لكل زمان أسياده ، و لكل زمان أبطاله ، و المؤكد أن هذا الزمان تسيد فيه أهل الغناء ، و صارت المغنيات مالكات لأفكار الملايين من الذين قرروا التوشح بفكر الأغنية بعيدا عن فكر العقل و البناء لفكر يشيع الازدهار ، حتى صار العالم مليءَ بأغرب ما يسمع و يدهشك من خلال صور تزيدك حيرة .
في شوارع البياع العراقية التي تقع جنوب غربي بغداد الشاهدة على تاريخ الفتوحات الإسلامية في الفكر و العلوم و الأدب ، أصبح أمر متسول عاشق للمغنية اللبنانية " إليسا " معروفا ، و حديثا لمن يعش أحاديث الناس ، عشقه الجنوني لهذه المغنية دفع بأهالي هذه المنطقة الى تسميته بــ " عاشق إليسا " .
دائم البحث عن أغانيها و أشرطتها ، حتى صار الباعة يعرفون طلبه ، و الغريب في قصة هذا المتسول بملابسه الرثة ولحيته الكثة وشعره الأشعث ، أنه في كل يوم يشتري مذياع جديد ، بعد أن يكسر المذياع السابق لأنه وجد به أغاني غير أغاني معشوقته " إليسا " .
