كل الذى نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحدا من أربعة الأول مؤمن
إما شخص آمن بدعوتنا
وصدق بقولنا وأعجب بمبادئنا ورأى فيها خيرا اطمأنت إليه نفسه وسكن له فؤاده
فهذا ندعوه إلى أن يبادر بالانضمام إلينا والعمل معنا حتى يكثر به عدد المجاهدين ويعلو بصوته صوت الداعين ولا معنى لإيمان لا يتبعه عمل
ولا فائدة فى عقيدة لا تدفع صاحبها لتحقيقها والتضحية فى سبيلها وكذلك كان السابقون الأولون ممن شرح الله صدورهم للهداية فاتبعوا أنبياءه وأمنوا برسالاته .
والثانى متردد : وإما شخص لم يستبين وجه الحق ولم يتعرف فى قولنا معنى الإخلاص والفائدة فهذا نتركه لتردده ونوصيه بأن يتصل بنا عن كثب ( لماذا لكى نأخذه أم يأخذنا ؟ أم يأخذنا الحق ؟ ) ويقرأ عنا من قريب أو بعيد ويطالع كتاباتنا ويزور أنديتنا ويتعرف إلى إخواننا فسيطمأن لنا بعد ذلك إن شاء الله وكذلك شأن المتردد من أتباع الرسل
الثالث أو نفعى : وإما شخص لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة وما يجره هذا البذل له من مغنم فنقول : حنانيك ليس عندنا من جزاء إلا ثواب الله مخلصا
والرابع متحامل : وإما شخص أساء فينا ظنه وأحاطت بنا شكوكه فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود القاتم
ولا يتحدث عنا إلا بلسان المتحرز المتشكك ويأبى إلا أن يلج فى غروره ويظل مع أوهامه فهذا ندعوا الله لنا وله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه , وهذا ليس منه فائدة .. الله لا يريد به خيرا .. لا يريد الله له الهداية
ويتابع البنا قائلا :
موقفنا من الدعوات المختلفة التى ظهرت فى هذا العصر وفرقت القلوب وبلبلت الأفكار : أن نزنها بميزان دعوتنا
فما وافقها فمرحبا به وما خالفها فنحن منه براء
ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة محيطة لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة إلا ألمت به وأشارت إليه
خصائص دعوة الإخوان المسلمين : وضع حسن البنا قواعد ووصايا وهى وصايا بدعية جعلها كالآيات القرآنية والأحاديث النبوية :
البعد عن مواطن الخلاف البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء البعد عن الأحزاب والهيئات وقال البنا تحت عنوان ( الإسلام لا يقر الحزبية ) : وبعد هذا كله اعتقد أيها السادة أن الإسلام وهو دين الوحدة فى كل شئ وهو دين سلامة الصدور ونقاء القلوب والإخاء الصحيح والتعاون الصادق بين بنى الإنسان جميعا فضلا عن الأمة الواحدة والشعب الواحد الإسلام لا يقر نظام الحزبية ولا يرضاه ولا يوافق عليه والقرآن الكريم يقول : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( هل أدلكم على أفضل من درجة الصلاة والصوم قالوا بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين ) وكل ما يستتبعه هذا النظام الحزبى من تنابذ وتقاطع وتضارب وبغضاء يمقته الإسلام أشد المقت ويحذر منه فى كثير من الأحاديث والآيات وتفصيل ذلك يطول وكل حضراتكم به عليم .
( وهذا هو كلام حسن البنا عن الحزبية)
( ولكن لأن الإخوان تحكمهم المصلحة وليس الدين فقد تجاهلوا كلام البنا نفسه , فإن حسن البنا نفسه كان متناقدا مع نفسه .. فقد كان صوفيا خالصا ولكنه وجد أن قواعد الطريقة لن تحقق له مراده فخرج عن قواعد الطريقة وحرف فيها بما يخدم أهدافه )
الولاء والتضحية عند الإخوان المسلمين : يقول : أريد بالتضحية بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شئ فى سبيل الغاية وليس فى الدنيا جهاد لا تضحية معه ولا تضيع فى سبيل فكرتها تضحية وإنما هو الأجر الجزيل والثواب الجليل .
الطاعة : أريد بالطاعة امتثال الأمر وإنفاذه توا فى العسر واليسر والمنشط والمكره .