على طريقة الأفلام المصرية والتي تتناول فيها اسلوب الشرطة في اجتذاب الاعترافات من بين المجرمين والمشتبه فيهم رأيناه في الكثير من الأفلام السينمائية وكذلك المسلسلات الدرامية , تطلق الشرطة احد عناصر مخبريها إلى داخل حجز المجرمين يحاول ان يجتذب الحديث مع مجرمين معينين يبيحون بكل ما لديهم من اعترافات دون ان يسألوا , هذا ما كنا نشاهده في الواقع التخيلي , لكن اسرائيل قامت بتطبيق هذه الفكرة واستخدمتها استخدام جعل من ذلك الاسلوب ردعاً لأي اختراق آمني كيف حدث ذلك؟.
يجيب عن ذلك التساؤل احد المعتقلين الفلسطينيين الذين تعرضوا لغرف العصافير والتي اودت به في براثن السجن ثلاث سنوات , ويدعى الشاب عزام محمد , قبض عليه وهو بعمر الثامنة عشر حين وجهت إليه تهمة إحراق حافلة اسرائيلية و حاولوا عليه من قبل المخابرات الإسرائيلية كي يبوح باعتراف عن جريمته لكنه صمد ولم ينطق بحرف واحد , ولكن عندما يئسوا منه وضعوه في غرفة خاصة بها معتقلين فلسطينيين يقول منهم من يصلى بانتظام ومنهم ذو لحية , ولكن بعد بضع ساعات تودد الكثير ممن في الغرفة إلي بالحديث وأخذوا يبيحون لي بأسرارهم وانهم يناهضون قوات الاحتلال , حتي بدأت تظهر عليه روح الوطنية , بل انهم تعاطفوا معه لدرجة انهم عرضوا عليه اي شيء أطلبه وكان مطلبي ينفذ في الحال ,بخلاف المعاملة الخاصة والراقية اثناء الاحتجاز.
وبعد ان ضعف عزام تجاه وطنيتهم وما يفعلونه اباح لهم بسره وقال كل شيء عن عمليته ومن شركاءه في العملية , وما لبث أن عقدت المحكمة وسجن ثلاث سنوات بناء على الاعتراف في غرف العصافير.
ولكن على العكس ما حدث لأي الاسرى الفلسطينيين ويدعى موسى حسن حيث ادلى بأنه سمع عن غرف العصافير ويذكر بان من المعتقلين الذين توددوا إليه يعرفون نفسهم بأنهم تابعين لحماس وأخرون تابعين لفتح ومع ذلك لم يبوح بشيء وحاولوا مرة اخري مراوغته بحيلة زكية , بأن احد الاشخاص تقرب منه وقال انه احد القيادات في جماعات خارجية ويريد ان تقول كل شيء حتي تحتذر منه الجماعة بالخارج ولكنه رفض ان يعطيه اي شيء .
(( والواضح بان الموضوع فيه خدعة امنيه يريد الجهاز الامني ان يستخلص الاعترافات بدون تعذيب , لكن هناك نقطة هامة ليس المقصود بالأشخاص الذين يسكنون في غرف العصافير والذين يظهرون بأنهم تابعين لحماس او فاتح أنهم فلسطينيين ليس هذا بالشرط ولكن من الممكن انهم اسرائيليين مستعربين قادرون على التحدث باللغة العربية ويتقنون اللهجة الفلسطينية , فهم يستخدمون هذا الاسلوب التمثيلي للإيقاع بضحاياهم عن طريق انه يفهموهم بانهم من بنى جلدتهم , فليس الضروري بأن يكون الخائن من الفلسطينيين و لكن قد يكون مظهره وهيئته ولهجته فلسطينية وهو من اليهود , وهذا هو بيت القصيد))