ومع أني لا أرضى بالإباحية والانعتاق من مفاهيم الحشمة والأخلاق والفضيلة ، التي نشأت عليها ورضعت من لبنهاا ، واعتنقتها أسلوبا للحياة
ومع أني لا استسيغ ما وصلت إليه حال المرأة من انزلاقات فكرية جعلت منها بضاعة ذات مفهومين ، بضاعة تُستغل للترويج بكافة صوره وأنواعه، ومفهوم أوسع من ذلك يُظهرها على أنها هي بشخصها بضاعة وذلك من خلال إقرار ما هو ممنوعا" ، وإظهار ما ينبغي أن يكون محجوبا" . مما أوصلها للتحوّل من إنسان سوي إلى أداة للمتعة ن ونداء لأحلام المرضى ورغباتهم ، وما أكثر أن نجد صور عارية أو نصف عارية لنساء رضين بذلك في سبيل شهرة أو مال .
ومع أني لا أريد أن أدخِل الدين والشرع واستشهد الرأي والحكم منهما ، إلا أنني أود أن أنوّه وبإصرار على بعض محترفي الظهور بمظهر الدين بأنهم يمثلون في ادعاءاتهم الجانب الشخصي لهم . لأن على من يجعل نفسه مدعيا" في قضية عامة ، عليه أن يمتلك نواصي الادعاء ومبرراته وأن يتملك شهود الإثبات دعواه . حتى لا ينقلب به الحال إلى مُدّعى عليه .
من هؤلاء الشيخ الذي خرج علينا بموضوع اتهام خطير صال وجال من خلاله بموضوع غير اعتيادي في مجتمعاتنا ، والذي قال فيه : فلانة مع تحديد اسمها زانية مائة مرة مع فلان وحدد الاسم .
إن هذه الجريمة بالتحديد صعبٌ إثباتها إلا بالاعتراف الصريح ، أو بوجود أربعة من الشاهدين العدول ، شاهدوا وتيقنوا مما حدث دقيقة بدقيقة ، ومن حال إلى حال . واتفقت أراؤهم على الإدلاء بشهادة متماثلة دون بغي أو إثم ، ( والّتي يأتين الفاحشة من نساؤكم فاستشهدوا عليهن أربعة من رجالكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوافهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ) . وهذا من الصعوبة بمكان ومن الصعوبة بالإمكان .
أعود لصاحب الدعوى لأقول له ، إن الله حليم ستّار ، وأعود له لأذكره بسحب دعواه ،و مع أني لآ أبرّء تصرفات نساء كثيرات في مجتمعنا العربي المحافظ كانت عاملا" محرضا" لأمثاله ، تصرفات لا يقبلها مسلم أو مسيحي محافظ ، ولا رجل عاقل ، ولا رشيد حليم ، ولا ذو مروءة ، إلا أنني أحب أن أنوّه إلى أن الله عز وجل قد حدد طريقة الدعوة عندما قال ( أدع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) . وهو القائل ( ولا تكن فظا"غليظ القلب ينفضوا من حولك ) . فيعي القول الرسول الكريم ليؤكد على انه ما بعث إلا بشيرا" ونذيرا" وأنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق .
إننا نعيش اليوم في عصر صار فيه الفساد من الأمور الاعتيادية ، وصار المنكر فيه مسموحا" به ، الإباحية أمرا" متعلقا" بالحرية الشخصية لا سلطان لأحد عليه . ومن هذه النقطة أقول للسادة الفضلاء والحكماء أن يتشاوروا ليضعوا أسسا" جديدة تُرغّب المبتعد ، وتدني الراغب في الأوبة وتدعوا إلى الدين والفضيلة بأسلوب يلين معه قلب المذنب ، ويستنير به عقل المخطأ الجاهل .للوصول إلى أول درجات الإيمان .
( إنك لا تهدي من أحببت ) ، إلا أنه سبحانه وتعالى لم يَنفِ الرحمة . وهو الذي يبسط يده في الليل والنهار ليتوب كل مسيء .
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا . ربنا ولا تحمل علينا إصرا" كما حملته على الذين من قبلنا . ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لما وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .
أحمد عاصم آقبيق
04/11/2012م