يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

روى سفيان الثورى عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أنه قال أن كل آية جاء فيها صيغة خطاب ( يا أيها الناس ) فهى قد نزلت فى مكة , وأن أى آية جاء فيها النداء ب ( يا أيها الذين آمنوا ) فهى نزلت فى المدينة , بمعنى ان يا أيها الناس كانت خطاب أهل مكة ويا أيها الذين آمنوا كانت خطاب لأهل المدينة .
وقول الله عز وجل هو خطاب موجه للمشركين فى مكة وحتى قبل بداية قول الله تعالى : وهذه الآية نزلت فى المؤمنين إذ أن الله تعالى لما ذكر جزاء الكافرين وما أعد لهم من النار التى وقودها الناس والحجارة التى أعدها لمن شك وكذب بآيات الله , ذكر الله بعدها جزاءه الذى يبشر به المؤمنين الذين صدقوا بخبر نبيه صلى الله عليه وسلم وآمنوا بكلام الله إيمانا يقينيا وأتبعوا ذلك بعمل الصالحات على منهاج نبيهم فلم يخالفوا أمرة أو يتجاوزوا حدودا حدها لهم , وهذا النسق كثير فى كتاب الله عز وجل أى ذكر الأمر وما يقابله فى الجانب الآخر .