في مفاجئة جديدة حول الطاقم الرئاسي المعاون لرئيس الجمهورية , تقدم المستشار فؤاد جاد الله اعتذار عن الاستمرار في عمله كمستشار رئيس الجمهورية وذلك لعدة اسباب أعطت صورة سيئة عن مؤسسة الرئاسة بالكامل , وهذه الاستقالة تأتي في ظل التوتر والاحتقان السياسي التي تشهدها البلاد حاليا, ولكن الاستقالة الخاصة بالمستشار فؤاد لم تكن الاولى فقبلها دونت العديد من الاستقالات لمعظم المستشارين بالمؤسسة الرئاسية حتي لم يبقى حتي الان إلا القليل جدا منهم , اما استقالة المستشار فؤاد جاد الله كانت مسببة بعدة اشياء ذكرها في نص الاستقالة والتي نشرت في العديد من الجرائد والمجلات الصحفية.
اهم هذه الاسباب : الرؤية غير الواضحة لمستقبل مصر في ظل الإدارة الحالية , وكذلك لم تتبنى الرؤيا اهداف الثورة لكي تحققها , والمستقبل اصبح مجهولا في ظل عدم وجود مشروعات نبني بها المستقبل ونحدد ملامحه , أما السبب الثاني : البقاء على حكومة فاشلة بقيادة الدكتور هشام قنديل والتي أثبتت فشلها في النواحي الاقتصادية والسياسية وكذلك الامنية , وزادت سخط الجماهير على ادائها , كما ان الحكومة لم تعرض اي نوع من إحلال بعض الوزراء حتي تمتص غضب المواطنين , السبب الثالث وهو يمس المستشار فؤاد جاد الله وهو النيل من استقلال القضاء وتدمير السلطة القضائية , وايضا إبقاء النائب العام في موضعه حتي الان مع ان هناك احكام قضائية بضرورة ترك منصبه , اما السبب الرابع وهذا شاركه العديد من التيارات السياسية المعارضة بأن مؤسسة الرئاسة تتبنى تيار واحد فقط في اتخاذ القرار بغض النظر عن تعيين الكفاءات في إدارة البلاد , وهذه اشارة واضحة لتولى اعضاء جماعة الاخوان المسلمين المناصب العليا بالبلاد , اما السبب الخامس في الاستقالة هو فشل مؤسسة الرئاسة في احتواء الازمة السياسية بعمل حوار وطني شامل يجمع جميع الطوائف السياسية المختلفة , وذكر في السبب السادس تعمد إدارة الدولة تهميش دور الشباب وابعادهم عن تدعيم الاقتصاد والمشاركة في وضع سياسة الدولة , اما السبب الاخير هو التقرب إلى دولة إيران في صورة فتح الابواب السياحية للإيرانيين مما يترتب عليه نشر التشيع وتدمير المذهب السني في مصر المحروسة .
كما أكد المستشار فؤاد جاد الله ان مواقفه المعارضة لأسلوب ادارة البلاد كان واضحاً منذ الوهلة الاولى ,فذكر بانه هو من صاغ الإعلان الدستوري الملغي للإعلان الدستوري المكمل , كذلك قام بصياغة قرار عودة مجلس الشعب وذلك نزولاً لرغبة الجماهير ولكن المحكمة الدستورية نفذت إرادتها وحلت المجلس ,كما أكد المستشار جاد الله انه لم يشارك في قرار إقالة النائب العام السابق عبد المجيد محمود وإن تم الامر بواسطة المستشار أحمد مكي والمستشار حسام الغرياني مع مؤسسة الرئاسة , كما تنكر جاد الله من صياغة قانون الضرائب والذي جمده رئيس الجمهورية فيما بعد , كما أكد جاد الله بانه نصح الرئيس محمد مرسي بان تحصين القرارات وتحصين الجمعية التأسيسية للدستور سوف يؤتي بعاصفة معارضة للإعلان الدستوري و مع ذلك اتهمني البعض بانني السبب ولم اتنصل من المسؤولية .
هذا وقد رحب العديد من الساسة المعارضين بقرار المستشار فؤاد جاد الله بالاستقالة وقالوا انه اختار الطريق الصحيح وان عودته للقضاء هو خيراً له بكل المقاييس , والجدير بالذكر قد انتشرت إشاعة خاصة باستقالة المستشار جاد الله قبل ذلك بعدة شهور ولكنه نفى هذه الاشاعة مؤكداً استمراره في عمله , ولكنه اليوم انهي تعاونه في المؤسسة الرئاسية بصورة نهائية.