إنه الفنان الكوميدى الكبير إسماعيل ياسين إكسير الكوميديا الذى أضحك الملايين ومازال يضحك الملايين إنه الفنان الكوميدى الأول فى تاريخ السينما المصرية بل ومن الفنانين الكوميديان المعدودين على مستوى العالم ولد فى مدينة السويس عام 1912 عاش إسماعيل ياسين طفولة بائسة مثله مثل معظم نجوم الزمن الجميل حيث ماتت أمه وهو طفل صغير وتزوج والده من أخرى أذاقته المر والعذاب فترك دراسته وهو فى العام الرابع الإبتدائى كى يعمل وبعد فترة قليلة دخل والده السجن وتركه وحيدا مع زوجته التى زادت فى سوء معاملته فهرب إسماعيل وذهب إلى السويس وتجرع المر على أرصفة القاهرة حتى عمل فى إحدى القهاوى فى شارع محمد على وكان ينام فى القهوة حتى أصبح شابا فأخذ يتردد على اللوكاندات الرخيصة حتى قابل عطية أفندى ذلك الرجل الذى كان يعمل فى فرقة الراقصة نوسة أحد أشهر راقصات أفراح الدرجة الثالثة فى مصر واخذ إسماعيل إلى الراقصة والتى وافقت على أن يعمل معها فى الفرقة وذلك بعد أن رفضت فى البداية إلى أن إسماعيل توسل لها وبكى بين يديها حتى رق قلبها ووافقت على أن تجربه وبعد فترة ترك الراقصة وبدأ فى بداية فترة الثلاثينات فى العمل وكيل لأحد المحامين وهى الفترة التى أضافت له العديد من التجارب الإنسانية كما يقول إسماعيل ثم بعد ذلك ذهب إلى بديعة مصابنى وتوسل لها للعمل معها ولو خادما حتى وافقت على ذلك ولكنها أكرمته ووافقت على أن يعمل معها منولوجست وبدأ بالفعل حياته الفنية وبدأ نجمه يلمع شيئا فشيئا حتى إلتقطه على الكسار وضمه إلى فرقته المسرحية ومن بعد الكسار في عام 1944 جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه أنور وجدي فاستعان به في معظم أفلامه ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) أمام الوجه الجديد ماجدة استطاع ياسين أن يكون نجما لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير وكانت أعوام 52 و 53 و54 عصره الذهبي، حيث مثل 16 فيلما في العام الواحد وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر وعلى الرغم من أن إسماعيل ياسين لم يكن يتمتع بالوسامة والجمال وهي الصفات المعتادة في نجوم الشباك في ذلك الوقت فإنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير عندما كان يسخر من شكله وكبر فمـه في معظم أعماله وهكذا استطاع أن يقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزا مما دفع المنتجين إلى التعاقد معه على أفلام جديدة ليصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة
وقد عمل ياسين مع فطين عبد الوهاب والذى قدم له العديد من الأفلام وأصبحا الإثنان أصدقاء وقدم إسماعيل ياسين العديد من الأفلام التى خلدت فى عقول المشاهدين وفى عام 1966 مرض إسماعيل بمرض الألتهاب الرئوى وتم نقله للمستشفى وظل بالمستشفى 3 شهور كاملة وخرج بعدها وحالته الصحية غير جيدة فإنصرف عنه معظم المخرجين والمنتجين وكانت المفاجأة الكبيرة والصدمة له عندما إنصرف عنه أيضا صديقه فطين عبد الوهاب وبدأت الديون تتراكم على إسماعيل ياسين وبدأت الضرائب تقوم بالحجز على ممتلكاته ولم يعد يملك شيئا حتى توفى عام 1972 بأزمة قلبية حادة وبعد ان عاش ستة سنوات من الضياع والإكتئاب وكأن القدر أراد له أن يموت كما ولد فى حياة بائسة