من وسط الالاف المقال التي تنشر يوميا على صفحات الصحف والمجلات ومواقع الانترنت نرى بعض المقالات السخيفة التى يحزن الانسان على وقته الذي ضاع في قرائتها اما البعض الاخر فهو كالدرر الثمينة المليئة بالاسلوب الشيق والكلمات المفيدة اخترت لكم اليوم هذا المقال للكاتبة المتميزة ايمان القدوسي والذي خطته تحت اسم : رجل على ذوقك
يالها من فتاة محظوظة حتي أنها دائمة الاقتناء لكل الأشياء الجميلة التي تحبها ، انظر إلي شقتها ملابسها أدواتها تليفونها بل انظر إلي عريسها ، شاب ممتاز وسيم ناجح وقد استطاعت ترويضه حتي إنه لا يرى في العالم سواها ولا ينظر أبدا إلى غيرها ، ها هي تعيش معه في محبة كاملة يسمعها أحلى الكلام ويعاملها كأميرة ويثني علي كل ما تفعل وما لا تفعل أيضا ، باختصار تحققت لها السعادة التامة.
وبعدين صحيت من النوم ، فالمقطع السابق لا يصلح إلا أن يكون حلما سواء في اليقظة أو المنام ، ولن أخبرك أنه لو تحقق فعلا لن يكون ممتعا كما يبدو فما أسخف هذا الرجل الآلي الذي يحقق أحلامك دون مجهود (دليفري)، دعينا من ذلك فهو لن يتحقق أصلا لأنه عكس اتجاه الحياة التي لا تؤخذ إلا غلابا.
لكني أراه حلم الجيل الجديد من الفتيات ، فمما يؤذي قلبي بشدة مكالمات التليفون الدامعة التي تعكس آلام شابة محطمة تجتر مرارة تجربتها القصيرة والسريعة في زواج بني علي الحلم وانتهي بعاصفة الطلاق ، هي تتحدث بانكسار عن تفاصيل التجربة وفي الخلفية صوت طفلها الذي لم يعي بعد أنه يعيش بعيدا عن أبيه وأن التربية الخاطئة لوالديه قد لونت مستقبله بلون الحسرة.
أخطاء الأزواج الشبان متنوعة ومركبة إذ أن الشباب تحديدا ينعكس فيهم كل عيوب واضطرابات المجتمع لأنهم الأسرع خروجا وتفاعلا معه كما أن تأثير الشله والأصحاب والشارع عليهم أكبر كثيرا من البنات ، تأتي الأنانية والنرجسية في المقام الأول في عيوب الشباب ربما استجابة للاستبداد السائد أو لأنها صفات مطلوبة للمصارعة مع الناس وحجز مكان في مجال العمل ثم ازدواجية السلوك فهو ظاهريا يبدو شابا متدينا مهذبا وابن ناس أيضا وبعد الزواج تجد الزوجة من سلوكه معها عكس ذلك ليس في كل الأوقات وإنما كلما ضغط عليه موقف فقلب موازينه فلا ثبات انفعالي ولا ثبات قيمي .
أما الفتيات فإن العامل المشترك الذي لا يكاد يفلت لديهن جميعا هو الرغبة الملحة في الاستحواذ علي الزوج فلا يري امرأة سواها حتي لو كانت في التليفزيون أو مجرد صورة في مجلة ، عندما تبدأ الفتاة في الحكي تذهلني التفاصيل فقد سمعتها مرارا من غيرها تقريبا بنفس الصيغة ، بل إنني أستشعر أحيانا أن مبالغة الزوجة الصغيرة في التدين هدفها الخفي حث الزوج علي ألا يري امرأة سواها.
وكأن الفتاة تعتقد أنها قد امتلكت شيئا جديدا يخصها كما اقتنت أشياءا جميلة من قبل وكانت تستعملها هي وحدها وعلي ذوقها ثم تحفظها في دولابها لحين الحاجة إليها مرة أخري ، الرجل بالطبع ليس شيئا تمتلكينه وتتباهين به أمام الصديقات ولكنه فضلا عن كونه إنسان كامل الإرادة فإنه هو من يملك حق القوامة عليك وليس العكس أبدا تذكري ذلك وعليه فليس من حقك ولا من واجبك إصدار الأوامر والتوجيهات طوال الوقت له وتأنيبه ، وهذا الأمر ينفره منك غاية النفور ويجعله يتمني الخلاص من قيودك الحريرية التي تلتف يوما بعد يوم حول رقبته حتي لو كان يحبك , الحب قرين الحرية ولا يجتمع أبدا مع الملاحقة والزن والنكد.
يزداد الأمر سوءا عندما يتفاعل سلوكها مع نرجسيته التي تصور له أنها تتعدي علي رجولته وتهين كرامته ويصل الأمر لمنتهاه حينما تسقط أقنعة التهذيب ويخرج مارد العناد والجبروت من داخله.
دعينا نتصور سيناريو آخر فتاة تتحلي بسعة الأفق ولا تخنق زوجها بالغيرة والملاحقة لأنها تعلم أنه في الحقيقة غير مرتبط بسواها تأخذ الأمور دائما بروح المرح والثقة بالنفس ولأن لديها ما يشغلها فهي لا تركز في الصغائر وتعكس عينيها الباسمة المحبة صورة جميلة لزوجها يراها هو ويحسها فيزداد ارتباطا وولعا بها لأنها تعلي ثقته وتداوي جروح نفسه السابقة بحنانها الهادئ الطبيعي فيحبها ويكرمها ويعتبرها مقياسا للصواب ومصدرا للأمان في حياته ، عندها وعندها فقط يصبح زوجك فعلا رجلا علي ذوقك.
يالها من فتاة محظوظة حتي أنها دائمة الاقتناء لكل الأشياء الجميلة التي تحبها ، انظر إلي شقتها ملابسها أدواتها تليفونها بل انظر إلي عريسها ، شاب ممتاز وسيم ناجح وقد استطاعت ترويضه حتي إنه لا يرى في العالم سواها ولا ينظر أبدا إلى غيرها ، ها هي تعيش معه في محبة كاملة يسمعها أحلى الكلام ويعاملها كأميرة ويثني علي كل ما تفعل وما لا تفعل أيضا ، باختصار تحققت لها السعادة التامة.
وبعدين صحيت من النوم ، فالمقطع السابق لا يصلح إلا أن يكون حلما سواء في اليقظة أو المنام ، ولن أخبرك أنه لو تحقق فعلا لن يكون ممتعا كما يبدو فما أسخف هذا الرجل الآلي الذي يحقق أحلامك دون مجهود (دليفري)، دعينا من ذلك فهو لن يتحقق أصلا لأنه عكس اتجاه الحياة التي لا تؤخذ إلا غلابا.
لكني أراه حلم الجيل الجديد من الفتيات ، فمما يؤذي قلبي بشدة مكالمات التليفون الدامعة التي تعكس آلام شابة محطمة تجتر مرارة تجربتها القصيرة والسريعة في زواج بني علي الحلم وانتهي بعاصفة الطلاق ، هي تتحدث بانكسار عن تفاصيل التجربة وفي الخلفية صوت طفلها الذي لم يعي بعد أنه يعيش بعيدا عن أبيه وأن التربية الخاطئة لوالديه قد لونت مستقبله بلون الحسرة.
أخطاء الأزواج الشبان متنوعة ومركبة إذ أن الشباب تحديدا ينعكس فيهم كل عيوب واضطرابات المجتمع لأنهم الأسرع خروجا وتفاعلا معه كما أن تأثير الشله والأصحاب والشارع عليهم أكبر كثيرا من البنات ، تأتي الأنانية والنرجسية في المقام الأول في عيوب الشباب ربما استجابة للاستبداد السائد أو لأنها صفات مطلوبة للمصارعة مع الناس وحجز مكان في مجال العمل ثم ازدواجية السلوك فهو ظاهريا يبدو شابا متدينا مهذبا وابن ناس أيضا وبعد الزواج تجد الزوجة من سلوكه معها عكس ذلك ليس في كل الأوقات وإنما كلما ضغط عليه موقف فقلب موازينه فلا ثبات انفعالي ولا ثبات قيمي .
أما الفتيات فإن العامل المشترك الذي لا يكاد يفلت لديهن جميعا هو الرغبة الملحة في الاستحواذ علي الزوج فلا يري امرأة سواها حتي لو كانت في التليفزيون أو مجرد صورة في مجلة ، عندما تبدأ الفتاة في الحكي تذهلني التفاصيل فقد سمعتها مرارا من غيرها تقريبا بنفس الصيغة ، بل إنني أستشعر أحيانا أن مبالغة الزوجة الصغيرة في التدين هدفها الخفي حث الزوج علي ألا يري امرأة سواها.
وكأن الفتاة تعتقد أنها قد امتلكت شيئا جديدا يخصها كما اقتنت أشياءا جميلة من قبل وكانت تستعملها هي وحدها وعلي ذوقها ثم تحفظها في دولابها لحين الحاجة إليها مرة أخري ، الرجل بالطبع ليس شيئا تمتلكينه وتتباهين به أمام الصديقات ولكنه فضلا عن كونه إنسان كامل الإرادة فإنه هو من يملك حق القوامة عليك وليس العكس أبدا تذكري ذلك وعليه فليس من حقك ولا من واجبك إصدار الأوامر والتوجيهات طوال الوقت له وتأنيبه ، وهذا الأمر ينفره منك غاية النفور ويجعله يتمني الخلاص من قيودك الحريرية التي تلتف يوما بعد يوم حول رقبته حتي لو كان يحبك , الحب قرين الحرية ولا يجتمع أبدا مع الملاحقة والزن والنكد.
يزداد الأمر سوءا عندما يتفاعل سلوكها مع نرجسيته التي تصور له أنها تتعدي علي رجولته وتهين كرامته ويصل الأمر لمنتهاه حينما تسقط أقنعة التهذيب ويخرج مارد العناد والجبروت من داخله.
دعينا نتصور سيناريو آخر فتاة تتحلي بسعة الأفق ولا تخنق زوجها بالغيرة والملاحقة لأنها تعلم أنه في الحقيقة غير مرتبط بسواها تأخذ الأمور دائما بروح المرح والثقة بالنفس ولأن لديها ما يشغلها فهي لا تركز في الصغائر وتعكس عينيها الباسمة المحبة صورة جميلة لزوجها يراها هو ويحسها فيزداد ارتباطا وولعا بها لأنها تعلي ثقته وتداوي جروح نفسه السابقة بحنانها الهادئ الطبيعي فيحبها ويكرمها ويعتبرها مقياسا للصواب ومصدرا للأمان في حياته ، عندها وعندها فقط يصبح زوجك فعلا رجلا علي ذوقك.