[size="4"]
صعيدي من أبو تيج أسيوط لا يعرف القراءة والكتابة. عاش حياته بين العمل في الأرض الزراعية وسوق القرية والمعمار. ورغم ضيق الحال واعتلال صحته لكن عبدالحميد ابراهيم لا يزال يعمل حتي اليوم في بيع الترمس والخضراوات والفاكهة ثمانية عشر ساعة يوميا ليعالج زوجته المريضة بالقلب ويستكمل تعليم ابنته الوحيدة.
تحمل مسئولية نفسه في التاسعة من عمره بعد وفاة والده. وذهب للعمل مع أخيه في فلاحة الأرض لسنوات ثم نزل الي سوق القرية لبيع الخضراوات والفواكه. ومثل باقي رفاقه كانت القاهرة تمثل له حلما كبيرا فجاء باحثا عن العمل والزوجة. ولكن الأمر لم يكن سهلا فلم يجد سوي فرصة عمل بطائفة المعمار التي عاني منها الأمرين حتي استطاع تدبير نفقات مسكنه في حدائق حلوان ليتزوج من احدي بنات قريته.
أصيب بمياه بيضاء علي عينيه ليضطر الي ترك العمل بالمعمار. وزاد من حدة وضعه اصابة زوجته بقصور شديد بالشريان التاجي لتصبح بحاجة لمن يرعاها ويمرضها بينما لم ينجب عبدالحميد سوي ابنة واحدة أصر ان تستكمل تعليمها حتي لا تكون مثل والديها.
استرجع عبدالحميد أيام سوق القرية عندما كان يبيع الخضراوات. فأحضر عربة وباع عليها كل شيء من الفاكهة والخضراوات والترمس. ويظل يجوب شوارع القاهرة لأكثرمن ثمانية عشر ساعة يوميا ليكسب جنيها يساعده علي شراء علبة دواء القلب لزوجته أو قطرة لعينيه أو كتابا تحتاجه ابنته في دراستها.
يقول عبدالحميد الذي بلغ السبعين من عمره انه رغم أميته يشجع ابنته علي الاستذكار ويتابعها في المدرسة حتي لا تعاني معاناته. وفي نفس الوقت يمرض زوجته عندما تداهمها الأزمة ويذهب بها للأطباء بشكل دوري ولا يبخل علي علاجها ولو علي حساب صحته وعلاجه