نعم إن في بعض الآلام راحة وفي الأشواق مزيج لوعة وروعة ،وكم هي اللحظات التي تحفر حروفها في القلب لغالية لا تعود إلا من خلال الذكريات، والذكريات شحن متواصل لما تحمله من حب ومودة لمن تبحث عنه،والبحث عن الحبيب يضني القلب حتى يتم اللقاء ؛إما في خيالك ترسمه كذكرى أو واقعا تسجله ذكرى أخرى .
نعم سيبقى الإنسان مهما كمل ناقصا فكم من قلب وادع ينقصه الشمل واللقاء ،وهذا القلب عضو فيك مستقل عنك ؛ يجوع ويعطش ويتألم ويشتاق وأنت الكفيل بتلبية رغباته الخالصة وفي ذلك تدخل بابا سريا من أبواب الهناء والسعادة لن يهنيك حتى تشبعه وتهدأ روعه لأنه هدوء لذاتك أولا وسكينة لنفسك آخرا ،هذه دورة من دورات الحياة ما أن تنهيها حتى تبدؤها من جديد ،لذا الحب يتواصل وان كثر الحقد ، كذا صفاء السماء اثبت من دخان الضباب .
والمرء محب بطبعه ومجبول عليه ليس بيده حب فلان أو كره فلان إذ أن الأحاسيس تتنافر وتتجاذب تبعا لمصدرها فلا تدري لما يميل القلب لإنسان ويستقيم عند آخر،هذا وان دار الزمان دورته واختلفت القلوب سيبقى القطب الموجب في قلبك متعلق بالقطب الآخر في قلب حبيبك لا يخالفه أبدا لأن اليد للعقل تطاوع مهما قسى العقل أو ضعفت اليد.
والحب شعور خفي يتسلل إلى قلبك بخفة الفرح وسرعة الاشتياق دون أن يشعرك،حتى إذا ما وقعت في شباكه علمت ما كان يجري حولك، ولا ينفع الندم ولا يصح لمن أيقظه ندى السماء إلا أن يحيا حياته الحقيقية فجرها وغروبها بعيون ترقب لقاء الحبيب .
هو الحب لحن حنون يعزف تارة ونارا تتأجج تارة أخرى وفي كلا الحالتين تشعر بحرارة الأمل تتسابق إلى عينيك تلمع بانحناء والى شفتيك تبسم بانشراح فهل يجدي الكلام واصفا حسن أناقتك؛إذا احب بقلبك فقط وكن متأكدا انك في احسن حالاتك وانك مستعد لتظهر أمام الناظرين!!!
http://makalat-sakherah.blogspot.com/