رغم مرور كل هذه الشهور على مجزرة بور سعيد فلا تزال تحتل الصدارة فى اهتمامات مصر شعبا وحكومة , فقد راح ضحيتها 74 شهيدا وأكثر من 254 جريحا أثناء أحداث مباراة كرة قدم وليس أثناء معركة حربية مع عدو من أعداء الوطن , بل كانت مباراة من مباريات الدورى العام بين النادى المصرى والنادى الأهلى وقد صدر الحكم الثانى فى هذه القضية اليوم السبت وقضى بمعاقبة واحد وعشرين متهما بالإعدام شنقا وحبس متهمين آخرين وقضى ببراءة سبعة وعشرين متهما .
ورغم كل هذه الأحداث التى أعقبت هذه المجزرة البشعة فإن أوراقها لم يتم طيها بعد فما أن صدرت الأحكام القضائية فى حق المتهمين حتى اشتعلت الأحداث اشتعالا فى طول البلاد وعرضها فاقتحم المتظاهرون الاتحاد المصرى لكرة القدم وأشعلوا الحرائق فى أكاديمية نادى الشرطة وقام أشخاص مجهولين بتحطيم بوابة ميناء بور سعيد الرئيسية واقتحم أخرون محطة مترو أنفاق السادات فى القاهرة وقام أخرون بتحطيم واجهات مبانى النادى المصرى فى بور سعيد .
عمت البلاد مظاهر الفوضى والتخريب فى ظل حالة شديدة من الغليان والفوران اشتعلت بين جماهير ألتراس النادى الأهلى الذين اعتبروا أن الحكم غير كافى بعد أن برأت المحكمة بعض ضباط الشرطة .
وأصبحت مصر تعيش بين مطالب القصاص ونشر الفوضى وإحراق مؤسسات الدولة وبين نزيف الموارد الإقتصادية وعناد القوى السياسية واستغلالها لكل حدث لتستمر حالة الفوضى , لتظل مصر حبيسة حكم قضائى على خلفية مباراة كرة قدم , أى والله , مجرد مباراة كرة قدم دفعت مصر ولا تزال تدفع وستظل تدفع ربما لسنوات ثمنا باهظا لا يمكن تعويضه بحال من الأحوال . وحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون .( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )