مقاصد الحج
إن الحج هو قصد بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج والعمرة ، قال الله تعالى :
( وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )
فحج البيت يعنى قصد البيت الحرام والتوجه إليه للطواف به ، والسعى بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة وأداء بقية المناسك ابتغاء مرضاة اله تعالى وطمعاً فى رحمته .
ولا يحج الناس إلا للشىء العظيم جداً، وقد عظم الله هذا البيت، وفرض حجه من قديم الزمن، فحج إليه أدم عليه السلام، ومن بعده من الأنبياء والمرسلين والمؤمنين، قال تعالى
( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ )
يعنى عرفناه له، وفى هذا دليل على أن البيت كان موجوداً من قديم الزمن، وإنما غطته عوامل الرياح والتعرية والسيول وغيرها، فأمر الله سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يكشف عنه، ويرفع قواعده ليعرفه للناس، وأن يطهره من الرمال والأتربة والأحجار وغيرها، للطائفين والعاكفين والقائمين والركع السجود .
هذا وإن الله سبحانه وتعالى فى خلقه شئون وخصوصيات، فإنه يعظم ويقدس ما شاء من كائنات ومن يشاء من عباده لحكمة عالية، وهى أن يعظم الناس ما عظمه الله، وأن يقدس الناس ما يقدسه الله، استجابة لأمر الله، ومسارعة فى مرضاته من غير شك أو اعتراض، لأن الله عز وجل له الاختيار والاصطفاء المطلق من غير مسائلة ومحاسبة، فإنه :
( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ )
قال تعالى :
( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً )
ومعنى ( مثابة ) ملجأ وملاذاً يلجأون إليه ويلوذون به من كل الشدائد والفتن ومعنى ( أَمْناً ً) سلاماً وسكينة واطمئناناً، اللهم زد هذا البيت تعظيماً وتشريفاً وتقديساً، وزد من عظمته وقدسه واحترمه هدى ورحمة وأمناً وتوفيقاً يارب العالمين .
من كتاب (حكمة الحج وأحكامه) لفضيلة الشيخ محمد على سلامة مدير أوقاف بورسعيد الأسبق والمنتقل 4 من ذى الحجة 1411هـ الموافق 16 من يونيو 1991 م بمكة المكرمة أثناء أداء فريضة الحج.