وقد جاء فى الحديث الصحيح الذى أخرجه الإمام الجليل الترمذى بسنده إلى أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم وكان شعره ليس بجعد ولا سبط أحمر اللون إذا مشى يتكفأ .. وأحمر اللون مقصود بها لون الجلد وليس الشعر أى أنه ابيض مشرب بحمرة ولا ينافى ذلك وصفه صلى الله عليه وسلم بشدة البياض فقد كان لون وجهه صلى الله عليه وسلم أبيض مشرب بحمرة فيه بريق ولمعان كما يشير إلى ذلك حديث : كأن الشمس تجرى فى وجهه .
أما وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه إذا مشى يتكفأ : فهو الميل إلى الأمام كأنما ينحط من صبب أى ينزل من مرتفع فى منحدر من الأرض .. ووصفه صلى الله عليه وسلم ب ( ربعة ) بفتح الراء وسكون الباء أو وسط بين الطول والقصر كما جاء فى وصفه صلى الله عليه وسلم فى حديث البراء بن عازب رضى الله عنه وقد أخرجه الإمام مسلم رحمه الله وقد وصف فيه النبى صلى الله عليه وسلم بأنه كان (رجلا) أى أن شعره ليس منسابا مسترسلا ولا مجعدا فهو وسط بين هذا وذاك .. ( مربوعا) أى وسط بين القصر والطول وإن كان يميل إلى الطول .. ( بعيدا ما بين المنكبين) والمنكب هو مجمع العضد والكتف أى أنه صلى الله عليه وسلم كان عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر أيضا ومن ثم جاء فى رواية أخرى أنه صلى الله عليه وسلم كان رحب الصدر .. و( عظيم الجمة) هى ما سقط من شعر الرأس فوصل إلى المنكبين . ما ر أيت شيئا قط أحسن منه .. وقد وصفه البراء بن عازب رضى الله عنه ايضا بقوله :
ما رأيت من ذى لمة فى حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير ولا بالطويل والحديث فى صحيح مسلم
وقد أخرج الإمام البخارى بسنده عن سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه قال :
لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير شتن الكفين والقدمين ضخم الرأس ضخم الكراديس طويل لامسربة إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم
وكان سيدنا على رضى الله عنه إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لم يكن رسول الله صلى الله عليه نمسلم بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد وكان رعة من القوم ولا بالسبط وكان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم وكان فى وجهه تدوير أبيض مشرب بحمرة , أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاس والكتد أجرد ذو مسربة شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت معا , بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين , أجود الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقول ناعته لم |أر قبله ولا بعده مثله