صفية بنتَ عبد المطلبِ عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى من اول من اسلم عندما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وذلك ان الله اامر النبى ان يدعو اهله فناداهم( يا فاطمة بنتُ محمد، يا صَفية بنتُ عبدِ المُطلبِ، يا بني عبدِ المُطلبِ، إني لا أملكُ لكم من الله شيئاً ).وبدا بعرض الاسلام عليهم فاسلمت
لما توفى عنها زوجها ترك ابنها الزبير طفلا صغير فكانت تنشاه على الخشونةِ والبأسِ،واهتمت بتعليمه الفروسيَّةِ والحربِ، وجَعلت لعبه في بريِ السهامِ وإصلاحِ القسيِّ.
كما كانت رحمها الله تقذفه في كل موقف يخاف منه و تدفعه في كل خطرٍ، فإذا رأتمنه تردد او معارضة ضربته ضرباً مُبرحاً، حتىعاتبها احد اعمامه قائلا ما هكذا يُضرب الولدُ... إنكِ تضربينه ضربَ مُبغضةٍ لا ضرب أم فكان ردها عليه
قائلةَ: من قال قدْ أبغضته فقد كذبْ
وإنما أضرِبُهُ لكيْ يَلبْ
ويهزِمَ الجيشَ ويأتي بالسَّلب.
واما عن قصة قتلها لمشرك فقد كان النبى واصحابه ياخذون النساء معهم للقتال لتجهيز الطعام ومداواة الجرحى وفى الخندق تركهن خلف الجيش فى حصن لحسان بن ثابت وفى عتمة الفجر أبصرت صَفية بنت عبد المُطلبِ شبحاً يتحرك فأرهفتْ له السمعَ، وأحدَّت إليه البصرَ، فإذا هو يهوديٌ أقبل على الحصن وهدفه التجسسس على الحصن وانه يرغب فى معرفة الحصن وهل به من رجال المسلمين احد ام ان به فقط النساء والصبيان وانه اذا عاد الى قومه فهم مهاجمون الحصن لا محالة
وانهم لن يجدوا من يدافع عنهم لامرابطة النبى والصحابة فى نحور العدو
وإنه ان استطاع أن ينقلَ إلى قومهِ حقيقة أمرِنا سبى اليهُودُ النساءَ، واسترقوا الذراريَ، وكانت المصيبة الكبرى على المسلمين.
فقامت ولفت خمارها وشدت ثيابها على وسطها واخذت على كتفها عمود ونزلت ترقب اليهودى حتى علمت انها الرصة المناسبة
، وضرَبتهُ بالعمُودِ على رأسه فطرَحته أرضاً... ثم عززت الضربة الأولى بثانيةٍ وثالثةٍ حتى أجهزت عليه، وأخمَدَت أنفاسه بين جنبيه.