لاشك في أن الزواج هو أعظم رباط إنساني يجمع بين الرجل والمرأة. ومن أعظم نعم الله علي عباده.. بل هو أحد آيات الله في كونه كما قال المولي عزل وجل في كتابه الحكيم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".
لكن الكثير من الأزواج والزوجات باتوا يفتقدون في بيوتهم الي معاني السكينة والطمأنينة والاستقرار والسعادة هذه بسبب سوء اختيار الزوج أو الزوجة من البداية.
تعد مسألة اختيار شريك الحياة ورفيق الدرب واحدة من أصعب مراحل ما قبل الزواج. بل يراها بعض الشباب أكثر صعوبة وأشد تعبا من الحصول علي شقة الزوجية.. فهي خطوة يتحدد علي أساسها بشكل كبير ما إذا كان بيت الزوجية سيصبح مقر سعادة أم مقر شقاء.. فإذا كان الثانية فقد يتطور الي حد الانفصال والطلاق.. لذا لا نبالغ إذا قلنا إن أفضل طريق لضمان استقرار الزواج ومنع أي عواصف تهز عش الزوجية هو حسن اختيار الزوجة أو الزوج.
عن اختيار الزوجة.. يقول الأستاذ محمد عادل الكاتب والباحث إن هذا الاختيار يرتبط في أساسه بالفهم الصحيح لمعني الزواج والذي يجب أن يتجاوز في عقول المقدمين علي الزواج خاصة من الشباب مجرد عاطفة عابرة أو نزوة وقتية بل يجب أن يتضمن تلبية الاحتياجات الحقيقة لكلا الطرفين واستعدادهما للقيام بالحقوق وأداء الواجبات فضلا عن الرغبة الصادقة للاندماج وتأسيس حياة مشتركة. والاستمتاع فيما بعد بثمراتها من الحياة الطيبة الهانئة والذرية الصالحة. فحسن اختيار الزوجة كما هو حق للزوج فهو من أهم أنواع البر بالولد. وهو الاحسان اليه قبل ولادته باختيار الأم الصالحة له.
إذا عرف السبب
يضيف الأستاذ عادل أنه برغم خطورة أمر الزواج إلا أن الكثير من الشباب يؤسس اختياره لزوجته علي معايير خاطئة أو علي الأقل غير مكتملة. وربما يحدد البعض معايره الخاصة الصحيحة لكنه للأسف لقلة الخبرة يخطأ في التأكد منها ويندفع وراء عواطفه دون التثبت من المواصفات المطلوبة. وعند مراجعة بعض الباحثين لمئات من حالات الزواج الفاشل تبين أن من أهم أسبابه سوء الاختيار.
يوضح الباحث أن الغالبية من الشباب الآن تقدم عامل الجمال عند الاختيار علي غيره. وبرغم من أهمية هذا الشرط بالنسبة للزوج لأنه أغض للبصر وأسكن للنفس إلا لأن أمر الجمال نسبي. كما أن المغالاة فيه وتقديمه علي غيره من الصفات الهامة في زوجة المستقبل هو الخطأ الذي ينشأ عنه العديد من المشاكل بين الزوجين حين يجمعهما بيت واحد. فماذا يفعل الجمال في مواجهة مصاعب الحياة الزوجية ومسئولياتها؟! وماذا يفيد في حل المشكلات التي تعترض الزوجين في بداية حياتهما؟!
الأساس الأهم
يري الأستاذ عادل أن الأساس الأهم الذي علمنا إياه الرسول صلي الله عليه وسلم في اختيار الزوجة هو أن تكون ذات دين "فاظفر بذات الدين تربت يداك" فليس هناك سعادة تعدل سعادة الزوج الذي رزق بزوجة صالحة. إن كان فقيرا أغنته بقناعتها. وإن كان غليظا ألنته بعطفها.
لكن ليس المراد بالصلاح والتدين في الرجل والمرأة هو القيام بالعبادات فقط. بل هو مجموعة من الخصال والأخلاق الحميدة المكنونة في النفس. ومجموعة من السلوكيات الطيبة التي تعين علي استدامة العشرة بين الزوجين.
جانب رئيسي
حول أهمية التدين في عملية اختيار الزوجة إلا أن مراعاة الطبائع أيضاً من الأمور التي يغفل عنها الكثيرون في غمرة انبهارهم بتدين أو جمال من وقع عليها اختيارهم. فالواقع يشهد أن تناغم طباع الرجل والمرأة في الزواج أمر غاية في الأهمية. وذلك لأن الطباع غير المعتادة أو المرفوضة من أحد طرفي الزواج يكون من الصعوبة جداً تغييرها. خاصة مع قلة قدرة الشباب في مقتبل زواجهم علي تقبل الطباع المنفرة وقلة خبرتهم في احتواء الطرف الآخر. إلا أن التدين وحسن الخلق يهذبان كثيرا من الطباع السيئة ويساعدان علي احتوائها.
يضيف الأستاذ عادل أن طيب أصل المرأة وطيب نسبها من الأمور الهامة في الاختيار أيضاً لأن المرأة في الأغلب الأعم تتشرب القيم والأخلاق التي تعلمتها ورأتها في بيت أهلها. كما أن الأسرة الطيبة خير معين للزوجين عند هبوب رياح المشاكل. حيث تساعد حكمة الأهل وحسن أخلاقهم علي تجاوز الزوجين للمشاكل واخمادها في منشأها.
ينهي الأستاذ عادل كلامه بالتأكيد علي أهمية اختيار المرأة العاقلة المثقفة الواعية بواقعها ومجتمعها. التي تقدر مسئولية الزواج وتتفهم تبعاته. وتأتمن علي تربية الأولاد في عصر العولمة الذي تعددت فيه الثقافات وعظمت فيه التحديات التي تواجه الأسر في مجتمعاتنا.
المرأة وحقها في اختيار زوجها
لأن النساء شقائق الرجال. ولأن نصف المجتمع وتلد النصف الآخر. صار من حق المرأة أن تختار الرجل الذي ستقاسمه حياته وتظل تحت سلطانه بقية عمرها.. ولكن تكمن المشكلة في سوء اختيار الفتاة لشريك حياتها أو الاختيار وفق معايير خاطئة تعاني منها بعد ذلك في حياتها الزوجية.
هنا تقول الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع في جامعة قناة السويس. قديما كانت الأسرة هي التي تختار لكريمتها الرجل المناسب. وفق مصطلح أبحث لبنتي علي رجل يقدرها ويحترمها ويحميها ويتقي الله فيها.. وكل هذه صفات معنوية فلم يكن الرجل يقيم وقف ما يمتلكه من مواصفات مادية.
المعايير الراهنة
لكن في ظل متغيرات مجتمعنا في الوقت الراهن وطغيان المادة انقلبت معايير اختيار الزوج.. فأصبح فتي الأحلام هو الذي يملك سيارة وشقة فارهة ويرتدي ملابس آخر صيحة.. كما تقول الدكتورة رضوان بل ان الفتاة التي تنتمي لطبقة فقيرة أصبحت تنظر هي الأخري الي من هو أعلي منها في المستوي. فهي تبحث عن رجل يحقق لها احتياجات مادية تطمح في الوصول اليها.. رغم أن "المادة تفني والأخلاقيات المعنويات تدوم".
أمام كل هذه المتغيرات توارت التطلعات الي الشخصية.. فلم يعد يركز اختيار الزوج علي شخصية الرجل وإنما يركز علي جيبه وثروته.. وتري الدكتورة رضوان أن عدم وجود اختيار علي أساس عقلاني انعكس بدوره علي حدوث حالات طلاق بعد شهرين من الزواج الذي بني علي المادة.. وإن لم يكن طلاقاً فحياة كلها بؤس وفشل وصراعات بل ومعارك قضائية.
تنصح الدكتورة رضوان الفتيات بالابتعاد عن الرجل العنيد والعصبي فهو بلاء في الحياة الزوجية.. وتؤكد علي أهمية "عدم أنانية" الرجل بحيث يكون معطاء يفضل الآخرين علي نفسه. وتري أن دور الوالدين في اختيار الزوج هو دور استرشادي اذا نجحت الأسرة في تربية بناتها تربية صحيحة.
ثلاثة عوامل
من جهتها تري الدكتورة ماجي الحلواني عميدة الأكاديمية الدولية للإعلام ان اختيار الزوج علي مدار التاريخ يخضع لثلاثة عوامل أم القلب أو العقل أو الاثنين معاً.
تري الدكتورة الحلواني أهم مواصفات الرجل تتمثل في التدين والأخلاق فكما قال الرسول صلي الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك".. قال في حديث آخر "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".. هذا بالإضافة الي التعليم والتكافؤ السني والتكافؤ الثقافي والاجتماعي والتوافق في التربية والأخلاق.
تشدد الدكتورة الحلواني علي أهمية فترة الخطوبة لتتعرف الفتاة علي مواصفات خطيبها من خلال لقاءات تحكمها ضوابط الشرع والعرف هذا الي جانب تعارف العائلتين.
ظاهرة خطيرة
ترجع د.ماجي تأخر سن الزواج الي تخوف الشباب من تزايد طلبات وشروط العروسة وان لم تكن منها جاءت من أسرتها.. وكانت النتيجة تضخم مشكلة العنوسة. حيث تجاوز أكثر من 9 ملايين شخص من الجنسين سن ال 35 عاماً دون أن يتزوجوا بعد.
تحذر الدكتورة الحلواني من أن الانفصال بعد الزواج القائم علي الاختيار الخاطيء أصبح ظاهرة خطيرة في المجتمع المصري والعربي.. وتنوه علي أهمية أن يقوم اختيار الزوج علي التروي والتفكير والاستشارة والاستخارة وترك العواطف الآنية السطحية.
أشارت الدكتورة الحلواني الي أهمية دور الإعلام في توعية الشباب بشأن اختيار الزوج أو الزوجة من خلال البرامج الإذاعية والتليفزيونية الهادفة ومن خلال قنوات متخصصة مثل قناة النيل للأسرة والطفل. هذا الي جانب الدور الهام للدراما من خلال تقديم أعمال فنية تساهم في نشر ثقافة تكوين الأسرة.
في النهاية همسة الي الشباب والفتيات بالتماس الطرق الصحيحة لبناء أسرة متينة قادرة علي تجاوز كافة المتغيرات وتجاوز كافة الصعوبات والعقبات.. والبداية باختيار صحيح يقوم علي العقل والاتزان.. فيختار الرجل زوجة نقية تتدفق حياء وتشرق طهرا ونقاء.. وتختار الفتاة رجلا ذا خلق ودين يعيش معها الحياة الزوجية بحلوها ومرها.
[ نقلاً عن جريدة الجمهورية ]
منقول
لكن الكثير من الأزواج والزوجات باتوا يفتقدون في بيوتهم الي معاني السكينة والطمأنينة والاستقرار والسعادة هذه بسبب سوء اختيار الزوج أو الزوجة من البداية.
تعد مسألة اختيار شريك الحياة ورفيق الدرب واحدة من أصعب مراحل ما قبل الزواج. بل يراها بعض الشباب أكثر صعوبة وأشد تعبا من الحصول علي شقة الزوجية.. فهي خطوة يتحدد علي أساسها بشكل كبير ما إذا كان بيت الزوجية سيصبح مقر سعادة أم مقر شقاء.. فإذا كان الثانية فقد يتطور الي حد الانفصال والطلاق.. لذا لا نبالغ إذا قلنا إن أفضل طريق لضمان استقرار الزواج ومنع أي عواصف تهز عش الزوجية هو حسن اختيار الزوجة أو الزوج.
عن اختيار الزوجة.. يقول الأستاذ محمد عادل الكاتب والباحث إن هذا الاختيار يرتبط في أساسه بالفهم الصحيح لمعني الزواج والذي يجب أن يتجاوز في عقول المقدمين علي الزواج خاصة من الشباب مجرد عاطفة عابرة أو نزوة وقتية بل يجب أن يتضمن تلبية الاحتياجات الحقيقة لكلا الطرفين واستعدادهما للقيام بالحقوق وأداء الواجبات فضلا عن الرغبة الصادقة للاندماج وتأسيس حياة مشتركة. والاستمتاع فيما بعد بثمراتها من الحياة الطيبة الهانئة والذرية الصالحة. فحسن اختيار الزوجة كما هو حق للزوج فهو من أهم أنواع البر بالولد. وهو الاحسان اليه قبل ولادته باختيار الأم الصالحة له.
إذا عرف السبب
يضيف الأستاذ عادل أنه برغم خطورة أمر الزواج إلا أن الكثير من الشباب يؤسس اختياره لزوجته علي معايير خاطئة أو علي الأقل غير مكتملة. وربما يحدد البعض معايره الخاصة الصحيحة لكنه للأسف لقلة الخبرة يخطأ في التأكد منها ويندفع وراء عواطفه دون التثبت من المواصفات المطلوبة. وعند مراجعة بعض الباحثين لمئات من حالات الزواج الفاشل تبين أن من أهم أسبابه سوء الاختيار.
يوضح الباحث أن الغالبية من الشباب الآن تقدم عامل الجمال عند الاختيار علي غيره. وبرغم من أهمية هذا الشرط بالنسبة للزوج لأنه أغض للبصر وأسكن للنفس إلا لأن أمر الجمال نسبي. كما أن المغالاة فيه وتقديمه علي غيره من الصفات الهامة في زوجة المستقبل هو الخطأ الذي ينشأ عنه العديد من المشاكل بين الزوجين حين يجمعهما بيت واحد. فماذا يفعل الجمال في مواجهة مصاعب الحياة الزوجية ومسئولياتها؟! وماذا يفيد في حل المشكلات التي تعترض الزوجين في بداية حياتهما؟!
الأساس الأهم
يري الأستاذ عادل أن الأساس الأهم الذي علمنا إياه الرسول صلي الله عليه وسلم في اختيار الزوجة هو أن تكون ذات دين "فاظفر بذات الدين تربت يداك" فليس هناك سعادة تعدل سعادة الزوج الذي رزق بزوجة صالحة. إن كان فقيرا أغنته بقناعتها. وإن كان غليظا ألنته بعطفها.
لكن ليس المراد بالصلاح والتدين في الرجل والمرأة هو القيام بالعبادات فقط. بل هو مجموعة من الخصال والأخلاق الحميدة المكنونة في النفس. ومجموعة من السلوكيات الطيبة التي تعين علي استدامة العشرة بين الزوجين.
جانب رئيسي
حول أهمية التدين في عملية اختيار الزوجة إلا أن مراعاة الطبائع أيضاً من الأمور التي يغفل عنها الكثيرون في غمرة انبهارهم بتدين أو جمال من وقع عليها اختيارهم. فالواقع يشهد أن تناغم طباع الرجل والمرأة في الزواج أمر غاية في الأهمية. وذلك لأن الطباع غير المعتادة أو المرفوضة من أحد طرفي الزواج يكون من الصعوبة جداً تغييرها. خاصة مع قلة قدرة الشباب في مقتبل زواجهم علي تقبل الطباع المنفرة وقلة خبرتهم في احتواء الطرف الآخر. إلا أن التدين وحسن الخلق يهذبان كثيرا من الطباع السيئة ويساعدان علي احتوائها.
يضيف الأستاذ عادل أن طيب أصل المرأة وطيب نسبها من الأمور الهامة في الاختيار أيضاً لأن المرأة في الأغلب الأعم تتشرب القيم والأخلاق التي تعلمتها ورأتها في بيت أهلها. كما أن الأسرة الطيبة خير معين للزوجين عند هبوب رياح المشاكل. حيث تساعد حكمة الأهل وحسن أخلاقهم علي تجاوز الزوجين للمشاكل واخمادها في منشأها.
ينهي الأستاذ عادل كلامه بالتأكيد علي أهمية اختيار المرأة العاقلة المثقفة الواعية بواقعها ومجتمعها. التي تقدر مسئولية الزواج وتتفهم تبعاته. وتأتمن علي تربية الأولاد في عصر العولمة الذي تعددت فيه الثقافات وعظمت فيه التحديات التي تواجه الأسر في مجتمعاتنا.
المرأة وحقها في اختيار زوجها
لأن النساء شقائق الرجال. ولأن نصف المجتمع وتلد النصف الآخر. صار من حق المرأة أن تختار الرجل الذي ستقاسمه حياته وتظل تحت سلطانه بقية عمرها.. ولكن تكمن المشكلة في سوء اختيار الفتاة لشريك حياتها أو الاختيار وفق معايير خاطئة تعاني منها بعد ذلك في حياتها الزوجية.
هنا تقول الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع في جامعة قناة السويس. قديما كانت الأسرة هي التي تختار لكريمتها الرجل المناسب. وفق مصطلح أبحث لبنتي علي رجل يقدرها ويحترمها ويحميها ويتقي الله فيها.. وكل هذه صفات معنوية فلم يكن الرجل يقيم وقف ما يمتلكه من مواصفات مادية.
المعايير الراهنة
لكن في ظل متغيرات مجتمعنا في الوقت الراهن وطغيان المادة انقلبت معايير اختيار الزوج.. فأصبح فتي الأحلام هو الذي يملك سيارة وشقة فارهة ويرتدي ملابس آخر صيحة.. كما تقول الدكتورة رضوان بل ان الفتاة التي تنتمي لطبقة فقيرة أصبحت تنظر هي الأخري الي من هو أعلي منها في المستوي. فهي تبحث عن رجل يحقق لها احتياجات مادية تطمح في الوصول اليها.. رغم أن "المادة تفني والأخلاقيات المعنويات تدوم".
أمام كل هذه المتغيرات توارت التطلعات الي الشخصية.. فلم يعد يركز اختيار الزوج علي شخصية الرجل وإنما يركز علي جيبه وثروته.. وتري الدكتورة رضوان أن عدم وجود اختيار علي أساس عقلاني انعكس بدوره علي حدوث حالات طلاق بعد شهرين من الزواج الذي بني علي المادة.. وإن لم يكن طلاقاً فحياة كلها بؤس وفشل وصراعات بل ومعارك قضائية.
تنصح الدكتورة رضوان الفتيات بالابتعاد عن الرجل العنيد والعصبي فهو بلاء في الحياة الزوجية.. وتؤكد علي أهمية "عدم أنانية" الرجل بحيث يكون معطاء يفضل الآخرين علي نفسه. وتري أن دور الوالدين في اختيار الزوج هو دور استرشادي اذا نجحت الأسرة في تربية بناتها تربية صحيحة.
ثلاثة عوامل
من جهتها تري الدكتورة ماجي الحلواني عميدة الأكاديمية الدولية للإعلام ان اختيار الزوج علي مدار التاريخ يخضع لثلاثة عوامل أم القلب أو العقل أو الاثنين معاً.
تري الدكتورة الحلواني أهم مواصفات الرجل تتمثل في التدين والأخلاق فكما قال الرسول صلي الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك".. قال في حديث آخر "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".. هذا بالإضافة الي التعليم والتكافؤ السني والتكافؤ الثقافي والاجتماعي والتوافق في التربية والأخلاق.
تشدد الدكتورة الحلواني علي أهمية فترة الخطوبة لتتعرف الفتاة علي مواصفات خطيبها من خلال لقاءات تحكمها ضوابط الشرع والعرف هذا الي جانب تعارف العائلتين.
ظاهرة خطيرة
ترجع د.ماجي تأخر سن الزواج الي تخوف الشباب من تزايد طلبات وشروط العروسة وان لم تكن منها جاءت من أسرتها.. وكانت النتيجة تضخم مشكلة العنوسة. حيث تجاوز أكثر من 9 ملايين شخص من الجنسين سن ال 35 عاماً دون أن يتزوجوا بعد.
تحذر الدكتورة الحلواني من أن الانفصال بعد الزواج القائم علي الاختيار الخاطيء أصبح ظاهرة خطيرة في المجتمع المصري والعربي.. وتنوه علي أهمية أن يقوم اختيار الزوج علي التروي والتفكير والاستشارة والاستخارة وترك العواطف الآنية السطحية.
أشارت الدكتورة الحلواني الي أهمية دور الإعلام في توعية الشباب بشأن اختيار الزوج أو الزوجة من خلال البرامج الإذاعية والتليفزيونية الهادفة ومن خلال قنوات متخصصة مثل قناة النيل للأسرة والطفل. هذا الي جانب الدور الهام للدراما من خلال تقديم أعمال فنية تساهم في نشر ثقافة تكوين الأسرة.
في النهاية همسة الي الشباب والفتيات بالتماس الطرق الصحيحة لبناء أسرة متينة قادرة علي تجاوز كافة المتغيرات وتجاوز كافة الصعوبات والعقبات.. والبداية باختيار صحيح يقوم علي العقل والاتزان.. فيختار الرجل زوجة نقية تتدفق حياء وتشرق طهرا ونقاء.. وتختار الفتاة رجلا ذا خلق ودين يعيش معها الحياة الزوجية بحلوها ومرها.
[ نقلاً عن جريدة الجمهورية ]
منقول
