بمناسبة اقتراب شهر رمضان الكريم جعله الله شهرا للخير والطاعة نتذكر احدي المناسبات التي حدثت في شهر رمضان وهى غزوة بدر وكانت في السنة الثانية من الهجرة، وكان سببها أن قريشاًكانت أخرجت النبي وصحابته من مكة و استباحت إخراجهم من ديارهم وأموالهم سببها فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن قافلة لقريش يقودها أبو سفيان قادمة من الشام إلى مكةامر بعض صحابته أن يخرجوا إلى هذه العير من أجل أن يأخذوها؛ فخرج صلى الله عليه وسلّم ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً لأنهم لا يريدون الحرب ولكنهم يريدون أخذ العير فقط، فلم يخرجوا إلا بهذا العدد القليل ومعهم سبعون بعيراً يتعقبونها وفَرَسَانِ فقط.
أما أبو سفيان فأرسل إلى أهل مكة يستحثهم ليحموا أموالهم ويمنعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فخرج أهل مكة مجهزين للقتال ومستعدين له خرجوا كما وصفهم الله بقوله: {خَرَجُواْ مِن دِيَـارِهِم بَطَراً ورئاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [الأنفال: 47].يملؤهم الكبر والغرور
وفي أثناء الطريق بلغهم أن أبا سفيان نجا بعيره من النبي صلى الله عليه وسلّم، فاستشار بعضهم بعضاً، هل يرجعون أو لا يرجعون، فقال أبو جهل وكله كبر وغطرسة وعزة بالآثم والله لا نرجع حتى نقدم بدراً فنقيم عليها ثلاثاً، ننحر فيها الجزور، ونسقى فيها الخمور، وتعزف علينا القِيان، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً.
فذهبوا وبدءوا بقتال النبي وأصحابه وكان عددهم بين تسعمائة وألف والتقت الطائفتان جنود الله عز وجل وجنود الشيطان وكان ان نصر الله النبي ومن معه وقتل من قريش سبعون رجلاً من عظمائهم وشرفائهم ووجهائهم، وأُسر منهم سبعون رجلاً وظل النبي بمكان القتال يومين وفى الثالث اتخذ طريقه عائدا إلى المدينة فمر على قليب بدر التي ألقي فيها من صناديد قريش أربعة وعشرون رجلا فوقف على القليب وبدا يدعوهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، يقول: «يا فلان ابن فلان، هل وجدت ما وعد ربكم حقاً، إني وجدت ما وعدني ربي حقاً». فقالوا: يا رسول الله، كيف تكلم أناساً قد حيفوا؟ ـ أي صاروا جيفاً ـ قال: «ما أنتم بأسمع لِمَا أقول منهم، ولكنهم لا يستجيبون»، أو قال: «لا يرجعون قولاً».
ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة النبوية منتصراً ولله الحمد.