هل سبق أن نسيت شاحن هاتفك الجوال ولم يكن في محيطك من يحمل جهازا من نفس النوع؟ هل لديك درج مليء بشواحن الهواتف الجوال القديمة عديمة الفائدة في منزلك؟ حان الوقت لتتنفس الصعداء؛ فقد أعلن الاتحاد الدولي للاتصالات، الذراع المختصة بالاتصالات بمنظمة الأمم المتحدة، أمس، أنه وافق على «حل جديد للهواتف الجوالة يقوم على شاحن واحد فعال في استخدام الطاقة ويلائم جميع أنواع الهواتف». وأضاف في بيان: «سيستفيد كل مستخدمي الهواتف من حل الشحن الشامل الجديد الذي يتيح استخدام نفس الشاحن لجميع الهواتف الجوالة المستقبلية بغض النظر عن منتجها أو طرازها». وقال متحدث باسم الاتحاد: «بعض المصنعين بدأوا يضعون بالفعل حل الشحن الشامل في أجهزتهم». ويأمل الاتحاد أن يساعد الشاحن الشامل في خفض الإهدار من خلال تقليل أعداد الشواحن التي تنتج ثم يتم التخلص منها مع شراء جهاز هاتف محمول جديد. وهناك بالفعل أكثر من أربعة ملايين اشتراك بخدمات الهاتف الجوال على مستوى العالم. وفي يونيو (حزيران) اتفقت كبريات شركات الجوال مثل «نوكيا» و«سوني إريكسون» وغيرها من عمالقة الصناعة على دعم مؤامة الشواحن الهواتف الجوالة على مستوى الاتحاد الأوروبي، مما يعني أن الهواتف الملائمة لأجهزة الشحن الصالحة لكل أنواع الهواتف الجوالة ستكون متاحة في أوروبا اعتبارا من العام المقبل. ويقدر الاتحاد الأوروبي أن كماليات الهواتف الجوالة غير المرغوب فيها تمثل آلاف الأطنان من المخلفات في أوروبا كل عام. وكانت مجموعة من الشركات الكبرى المصنعة للهواتف الجوالة أعلنت الاثنين عن إبرامها اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي لإنتاج جهاز شحن صالح للعمل على جميع الهواتف الجوالة بأوروبا، دون تفريق بين نوع وآخر.
وشملت الاتفاقية كبريات الشركات المنتجة للهواتف الجوالة، مثل «أبل» و«موتورولا» و«نوكيا» و«سامسونغ» «وسوني إيركسون»، والتي نصت على أن تقوم الشركات المذكورة بتطوير جهاز شحن بحجم يمكنه من العمل على جميع هواتف الشركات المذكورة، والمزمع إنزاله الأسواق يوم 1 يناير (كانون الثاني) المقبل. ويرى الخبراء أن الشاحن الجديد سيكون فتحا في مجال الهواتف الجوالة، بعد أن احترقت بطاريات الكثير من الهواتف بسبب عدم توائمها مع أجهزة شحن للكهرباء تخص أنواع أخرى من الهواتف غير تلك التي بأيديهم.
وأشار الخبراء إلى أن الشركات كانت قد اتفقت على أن توحد نوعية جميع أجهزة الشحن خاصتها، بحيث تصبح جميع أجهزة الهاتف متطابقة مع مقبس «micro-usb» المستخدم عادة في هواتف من نوع «بلاك بيري». ووفقا لدراسة أجرتها جامعة سوثرن كوينزلاند الأسترالية فإنه تم بيع ما يزيد عن 1.2 مليار هاتف جوال حول العالم العام الماضي، مما دعا إلى صناعة ما يزيد عن 82 ألف طن من أجهزة الشحن. وأشار خبراء إلى أن الاتحاد الأوروبي كان همه الأساسي من عقد الصفقة هو التخفيف من كميات أجهزة الشحن المستخدمة والتي قد تشكل مخلفاتها خطرا على البيئة. وبموجب مذكرة التفاهم التي أصدرها مصنعو الهواتف بالتعاون مع مسؤولي المفوضية، فإن الشواحن الجديدة ستكون موفرة للطاقة، وسيطرح الجيل الأول من تلك الشواحن في الأسواق الأوروبية بداية من العام القادم. وذكرت تقارير صحافية أمس أن عشر شركات من بينها «أبل» و«إل جي» و«موتورلا» و«نوكيا» و«سوني إريكسون» وقعوا عقودا لتوفير ذلك الشاحن، الذي سيعتمد على موصل «ميكرو ـ يو إس بي». ومن الآن يمكن لمشتري الهواتف المحمولة الحصول على الشاحن الجديد.
من جهته قال غونتر فيرهويغن، نائب رئيس اللجنة الأوروبية، في بيان: «إنني سعيد للغاية أن الشركات المسؤولة عن هذه الصناعة قد تمكنوا من عقد اتفاقية من شأنها أن تسهل حياة المستهلكين». وبيّن فيرهويغن أن هذا الأمر سيخفف من التلوث الناجم عن مخلفات أجهزة الشحن الإلكترونية للهواتف الجوالة.