الحديث عن أنفلونزا الخنازير أصبح حواراً مألوفاً هذه الأيام، ليس بسبب ارتفاع عدد الضحايا في
مختلف دول العالم، ولكن بسبب الإجراءات التي تتخذها بعض الدول لمكافحة هذا الوباء القاتل.
كما أن الأحاديث كثرت عن سبل مقاومة المرض واجتهادات العلماء التي لا تتوقف في هذا الصدد،
حيث أعلن حاتم الجبلي وزير الصحة المصري، أن مصر تطور لقاحاً واقياً من فيروس "إتش1 إن1" المعروف بأنفلونزا الخنازير، وإن إنتاجها سيبدأ عام 2011، لكنها تستورد في الوقت الحالي لقاحات لتطعيم كل الطلاب وعددهم نحو 20 مليون طالب وبعد ذلك يأتي الباقي وعددهم عشرة ملايين
وهم الذين يشغلون وظائف حساسة تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين.
وأكد الجبلي أن مصر اكتشفت إلى الآن حوالي 1030 إصابة بالفيروس "إتش1إن1"، كما
توفيت ثلاث مصريات بعد إصابتهن بالفيروس.
وأضاف الجبلي أنه يوجد خطة لإنتاج الكمية الأولى من اللقاح المصري الواقي من فيروس
"إتش1 إن1" بحلول أبريل عام 2011، حيث تصل الكمية الأولى إلى نحو 6000 وحدة، وسوف
تختبر كفاءته في غضون الربع الثاني من 2011.
وأوضح الجبلي أن الإنتاج من المصنع، المقرر إقامته في مدينة السادس من أكتوبر قرب
القاهرة، سيكفي احتياجات المصريين ويمكن أيضاً أن يمد دولاً أخرى في أفريقيا باحتياجاتها،
مؤكداً أن فريقاً مكوناً من 35 خبيراً، لديهم المهارات لتطوير لقاح، تم تجميعهم من مختلف أنحاء
مصر لتطوير اللقاح، بعد أن كانوا يعملون في مؤسسات مستقلة في مختلف أنحاء مصر بعد
أن تلقوا تدريباً في الخارج.
وفي الوقت نفسه، أكد الجبلي أن مصر تعاقدت على شراء نحو خمسة ملايين جرعة من لقاح
"أتش 1 إن1"، وطلب من منظمة الصحة العالمية أن تزودها بكمية إضافية تبلغ 15مليون جرعة
من الرصيد المتاح لديها، فضلاً عن أن القطاع الخاص سيجلب خمسة ملايين جرعة أخرى.
وأكدت المنظمة أن اللقاحات يمكن أن ترسل بحلول الشهر المقبل، وكانت منظمة الصحة
العالمية قد أعلنت أن حوالي 100 دولة منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل ستتسلم لقاحات
واقية من فيروس "أتش1 إن1" مقدمة من شركات مثل "جلاكسو سميث كلاين" و"سانوفي".
وقد كثفت مصر اجراءات المراقبة في المطارات لاكتشاف أي إصابة بفيروس "إتش1 إن1" بين
القادمين من الخارج.
الجيش المصري يبني مصنعاً لإنتاج اللقاح
يعتزم الجيش المصري بناء أول مصنع لإنتاج لقاح أنفلونزا الخنازير محلياً، بعد قليل من الاحتجاج
الذي قدمته الحكومة المصرية رسمياً إلى الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، تشكو
فيه من "عدم التوزيع العادل" للقاح بين الدول الغنية والفقيرة على حد سواء.
وكشف محمد ربيع رئيس الشركة القابضة للأمصال واللقاحات، في "برنامج صباح الخير يا مصر"،
أن المصنع الجديد والذي سيُعد الأول في المنطقة، سيُقام بمدينة السادس من أكتوبر، غربي ا
لقاهرة، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من إنشاء المصنع، المكون من طابق واحد،
في "أسرع وقت ممكن" على أن يبدأ الإنتاج قريباً.
وأكد ربيع أن عدم إقبال المواطنين على لقاحات الأنفلونزا الموسمية خلال السنوات الماضية،
كان ينجم عنه تلف كميات كبيرة من هذه اللقاحات التي كان يتم استيرادها من الخارج، مما
أدى إلى عدم تنفيذ خط إنتاج مصري مستقل بسبب ارتفاع تكلفته الاقتصادية.
وأوضح ربيع أنه تم التفكير في إنشاء المصنع بعد ظهور أنفلونزا الخنازير، إضافة إلى أنفلونزا
الطيور التي ظهرت في مصر منذ 2006، وتسببت في سقوط حالات وفاة لأول مرة.
وأضاف ربيع أن خط الإنتاج الخاص بالأنفلونزا بعد الانتهاء منه، يستطيع إنتاج لقاح خاص بكل
نوع من أنواع الأنفلونزا، إذا طلب منه ذلك، سواء كان فيروس الأنفلونزا الموسمية، أو أنفلونزا
الخنازير، أو أنفلونزا الطيور، طبقاً لكمية الجرعات المطلوب إنتاجها وبكفاءة.
وعن الخلاف القائم بين شركته والمركز القومي للبحوث، الذي نجح في التوصل لمصل خاص
بأنفلونزا الطيور، أكد ربيع أن الشركة تنتظر إجازة اللقاح، وستقوم في حالة إجازته بعمل تجارب
لإنتاجه بملايين الجرعات، وهو ما يخالف عمل المركز القومي للبحوث، الذي تقوم تجاربه على
مقدار محدود لا يتعدى الألف جرعة.
اللقاح التقليدي للأنفلونزا يحمي من المرض
أفاد باحثون مكسيكيون بأن اللقاح الموسمي التقليدي المضاد للأنفلونزا ربما يقدم بعض
الحماية من وباء انفلونزا "اتش1ان1" الجديد المعروف باسم أنفلونزا الخنازير، وذلك
بعكس أكدته دراسات أخرى.
وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين حصلوا على تطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية
كانوا أقل عرضة للمرض أو الموت بسبب فيروس "اتش1ان1" مقارنة مع الأشخاص الذين
لم يحصلوا على تطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية.
وأشار الباحثون إلى أن التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية يجب أن يحل محل التطعيم ضد
الأنفلونزا الوبائية "ايه اتش1ان1".
يذكر أن فيروس أنفلونزا الخنازير "اتش1ان1" الجديد له صلة قرابة من بعيد جداً بفيروس
أنفلونزا "اتش1ان1" الموسمية والتي يشملها المزيج المقدم كل عام ضمن لقاح الأنفلونزا
الموسمية.