هناك العديد من الصور والمشاهد والتى تتعلق بأحداث مؤثرة تبقى فى ذاكرة ووجدان كل من يشاهدها نتيجة تحريكها أقوى مشاعر داخل الإنسان وهى مشاعر الحزن والأسى وغالبا ماتكون هذه الصور أو المشاهد متعلقة بالأطفال فهم الأكثر براءة ولم يتلوثون بالكذب أو النفاق فى إظهار مشاعرهم لذلك تكون مشاعرهم صادقة تعبر عما يجول بداخلهم لذلك يكونون أكثر تأثيرا عندما يبكون أو يحزنون او يخافون وتهتز لهذه المشاعر أقسى القلوب وأغلظها وكثيرا من المصورين العالميين حصل على جوائز عديدة بسبب هؤلاء الأطفال وبسبب إلتقاط صور لهم فى مواقف محزنة هزت مشاعر وأرجفت قلوب مشاهديها ولعل أبرز دليل على ذلك ان من أعظم صور التاريخ تلك التى ظهر فيها الأطفال يعانون الجوع والخوف ولعل تلك التى تسببت فى إنتحار مصورها بعد ثلاثة أشهر من إلتقاطه لها وهو المصور كيفين كارتر والذى إلتقط صورة لطفل عام 94 فى مجاعة السودان وهو يموت ويقف على مقربة منه نسر ينتظر وفاته حتى ينقض عليه وقد حصل كارتر على جائزة بولترر العالمية والتى تمنح سنويا لأحسن صورة فوتوغرافية على مدار العام وقدم هذا الطفل خدمة كبيرة لكيفين كارتر ملتقط وفى نفس الوقت أضره أكبر ضرر يمكن أن يتعرض له إنسان فقد قدم له خدمة كبيرة بأنه كان سببا فى الحصول على أكبر جائزة يمكن أن يحصل عليها مصور فوتوغرافى وكذلك أضره عندما كان سببا فى إنتحاره بسبب ماعاناه من إحباط وحزن بعد عودته إلى بلاده
وصورتنا التى نتحدث عنها هذه نشرتها جريدة الوطن الكويتية وهى صورة تم إلتقاطها فى بورما لطفل صغير يحتضن أخته الصغيرة وهى تتعلق بثيابه بكل قوة ورغبة فى الحياة وذلك بعد ان تم القضاء على أسرتهم بالكامل من أب وأم وأشقاء وترك القتلة الطفلين لمواجهة مصيرهم المجهول وذلك فى حملة إبادة واسعة تقوم بها الطائفة البوذية فى حق مسلمى بورما وسط مشاهدة من كل دول العالم الإسلامى والذى هو الاخر منشغل بصراعاته الداخلية وفور نشر فى جريدة الوطن الكويتية تداولاتها العديد من الصفحات على شبكات التواصل الإجتماعى وحصلت على أكبر نسبة من التعليقات المؤثرة والتى تتحسر على حال الطفلين بشكل خاص وعلى حال المسلمين بشكل عام