بعد أن أنهى نبى الله وخاتم الرسل بناء مسجد قباء خرج ممتطيا ناقته القصواء فاعترض كبار أهل يثرب طريقها فكل واحد منهم يتمنى أن يفوز بشرف استضافة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منزله وكان يمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بناقته فيقولون له : أقم عندنا يا رسول الله فيرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوها فإنها مأمورة .. وتنطلق الناقة إلى غايتها والعيون تتابعها والقلوب تحيط بها فإذا تجاوزت بيتا خيم الحزن على أهله وعشش عليهم الياس فى حين يشرق الأمل فى قلوب أهل البيت الذى يليهم , وظل الأمر كذلك حتى بلغت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ساحة خالية أمام منزل الصحابى أبو أيوب الأنصارى فبركت الناقة فيه , وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة دون أن ينزل عن ناقته , ثم قامت الناقة ودارت دورة وبركت أمام بيت أبى أيوب فكاد فؤاده يطير من بين جنبيه من الفرحة وأسرع إلى متاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمله بين يديه وكأنه يحمل كنوز الكون كله ودخل إلى بيته .
|