الكل يعرف بأن الحجامه قد أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته لما فيها من علاج لبعض الأمراض وزيادة الصحة . وب فإن جميع الأطباء العرب والمسلمين استخدموها في علاجاتهم وذكروها في كتبهم ومراجعهم بل حتى حضارات الأمم الاخرى مثل الصينيين . وقد كثر المعالجون الشعبيون الذين يعالجون الناس سواء المرضى أو الأصحاء بإجراء الحجامه ولكن الغالبية منهم لا يتقيدون بالشروط الصحية لتجنب الآثار الجانبية ومخاطر إنتقال العدوى والإلتهابات أو النزف بل أنهم يفسرون ويقنعون الناس بأن هذا الدم الذي يخرج هو دم فاسد بسبب لونه المائل إلى السواد وهذا طبعا لا أساس له من الناحية العلمية لأن الله سبحانه وتعالى عمل بالجسم نظام تنقية الدم من السموم والشوائب مادام داخل الجسم وليس خارجه بسبب الجهاز الدموي والذي يشمل القلب والشرايين والأوردة وغيرها باستخدام الفلترة والتصفية لإعادة استخدامه من جديد. والحقيقة العلمية لهذا اللون المائل للسواد هو أن كريات الدم الحمراء التي تعطي اللون الأحمر للدم مشبعة بالأكسجين النقي بالإضافه الى عنصر الحديد . إذا خرج هذا الدم من الشريان أو الوريد فإن عنصر الحديد يتفاعل مع الهواء ليؤدي الى عملية الأكسدة ويتحول الدم الى السواد بسبب لون الحديد المؤكسد. وب ينخدع الشخص بهذا الإدعاء الغريب. ومن خلال الممارسة والمتابعة لبعض الحالات التي عمل لها الحجامة نجد أنها تستخدم بطريقة غير صحيحة وباستخدام المشرط لعمل جرح غائر يصعب التئامه أو يصاب بالإلتهاب ويشفى بعد فترة طويلة بل بعض الأحيان تستخدم في أماكن خطرة مثل فوق شريان أو وريد رئيسي مما يؤدي إلى النزف أو في أماكن غير متعارف عليها أو لعلاج أمراض ربما تؤدي الى آثار جانبية مثل مرض فقدان الإحساس في الأطراف لداء مرض السكري والتي ربما تؤدي إلى الغرغرينا. وأذكر أن مريضة مصابة بهذا المرض قد عمل لها شخص يدعي المعرفة بالحجامه في أسفل الساقين مع استخدام المشرط لأكثر من مرة ولولا لطف الله لأصيبت بالغرغرينا. ان طريقة الصينيين والطب الحديث في عمل الحجامة هو خروج بضع قطرات من الدم بعد استخدام إبرة دقيقة مثل التي تستخدم لتحليل السكر عن طريق الإصبع ومن ثم يعقم ويضمد حتى لا يترك أي أثر أو نزف دموي. ربما نقول أن الطريقة الأولى هي التي تستخدم بالسابق كما ذكرت بالكتب ولكن نقول بأن الطب قد تطور وتم اكتشاف أمراض كثيرة تتعارض مع هذا العلاج مثل مرض عدم تجلط الدم والمسمى بالهيموفيليا بالاضافة إلى انتشار الكثير من أمراض العدوى مثل التهاب الكبد الوبائي والإيدز والذي لم يكن يعرف بالسابق . لذا نقول يجب أن يكون للذين يمارسونها الخبرة الكافية ويستخدم الشروط الصحيةللحجامة. لذا يقترح الآتي: 1- أن تتبنى جهة مسؤولة تنظيم عمل الحجامة وذلك حفاظا على هذة السنه النبوية. 2- أن تقوم هذة الجهة المسؤلة بتسجيل الممارسين للرجوع لها عند الحاجة. 3- أن يتم تنظيم دورات تدريبية بإشراف طبي في كيفية عمل الحجامه بالطرق الصحية السليمة. 4- التشجيع على استخدام التعقيم لكل المناطق بالجسم المراد حجامتها والأدوات التي تستخدم بالإضافة لتعقيم اليدين أو استخدا م القفازات لتفادي انتقال العدوى. 5- التأكيد على استخدام أدوات ذات الاستخدام الواحد إن وجد أو يحضر الشخص أدواته الخاصة في كل زيارة. 6- عدم استخدام الأدوات التي يسحب منها الهواء بالفم لأنها تؤدي الى نقل العدوى وانتقال الجراثيم ويفضل استخدام الأدوات الحديثة. 7- التأكيد على الممارسين وحث مراجعيهم على مراجعة الأطباء للتشخيص واستبعاد أي مشكلة باثولوجية أو مسببات المرض. 8- معرفة الأمراض التي لا يجب أن تستخدم فيها الحجامة مثل أمراض عدم تخثر الدم والهيموفيليا وفقدان الإحساس بالأطراف لمرضى داء السكري. والحالات المتقدمة للسرطان. 9- إعطاؤهم دورات في الاسعافات الأولية لاستخدامها عند حدوث النزف أو الإغماء لبعض الحالات. والخلاصة ينصح للراغبين في عمل الحجامة بمراجعة المراكز الطبية والممارسين المرخصين لسلامتهم. ذ/ محمد بلهنتوت اخصائي الطب التكميلي والصيني |