منذ فترة طويلة يخطط المهندسون الإسرائيليون لشق قناة جديدة تربط البحرين الأحمر والمتوسط بحيث تكون تلك القناة منافسة بقوة لقناة السويس ذلك لأن المسافة بين البحر المتوسط وميناء ايلات ليست بالبعيده وهى تشبه تماماً المساحه التى اخذتها قناة السويس لتصل البحر الأحمر بالبحر المتوسط.

القناة الاسرائيلية الجديدة اذا تم انشائها بالفعل فمن المتوقع ان تغير واقع المنطقة بالكامل وذلك بعدما تحكمت مصر لعقود فى عبور السفن من البحر الأحمر الى المتوسط والعكس بعد الاحتلال الفرنسى وشق قناة السويس وحالياً اصبح مدخول مصر من قناة السويس حوالى خمسة مليارات دولار سنوياً وهو فى ازدياد مستمر حيث وصل الأن الى 8 مليار دولار وذلك بسبب عدد السفن القادمة من المحيط الأطلسى لتذهب الى المحيط الهادئ عبر البحر الأحمر وكذلك القادمة من اوروبا يقدر بحوالى 3000 سفينة شهرياً,وبعد قيام الثورة الصناعيه الكبرى فى هونج كونج وسنغافورة وكوريا الجنوبية والصين اصبح التصدير فى ازدياد مستمر وقد ادى ذلك الى ارتفاع دخل قناة السويس من 5 مليار دولار سنوياً الى 8 مليار دولار.

وتسعى اسرائيل الأن الى شق قناة من ايلات الواقعه على البحر الأحمر الى البحر الأبيض المتوسط واذا نجحت اسرائيل فى شق تلك القناة فسوف تقصر بذلك المسافة التى تقطعها السفن فى اجتياز قناة السويس من البحر الأحمر الى البحر الأبيض المتوسط,كما ان اسرائيل لن تقف عند هذا الحد بل ستجعل تلك القناة تعمل بشكل مختلف وافضل من قناة السويس حيث ان قناة السويس تستخدم اسلوب يوم تقوم السفن بالمرور من اتجاه الى اخر ثم فى اليوم التالى تمر السفن من الاتجاه المعاكس الى الاتجاه الأخر اما القناة الاسرائيلية فتستطيع السفن المرور ذهاباً واياباً لأن اسرائيل ستقوم بشق قناتين واحدة للمرور فى اتجاه معين والأخرى للمرور فى الاتجاه المعاكس حيث سيتم حفر قناة من البحر الأحمر الى البحر المتوسط وقناة اخرى من البحر المتوسط الى البحر الأحمر وبذلك تستطيع السفن المرور ذهاباً واياباً دون اية مشكلات.

اى سفينة تحتاج من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع لاجتياز قناة السويس حيث تقوم بملئ خزاناتها بالوقود وأخذ كل ما تحتاجه من مؤن من الطعام والشراب والمياه العذبة ويرتاح البحارة القادمين من دول بعيدة كأمريكا فيقيمون لمدة اسبوع او اسبوعين الى ان يتم تحميل السفينة بالوقود والمؤن اللازمة ثم تغادر السفينة واحياناً تضطر السفينة الى انتظار دورها فى الرحيل حيث يمكن ان تنتظر لمدة قد تصل الى 25 يوم.

اما القناة التى تسعى اسرائيل لحفرها فيمكن للسفينة ان تعبرها فى يوم واحد وذلك لأن اسرائيل ستقوم بإنشاء مضخات ضخمه للمياه العذبة كما سيتم انشاء مضخات سريعه للوقود بإمكانها تزويد السفينة بما تحتاجه من وقود خلال ست ساعات فقط,كما ستقوم اسرائيل بإقامة فنادق ومطاعم على طول القناة وسوف يتم غلق منطقة ايلات بحيث لا يتمكن احد الدخول من ايلات الى اسرائيل,اما عن اسم تلك القناة فسيتم تسميتها على اسم قناة بن غوريون وسيتم اقامة المطاعم ونوادى السهر الليلية على ضفافها.

الجدير بالذكر ان اسرائيل تفكر فى شق تلك القناة منذ ايام الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر الا ان مصر كانت دائماً تعترض بشدة على هذا الأمر وتهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل لكن اسرائيل لم تكترث بهذا الأمر حيث اعتبرت ان العلاقات الدبلوماسية مع مصر شبه مقطوعه كما لم تكترث اسرائيل لأى تهديد عسكرى وذلك لقوة طيرانها واسلحتها الحديثة ومساندة امريكا لها فى حال حدوث اى نزاع عسكرى مع مصر كما ان دولة الأردن لن تتدخل فى هذا الأمر كونه خارج اراضيها.

هذه القناة اذا ما تم انشائها فستكون بعمق يصل الى 50 متر اى اكثر من عمق قناة السويس بحوالى 10 امتار وستستطيع سفينة بعرض 110 متر وبطول 300 متر العبور من القناة وهذا القياس هو حجم اكبر السفن فى العالم,اما مدة شق وانشاء تلك القناة فستستغرق 3 سنوات فقط حيث سيتم انفاق 14 مليار دولار على هذا العمل كما سيعمل فى المشروع 150 الف عامل من اسيا وبعض الدول العربية وتقول اسرائيل ان مدخول تلك القناة سيكون 4 مليارات دولار فى السنة كما ان اسرائيل بذلك ستمتلك اكبر شريان لها يجمع البحرين الأحمر والمتوسط.

اما من الناحية السياحية فستعمل اسرائيل على اقامة مدن تشبه المدن القديمة على طول القناة حيث سيتم البناء على مسافة كبيرة حول القناة لأن ايلات شبه صحراء من ناحية البحر المتوسط,واذا نجحت اسرائيل بتنفيذ هذا المشروع فسينخفض مدخول قناة السويس من 8 مليار دولار الى 4 مليار دولار حيث ستحصل اسرائيل على 4 مليار دولار واكثر ولذلك فقد قررت اسرائيل التخلى عن علاقتها مع مصر حتى وان قامت مصر بالغاء معاهدة كامب ديفيد,لوثوق اسرائيل انه فى حال قررت مصر الغاء المعاهدة فلن تستطيع استعادة سيناء وذلك لأن قوة اسرائيل العسكرية قادرة على توجيه ضربة قوية للجيش المصرى اذا تجاوز قناة السويس.

مشروع قناة بن غوريون الاسرائيلية سيكون اهم مشروع فى المنطقة على المستويين المائى والاستراتيجى كما ستستفيد اسرائيل كثيرا من الحركة السياحية لأنها ستنشئ مدناً سياحية على طول القناة,ومن الخطط الاسرائيلية ايضاً توسيع مرفأ ايلات واقامة مدن لكل دول العالم على ضفتى القناة بحيث يكون هناك منطقة مخصصة للمطاعم الصينية واخرى للكورية واخرى للهند وباكستان بحيث يشعر الوافدون من تلك الدول انهم فى وطنهم كما ستكون اسعار المطاعم والفنادق رخيصة بحيث تكون ارخص بنسبة 40% عن قناة السويس اضافة الى ذلك ستكمل اسرائيل انشاء قرى تشبه المانيا وامريكا واسبانيا وايطاليا وبالتالى اذا نجحت اسرائيل فى تنفيذ هذا المشروع فستكون بذلك تمكنت من تحقيق عمل ضخم معادى للعرب ويصب فى مصلحتها.

اسرائيل ستسعى ايضاً الى اقناع الأردن بسحب مياه من القناة الجديدة وضخها فى البحر الميت الذى تتناقص مياهه سنوياً واذا تم الاتفاق على هذا الأمر بين الأردن واسرائيل فسيتم انشاء انابيب ضخمة تقوم بسحب المياه من قناة بن غوريون وصبها فى البحر الميت,وفى المقابل ستقدم اسرائيل للأردن تسهيلات لإقامة منتجعات سياحية وفنادق على البحر الميت ويتم اشراك الأردن فى سياحة اسرائيلية اردنية مشتركة فى تلك المنطقة كما ستساعد اسرائيل الأردن فى ارسال السياح الى منطقة البترا حيث ان الاقتصاد الأردنى مصاب حالياً بحالة تناقص سلبى وفى امس الحاجه الى الدعم المالى.

اما من الناحية الأمنية للقناة فستقوم اسرائيل بوضع اجهزة مراقبة وتجسس فى عمق القناة كما ستقيم اكبر حاجز يمكنه كشف الاسلحة والتصوير بالليزر لكل سفينة تعبر القناة,اما من ناحية الانفاق على المشروع فستتفق اسرائيل مع 3 مصارف امريكية لاقراضها مبلغ 14 مليار دولار على ان تردها خلال 30 سنة بفائدة 1% فقط وبهذا تكون اسرائيل قد بنت القناة بالقروض الامريكية وبفائدة ضئيلة بينما ستربح هى سنويا اكثر من 4 مليار دولار.

شق هذه القناه كليا مستحيل ىلطبيعة الارض الصخريه والتضاريس المحيطه بالمنطقه حيث ان الارض غير مستويه وسيكون في بعض مناطقها اهوسه مما سيزيد من مدة الرحله التي ستسرغق حوالي من يومين الي ثلاثه ثم الاهم وهو الاخطر ان هذه القناه ستتسبب في حصار اسرائيل وسهل محاصرتها من الناحيه الشرقيه لمصر اي بحوالي كتيبتين فقط تغلق مصر حدود مع اسرائيل وباقل التكلفه