مصر كالبستان تمتلئ بها الاشجارالعالية من كافة الانواع , وبها ايضا الحشائش التي تغطي أرضها , فعندما تنبت نبته صالحة وتشق طريقها وتصبح شجرة كبيرة أو دوحة عظيمة , فالشكل النهائي أن البستان عظيم وكبير ونضاح بما يحويه , كهذا مصر عبر مر العصور نضاحه بثمار ابناءها , تروي به بساتين العالم من أدناه وإلى أقصى أقصاه.
وها هي نبته جديدة تظهر بريقها على العالم ولكن هذه النبته ليست كغيرها من النباتات إنها نبته كفيفة مروية بماء النيل أضاءت ظلمة بصرها ولكن بصيرتها كانت اقوي البصر , لقد وهب الله الدكتور نزيه جرجس رزق بصيرة كبيرة بعد ان اخذ الله منه نعمة البصر ـ الحمد لله على ما أخذ وعلى ما أعطي ـ هذا الرجل كف بصره في بداية مرحلة شبابه اثناء دراسته الثانوية بإحدى مدارس حي شبرا بالقاهرة , هذا الشاب وبعد ان صدم بضياع بصره لم ييأس ولم يستسلم لذاهب اهم حاسه لديه , حاول ان يسلك طريق العلاج الطويل ليعالج بصره فبدأ في مصر , لكن عناية الله لم ترد , حاول ان يسافر لاستكمال العلاج فساندته أمه الكبرى بلده مصر ودفعت تكاليف علاجه بالكامل في المملكة المتحدة , ولكن لم يرد الله ان يرد إليه بصره لان الله عليم بالكون من العباد , فهو يريد ان يظهر حاسه اخري لن تظهر إلا بزوال حاسة البصر , لكن الانسان جاهل بالمستقبل فهو يريد الظاهر والباطن , فعندما بدأ يدب اليأس في داخله اعطاه أحد اصدقاءه كاميرا لم يعرف الصديق انه صديقه اصبح ضرير فما كان من الضرير ان رمى الكاميرا في الجدار واخذ يغرق في اليأس , فأتي عون الله الذي انقذه من غرق اليأس وبدأ يتنفس مرة اخري , لماذا لم تمسك الكاميرا وتحاول بها ؟ لكنه يجيب على نفسه الكاميرا تحتاج إلى عيون مبصرة وأنا لدي عيون كفيفة , فتقول نفسه حاول لعلك تنجح.
بدأ نزيه يحاول في الكاميرا واتي والده بأحد الاشخاص يعلمه كيف يصور , لكن كيف يصور وهو لا يرى , بدأت تظهر حاسة عنده وهي البصيرة بما حوله لا يحتاج إلى بصر ليرى به ولكن يحتاج إلى احاسيس تشكل له رؤية واضحه , ومن هنا بدأ يدرس في كيفية التصوير باستخدام الحواس الاخري هذه هي النظرية التي نال بسببها الدكتوراه بكل فخر هي " تكنولوجيا الحواس " وهي عبارة عن دمج الأحاسيس مع الحواس فتشكل رؤية واضحة المعالم وبدرجة نقاء وجودة عالية جداً.
احتضنته مصر مرة اخري وقدمت له دعما من المصورين في جريدة الاهرام , ثم رشحته للذهاب إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مهرجان " فنانون متخصصون جداً " أو ما يطلق عليه "Very Spesial Arts" وهنا بدأت حياة جديدة للدكتور نزيه نال فيها ميدالية كنيدي الذهبية والتي لم يحصل عليها من العرب سوي الرئيس السابق محمد أنور السادات وأعطي مفتاح ولاية الاباما ثم نال مفتاح مدينة برمنجهام وبعد ذلك بعده اعوام نال الجنسية الأمريكية.
يشرح الدكتور نزيه انه صور عدة أماكن غاية في الجمال فهو صور شلالات نياجرا وبرجي التجارة العالمي قبل ان يطيحا , ويفسر طريقة التصوير حيث يلازمه احد المرافقين يقوم بوصف المكان بشكل دقيق ثم يبدأ الدكتور نزيه بطرح موسوعة من الاسئلة هي التي تشكل المنظر بالكامل وتوضحه فيوجه كاميرته ويلتقط صورته .
هذه احدى نبات البستان المصري أظهرته وكالة الشرق الاوسط بحوارها معه حتي يتعلم ويعرف جميع الشباب انه ليس هناك مستحيل في هذا الكون طالما الله سبحانه وتعالي يعطيك الحياة والعلم , فكثير من الأصحاء لم يصولوا لمثل هذه المكانه التي وصلها رجل حرم من نعمة البصر فهو سعى وحاول ان يثبت نفسه وتعب حتي كرم الله سعيه وتعبه بأن اتت إليه الدنيا تفتخر به وتعلى شأنه , هذا درس لكل الشباب ,لا تطوي صفحة هذا النجاح إلا وانت قد اتقنت فهم الدرس جيداً البحث والجهد والعرق سبيل للوصول إلى حلمك فقد وصل قبلك الكثير فلماذا لا تحاول انت وتستقل قطار الاحلام لتصلك إلى مرادك , كهذا الحياة.