عاقلة أو مؤهلة للحديث أو إبداء الرأي، ويحاصرونها بكلمة (أنت صغيرة) حتى ممن يكبرونها ببضع سنوات فقط، ولكن بمجرد أن تصل إلى سن الـ 21 فإنها تتحول فجأة إلى كبيرة، وتستطيع المشاركة في أحاديث الكبار، ومن هذا المنطلق تنتظر الفتاة الوصول إلى هذه السن لتشعر أنها محل احترام الآخرين".
إن نظرة الكبار هي السبب في ذلك، فهم من يحددون أن الفتاة كبرت إذا وصلت إلى هذه السن، والبعض لا يلتفت إلى أن بعض الفتيات يصلن لهذه السن ويتجاوزنها أيضاً، وهنّ لسن على قدر من المسؤولية، بينما قد يكون لدى فتاة السادسة عشرة أو السابعة عشرة القدرة على التفكير بشكل سليم ومنطقية أكثر ولهذا، فالفتاة تنتظر أن تصل للسن التي حددها لها المجتمع لتكون في سن النضج والمسؤولية، وتحمل لقب كبيرة، بعد أن كانت طفلة بأعينهم".
أحلام الفتيات :
فتيات ال17 سنة، لا تعلم لماذا تنتظر الفتاة هذه السن ,ربما هي غريزة لديها لتشعر أنها أصبحت أنثى وتستطيع الزواج والعمل، وأن تعيش حياتها بحرية، وكما تشاء، كما أنها بالمقابل، وبمجرد أن تصل إلى سن الثلاثين، حتى تبدأ بعدم الاعتراف بعمرها الحقيقي، وأرى أن الخروج من مرحلة الطفولة إلى العالم الأكبر، حيث الجامعة والعمل والزواج، هي أهم أحلام الفتيات، ولا يمكن أن تتحقق قبل هذه السن، ولذلك تنتظرها .
الفتاة تنتظر هذه السن إذا شعرت بأن من حولها يعاملونها كطفلة، رغم أنها في هذا الوقت بالذات تكون أكثر حاجة للشعور بالاحترام، وأنها كبيرة، حتى تعتاد على تحمل المسؤولية في المستقبل، والأمر بالطبع يعود إلى الأسرة والمدرسة، لأنهما مجتمعها في هذا العمر، فلو تمت معاملة الفتاة منذ طفولتها على أنها ذات شخصية لها رأيها، وأنها تستطيع المشاركة بالرأي والحديث مع الآخرين، فلن تشعر بموضوع السن هذا، ولن يشكل لديها فارقاً، سواء وصلت العشرين أم لم تصلها .
وبالطبع الأمر مختلف ونسبي من مجتمع لآخر، ومن عائلة لأخرى، ولكن الفتاة أيضاً تتحمل أحياناً جزءاً من المسؤولية في ذلك .
ويجدر بها أيضاً أن تثبت للمجتمع أن لها شخصيتها، وأنها فعلاً لا تحتاج إلى تلك السنوات لتكون شخصاً مؤثراً ومحترماً لدى من حولها من خلال تصرفاتها وسلوكياتها، والتي ستعكس الفعلية لها ولشخصيتها، دون التفكير في عمرها