الجامعة والمجتمع
> الجامعة هي اعلى قمة الهرم الاكاديمي والأصل في الجامعة انها مجموعة من العلماء وهبوا انفسهم للدراسة والبحث والمعرفة وينظرون الى الحياة ومشاكل المجتمع نظرة علمية شمولية متكاملة ويستعينون في الإضافة الى المعرفة مع طلابهم بالكتاب والمعلومات والمختبر او الدراسة الميدانية وهناك تعريفات عديدة في الوقت الحاضر لمصطلح الجامعة بعد ان تطور مفهومها من مجرد الكليات او المدارس العليا التي تقوم على تعليم القلة المختارة لممارسة مهنة او أكثر من المهن الحرة وفي هذا الصدد يمكن إعطاء التعريف للجامعة: الجامعة هي مؤسسة تعليمية تحتوي على كليات لدراسات الآداب والفنون والقانون والطب والهندسة والعلوم الاجتماعية والانسانية، ومدارس او كليات للدراسات المهنية وتقدم الجامعة الدراسات لطلاب المرحلة الجامعية الأولى كما تقوم الجامعة بالدراسات العليا والبحوث في الكليات والمدارس المذكورة او عن طريق كلية الدراسات العليا والبحوث.
> وعلى الرغم من ان الجامعات قد مرت عبر تاريخها الطويل بمراحل مختلفة تطورت خلالها اهدافها وتعددت رسالاتها واتسعت مسؤولياتها الا انها ما تزال هي قمة الهرم التعليمي وقمة البحث العلمي في أية دولة من الدول.
> هذا ويمكن تلخيص رسالة الجامعة والاهداف التي تسعى الى تحقيقها فيما يلي:
1- تعليم واعداد كفاءات بشرية متخصصة قادرة على تحمل مسؤوليات الحياة العملية والعلمية، ومن ثم فإن للجامعة دورها القيادي في تزويد المجتمع بالقوى العاملة المؤهلة تأهيلاً عالياً والقادرة على الاسهام في عملية التنمية.
2- البحث العلمي وتنمية المعرفة بشتى الوانها فلا شك ان الجامعة هي مجتمع الباحثين والعلماء الذين يقومون بنشاط علمي مميز يهدف الى اثراء المعرفة وتقدمها.
3- النشر: اذ لا تقتصر مهمة الجامعة على اجراء البحوث واعداد الباحثين وانما الى تقديم نتائج البحوث التي تجريها عن طريق وسائل النشر المعروفة وتعد مطبعة الجامعة وسيلة لنشر بحوث أعضاء هيئة التدريس.
4- القيادة الفكرية وخدمة المجتمع.
5-حماية التراث الانساني والحفاظ على نتاج الفكر البشري.
أي ان رسالة الجامعة هي رسالة تعليمية علمية اجتماعية روحية سياسية وحضارية ايضاً.
> وعلى ضوء ما تقدم فإن الجامعة مرتبطة ايّما ارتباط بالمجتمع تتفاعل معه وتؤثر فيه وتتأثر به،فلولا وجود المجتمع لما وجدت الجامعة ولولا وجود الجامعة لما كان للمجتمع اي تقدم او تطور او ازدهار في ظل غياب الجامعة.
والجامعة من خلال طبيعة تكوينها واختصاصاتها وبحكم موقعها في الهيكل الاداري للدولة تحاول ان تشرك المجتمع في كل انشطتها وفعالياتها من خلال اشراك المجتمع في البحوث والدراسات التي تجرى في كلياتها واقسامها واقرب مثال على ذلك:
> المناقشات العلنية لرسائل الماجستير والدكتوراه التي يتقدم بها طلاب الدراسات العليا في موضوعات شتى فيحضر هذه المناقشات جزء من المجتمع، ولذلك فان المجتمع يظل على علم بما يجري من تطورات وبحوث ودراسات داخل اروقة الجامعة.
ولكن الشيء الذي يعزل الجامعة عن المجتمع هو عدم اشراكه في انشطة وفعاليات الجامعة على مدار العام الدراسي او العام الاكاديمي من خلال التعرف على اتجاهات المجتمع ومؤسساته في جميع المجالات والتخصصات.
> وبمعنى ادق تعريف المجتمع الجامعي بوجهات نظر الدولة ومؤسساتها المختلفة حيال كل القضايا المحلية والعربية والدولية.
> وقد لا يكون التقصير هنا من قبل المجتمع وانما يقع بالدرجة الاولى على عاتق الجامعة التي تفضل ان تعيش بمنأى عن المجتمع وما يدور فيه من احداث وعدم اشراكه في انشطة وفعاليات الجامعة على مدى الاعوام الجامعية المتعاقبة.
> حيث كان من المفترض ان تقوم كليات الجامعة ذات العلاقة بعمل برامج ثقافية وتفعيلها كمواسم ثقافية تقسم على فصلين دراسيين.
> وعلى سبيل المثال تقوم كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية بتبني هذه الفكرة في كل عام جامعي فتقوم بإستضافة عدد من الوزراء وفقاً لبرنامج معين لإلقاء محاضرات عامة على طلبة الكلية، حيث يتم في المرحلة الاولى- على سبيل المثال إستضافة وزير الخارجية ليتحدث عن مجمل القضايا السياسية للجمهورية اليمنية وانعكاساتها على المستويين العربي والدولي، ورؤية اليمن ازاء كل القضايا التي تثار بين الحين والآخر وموقف اليمن منها وبعد ذلك يجيب الضيف على تساؤلات الحاضرين.
> وفي المرحلة الثانية يتم إستضافة وزير النفط والثروات المعدنية ليتحدث بدوره عن السياسة النفطية في اليمن والسياسة العربية والدولية وتقلبات الاسعار والاستكشافات النفطية في بلادنا وانعكاساتها على التنمية بالاضافة الى بدائل الطاقة.
> وكذلك يمكن استضافة الاخ وزير الداخلية ليتحدث عن السياسة الأمنية في بلادنا والانتشار الامني والاجراءات المتخذة للقضاء على الجريمة ومكافحتها بالاضافة الى تناول قضية الارهاب وتطوراته على المستويين المحلي والدولي وكيفية القضاء على هذه الظاهرة في المجتمع اليمني المسالم.
> كما يمكن استضافة الاخ وزير الصحة والسكان ليتحدث عن مجمل القضايا الصحية والسكانية في بلادنا وتوجهات وخطط الوزارة المستقبلية نحو المجتمع والسكان خاصة ما يتعلق بالامراض المعدية وتوعية الشباب اليمني من مخاطر فيروس الايدز وفيروس الكبد الوبائي.
وكذلك يمكن استضافة الاخ وزير الاعلام ليتحدث عن السياسة الاعلامية اليمنية وانعكاس تلك السياسة على المستويين العربي والدولي وما هي الخطوات والقفزات التي حققها الاعلام اليمني المسموع والمرئي والمكتوب وما هي الخطط المستقبلية للارتقاء بالاعلام اليمني.
> وهكذا تستطيع جامعة صنعاء ان تجعل طلابها على صلة وثيقة ودائمة بمؤسسات الدولة بحيث يكون الطالب الجامعي اكثر وعياً واكثر ادراكاً لما يدور من احداث وتطورات في البلاد وخارجها فهذا هو دور الجامعة نحو المجتمع، وينبغي ان تكون العلاقة بين الجامعة ومؤسسات المجتمع قائمة و دائمة ولا ننسى هنا اهمية استضافة الجامعة لوزيري الخدمة المدنية«القوى العاملة» ووزير التعليم العالي والبحث العلمي ليتحدثا عن سياسة التوظيف في الدولة وما هي الاحتياجات والأولويات لمخرجات التعليم الجامعي وسياسة القبول بالجامعات ومعاييرها وشروطها واغراضها واهدافها على المدى البعيد حتى يكون المجتمع الجامعي على علم بخطط وتوجهات الحكومة فيما يتعلق بالتوظيف وسياسة القبول بالجامعات.
> هذا وسيتم توثيق وتنظيم تلك المحاضرات والندوات مع نهاية كل عام جامعي واصدارها في كتاب بعنوان الموسم الثقافي لجامعة صنعاء لعام كذا..
> فهل ستشهد جامعة صنعاء تدشين موسمها الثقافي ابتداءً من هذا العام او العام الجامعي القادم في ظل قيادة رئيسها الجديد الاستاذ الدكتور صالح باصرة الذي نأمل منه ان يعمل على نقل جامعة صنعاء ام الجامعات اليمنية نقلات نوعية الى مصاف الجامعات العربية المحترمة.