الحب في الجامعة.. هل أصبح موضة العصر؟!
--------------------------------------------------------------------------------
الحب في الجامعة أصبح موضة، ولكن سرعان ما يتبخر بعد أربع سنوات من سنين الدارسة، وتذهب العلاقة أدراج الرياح، وقد يظن الشاب من الوهلة الأولى أنه التقى بحبيبة العمر التي سيعيش معها الدهر كزوجة ناجحة، وفتاة الجامعة ربما راحت هي الأخرى تنسج القصص الخيالية للقاء العمر مع فارس الأحلام، وتعتقد أنها ستقودها إلى عش الزوجية، فهل نجح الشباب الجامعي في خيالاتهم؟ أم أنه إعجاب سرعان ما ينقضي بعد شهور من التخرج، لتصبح هذه المشاعر في طي النسيان،
قد نتساءل: هل من المنطق أن نطلق على العلاقات الشبابية التي تتم داخل الجامعة «حبًّا»، بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟ وهل صحيح أن ما يجري في ساحات الجامعات هو نوع من الفوضى؟ وكيف ننقذ فتياتنا من إحدى سلبيات زمن طغت فيه المصلحة على كل شيء، وتسود فيه العلاقات المصطنعة على حساب البراءة والإنسانية؟ ومن المسؤول عن الغش في العلاقات الاجتماعية بين الطلاب والطالبات، هل هي التربية الأسرية أم المجتمع بأسره؟
طلاب:
فرصة لعلاقات حميمة
محمد منير، طالب إدارة الأعمال، يرى أن الاختلاط بين الجنسين ضروري، خصوصًا أنه يوجد فصل بينهما حتى نهاية المرحلة الثانوية، ففي مرحلته الجامعية كوّن علاقة عاطفية أو حتى اجتماعية، وبالفعل تعرّف على فتاة أحلامه، وتطورت العلاقة بينهما وعاشا قصة حب امتدت إلى السنة الرابعة، فأعلنا خطوبتهما الرسمية عن طريق الأهل.. وبعد انتهاء المرحلة اكتشفا أن الحياة العملية تختلف تمامًا عن حياة كانت بمثابة الانفتاح العاطفي وتكوين العلاقات، وأدركا أنهما لم يصلا إلى حالة النضج، ويستدرك محمد: «رغم ذلك لي صديق تعرّف على زوجته وكانت زميلة لنا وتزوجا وعاشا حياتهما الطبيعية، ولكن اعتقد أنها حالة نادرة جدًّا».
ليست مكانًا للتسلية
أحمد حسن، طالب في قسم الحاسوب، يؤمن بالحب داخل الجامعة للتعرف عن قرب على الفتاة، وإذا لم تنجح المحاولات للتفاهم لا يمانع من التعرف على واحدة أخرى، بحيث يتم التوافق بين الفتاة والشاب، لأنه في نظر أحمد أن الزواج شركة بين الاثنين، ولابد من التفاهم قبل هذا الزواج، وإذا الظروف لم تساعدهما على التفاهم، يتساءل: لماذا الارتباط؟ فأنا ضد فكرة تضييع الوقت في الحب داخل إطار الجامعة وجعلها مكانًا للتسلية، ولابد أن يحترم الإنسان نفسه وينظر إلى زميلته بكل حب واحترام وليس لأشياء أخرى، ولكن ممكن أن تتحول الزمالة إلى حب حقيقي، ولكنه ليس شرطًا أن ينتهي بالزواج.
طالبات:
وعود كاذبة
وردة، طالبة اختصاص التقنية، تعتقد أنه لا يوجد حب حقيقي في الجامعة، ولا يمكن أن يحدث، وهي تفضل عدم الاختلاط بالشباب مهما كانت الأسباب، حفاظًا على العادات والتقاليد، وترى أن الزواج في وقت الجامعة هو نوع من المراهقة والمغامرة في وقت واحد وقد يتسبب في مشاكل كثيرة، فالأفضل أن تبتعد الفتاة عن ذلك حفاظًا على سمعتها، وأن تجعل الجامعة مكانًا للعلم فقط، وليس مكانًا لاختيار الأزواج، فالوقت مازال طويلًا لاختيار فارس الأحلام، وتؤكد أن الشباب في فترة الجامعة لا يميل إلى التعارف من أجل الزواج، ولكن لتحقيق أشياء أخرى، وتستدرك وردة: "ومهما اختلفت الآراء تظل الفتاة هي السبب فيما يجري لها بسبب تصديق الطلاب ووعدهم الكاذبة".
أساليب شيطانية
شان، طالبة تصميم أزياء، ترى أن الطالب ينظر إلى زميلته بطريقة تكاد تكون شيطانية تحت عباءة الحب، ولكن ليس له نوايا للزواج في أغلب الأحيان، وأن هناك العديد من الفتيات كدن يقعن في المصيدة، وتعجب لأن الشباب في الإمارات تحديدًا يضعون جميع الفتيات في سلة واحدة، وتعتقد أن الزواج لا ينجح عن طريق الجامعة لأن القرار متسرع، وتعلق بصراحة: "لنكن واقعيات، فالشاب يفكر في كيفية الوصول إلى هذه الفتاة أو تلك في الوقت الحاضر؛ لأنه غير مستعد للزواج".
بينما جابريل، طالبة في كلية الفنون، تعتقد أنه إذا جاءتها فرصة مناسبة لإقامة علاقة شريفة وناضجة مع زميلها في الجامعة فلن تمانع من الارتباط به، ولكن بشرط التعرف عليه عن طريق الأهل، لأنهم لابد أن يكونوا في ، بحيث تتضح الأمور أكثر، ومن هنا يكون الارتباط الأقوى، وتشكو قائلة: "المشكلة أن معظم أولياء الأمور لا يحبذون ارتباط أولادهم أو بناتهم خلال الدارسة الجامعية، وقليل من الشباب يكون قادرًا عقليًّا وعاطفيًّا وماديًّا للارتباط بالفتاة خلال الدارسة".
الحب مصيدة للفتيات
الشيخ سيف الجابري، يرى أن قضية الارتباط العاطفي بين الفتاة والشاب غاية في الخطورة، ليس فقط داخل الحرم الجامعي؛ ولكن في غيرها من الأماكن، والسبب هو ذلك الانفتاح الذي طل علينا ودخل إلى مجتمعنا ومعظمه لا يتوافق مع العادات والتقاليد، وأشار الشيخ سيف إلى أن الانفتاح مهد الطريق للفتاة والشاب للتعليم الجامعي المختلط الذي لا يخلو من السلبيات، خاصة اختلاط الجنسين داخل قاعات المحاضرات أو الحرم الجامعي، ومن هنا قد تنشأ علاقة بين الفتاة والشاب داخل الجامعة، وهذه العلاقة العاطفية الخفية قد تنجح بالزواج، وتكون النهاية سعيدة، وقد تفشل بسبب عدم وضوحها، خاصة من جانب الشاب الذي قد يغرر بالفتاة، واعتبر الشيخ سيف الجابري الزواج الناجح هو الذي يأتي من خلال الضوابط الشرعية والمجتمعية، واستدرك قائلاً: «أخطر ما في هذه القضية أن الفتاة تدخل في وهم بسبب التغرير بها من قبل الشاب، وبعض من هؤلاء يعرض عليها الزواج العرفي، وما أكثر الحالات التي أتلقاها، ولكن لا أقوم بتوثيقها ليس على مستوى طلاب الجامعة فقط، بل من يتعرف على واحدة في الأسواق أو الأماكن العامة يعرض عليها الزواج العرفي، وهذا الزواج باطل بسبب عدم وجود ولي أمر الفتاة، وبعد ذلك تقع الفتاة في المصيدة، لذلك أحذر جميع الفتيات من الوقوع في هذا الفخ الذي ينصبه الكثير من الشباب ليضيع مستقبلها، فالأفضل لها أن تتزوج عن طريق الأهل، وحسب الضوابط الشرعية المعروفة.