أظهرت دراسة مولتها الحكومة البريطانية أن الطلاب يعتقدون أنهم يتعلمون أكثر من خلال الطرق التقليدية، المتمثلة في كتابة المذكرات من وراء المعلم، وعلى نحو يفوق تعلمهم عن طريق استخدام الإنترنت أو مشاهدة شرائط الفيديو.ومن شأن هذه النتائج أن تضعف خطط الحكومة، التي ستتكلف بليون جنيه استرليني، والرامية إلى وضع تقنية المعلومات والاتصال في قلب ولب العملية التعليمية. وبحلول عام 2006م، تعتزم الحكومة إنفاق 400 مليون جنيه استرليني أخرى لإنشاء ما يسمى بـ«مناهج الدراسة الشبكية»، أي التي تعتمد على شبكة الإنترنت، ولإتاحة سرعة اتصال المدارس بالإنترنت.وتشكك بعض النتائج في صلاحية وسائل وأساليب الفصل الدراسي كعمل الطلاب في شكل مجموعات.
وقد طلبت الدراسة من ألفي مراهق أن يحددوا ثلاثة أساليب تعليمية فعالة ويسجلوها في استبيان طرحناه كجزء من أنشطة عام العلوم، تلك الحملة القومية، التي تكلفت أربعة ملايين جنيه استرليني، تهدف إلى تعزيز تدريس العلوم.وأظهرت الدراسة أن نصف الطلاب تقريبًا يعتقدون أن تدوين الملاحظات من وراء المدرس يعتبر واحدًا من أفضل أنشطة الفصل الفعالة والمفيدة. وذكر ثلاثة أرباع الطلاب أن مشاهدة أفلام الفيديو يعد أمرًا ممتعًا، لكن ربع الطلاب، الذين تم استطلاع آرائهم فقط، يرون أن هذا الأسلوب فعال. وأفاد أقل من واحد من بين كل عشرة بأن الإنترنت مفيد.وانتهى التقرير إلى «أن الإنترنت، رغم أنه ممتع بشكل معقول، إلا أنه جاء متدنيًا للغاية كأداة تعليمية». ومثل هذه النتيجة مهمة لأن سياسات الحكومة توجه الطلاب والتلاميذ نحو التعلم عبر شبكة الإنترنت، ولا يجد الطلاب مثل هذا الأمر فعالاً.وقد توصل بحث، أجازه اتحاد مدارس البنات مؤخرًا، إلى نتائج مشابهة للتقرير السابق. فقد وجد الأكاديميون بجامعة لندن متروبوليتان أن 203 طلاب من ثماني مدارس تم سؤالهم ثمنوا للغاية قيمة الاتصال بالمعلم. وذكر أقل من ثلث الطلبة المستجوبين أن التعليم من خلال برامج كمبيوتر مصممة على نحو خاص لمادتي العلوم والتاريخ كان أسلوبًا فعالاً، مقارنة بسبعين في المائة من الطلاب ذكروا أن الأداء العملي وشروح المعلم جوهرية. ويعتقد الجميع أن الكتب مهمة بنفس قدر أهمية الإنترنت.وفي مدرسة كندرك للبنات، وهي مدرسة حكومية عالية الأداء في القراءة، تتناثر في جميع أنحاء المدرسة أجهزة الكمبيوتر، ويقضي الطلاب ساعة أسبوعيًا يتعلمون فيها كيف يتقنون تقنية المعلومات والاتصال. لكن الطلاب، مع ذلك، رأوا أن استخدام الإنترنت في المناهج الدراسية محدود. وصرحت أنديا ديلون، البالغة من العمر 12 عامًا، قائلة: «إن الإنترنت يمكن أن يكون جيدًا تمامًا، لكن بمقدور أي امرئ أن يضع أي شيء على الشبكة، ومن ثم لا يجب عليك بالضرورة أن تصدق كل ما تجده. وأنا أتعلم كثيرًا من الاستماع إلى ما يقوله ويدونه زائرو الإنترنت. ولكن إجابة الأسئلة على السبورة وسيلة طيبة أيضًا للحفظ والتذكر».أما جيسكا بيرنز، وهي زميلة أنديا ديلون في الفصل، فتحترم بشدة الكتب التي تؤلف خصيصًا لمن هم في عمرها. وذكرت كوين هونج، البالغة من العمر 15 عامًا، والطالبة بمدرسة الملك إدوارد السادس، هاندسورث، برمنجهام، أن المعلومات المتاحة من خلال الإنترنت تكون سطحية غالبًا أو معقدة بحيث لا يمكن الاستفادة منها. وأضافت هونج أن التقنيات المصممة لتشجيع الطلاب على التفكير لأنفسهم، مثل العمل في جماعات، تؤدي غالبًا إلى قدر من اللخبطة. ويستخدم الأطفال الآن أجهزة الكمبيوتر والإنترنت في كل موضوع ومادة ومنذ فترة مبكرة من عمرهم. ولذلك أصبح من المشاهد الشائعة في الفصول تجمع الطلاب حول مزود خدمة الإنترنت.ويتوجب على إدارة معايير التعليم أن تتفحص وسائل تقنية الاتصال التفاعلية وكيفية استخدامها، حتى في مجال الرياضة ودروس التعليم الديني. وتتوفر في المدارس وسائط التدريس مثل الأقراص المضغوطة وأشرطة الفيديو، ويكثر استخدام هذه الوسائط في دروس اللغة الإنجليزية.ورغم اتفاق معظم كبار المعلمين على أن هناك مساحة للكمبيوتر في الفصل الدراسي، إلا أنهم يجمعون على أن المعلم سيظل أهم مصدر على الإطلاق للتعليم. ويزعم البعض أن مديري الإدارات يعتبرون التعليم عن بعد، والمناهج الدراسية عبر البريد الإلكتروني، وعبر شبكة الإنترنت بمثابة حل ممكن لمعالجة مشكلة نقص المعلمين.وصرحت لين جاد، مديرة مدرسة كوبتهول للبنات في بارنيت، شمال لندن، قائلة: «ليس بمقدورك أن تلصق الطالب أمام جهاز الكمبيوتر، وتتوقع أن يلتزم بذلك طوال الوقت». ومع ذلك، فإن وزير التعليم، تشارلز كلارك، زعم أن أجهزة الكمبيوتر تساعد المعلمين على الإبداع وعلى مشاركة الطلاب. وأضاف قائلاً: «بعض الناس شكك في فائدة تقنية الاتصالات التفاعلية في مجال التدريس والتعلم، لكنني أتحدى هذا الرأي».وقد انقسم التربويون حول قدرة الكمبيوتر والإنترنت على رفع المستويات في المدرسة. وقد استخدم المشككون دراسة مولتها الحكومة ليدللوا على أن استخدام الإنترنت لم يحقق فرقًا يذكر بالنسبة لنتائج الطلاب في الاختبارات، وطالبوا بتقديم إيضاح عاجل من قبل الباحثين الذين يزعمون أن الدراسة تفيد بعكس ذلك.وأفاد تقرير أعده أكاديميون أمريكيون، بأنه لا يوجد أي دليل على أن وجود أجهزة الكمبيوتر في المدارس قد حسّن أداء الطلاب، بل إن تلك الأجهزة في بعض المواد، مثل الرياضيات، قد تعوق الطلاب عن تحقيق حتى الأداد العادي.