انهت حياتها على امتداد عمرها الذي ناهز الخامسة والستين, ثرية بالأحداث والتقلبات والمفارقات الغريبة, بداية من مولدها لأسرة يهودية بسيطة تعيش في شارع عماد الدين ـ الذي يموج بمسارح وملاهي الفن ويرتاده الساسة والنجوم والباحثون عن السهر ثم دخولها الفن من أول الغناء والرقص وحتى المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون, فضلا عن أدوارها الكثيرة والمتنوعة وأبرزها تقديم أنماط من الشر حتى اعتزالها كل ذلكلتسطر نهاية مختلفة تماما غما كانت البداية
كانت البداية?
في "عماد الدين" أعرق الشوارع بوسط القاهرة الخديوية, الذي اشتهر بأنه شارع الفن والسياسة في بدايات القرن الماضي, بزغت موهبة الطفلة الصغيرة ذات السنوات التسع, وكان صوتها العذب الجميل هو مدخلها وجواز مرورها الى هذا العالم الحافل بالأضواء والسهرات وبريق النجومية والشهرة. كانت تستمع باعجاب لمنيرة المهدية وأم كلثوم, مبهورة بالمطربتين اللتين تصدحان بالغناء, وتملآن ليالي القاهرة ونهاراتها بالطرب الأصيل, وصارتا مثالاً وقدوة لأحلام الصغيرة الطموحة, لم تكن تدرك ان لديها موهبة أخرى كامنة تنتظر من يطلبها أو يبرزها في شكلها الابداعي الحقيقي.
لكن نجمة ابراهيم التي ولدت في 25 فبراير 1914, منحدرة من جذور يهودية, استمرت في الغناء, خاصة أن جميع من حولها كانوا يشيرون الى صوتها العذب ويمدحون أداءها.
ورغم قدرات الأسرة المادية البسيطة, أدخلوها ـ ذلك الزمن ـ مدرسة الليسيه وهي أرقى المدارس بمصر حيث تدرس اللغة الفرنسبة,. وفي هذا الوسط التعليمي المتطور والفاخر, اجادت اللغات الأجنبية كالفرنسية والانكليزية الى جانب اجادتها اللغة العربية, وهذا التمكن اللغوي كان عاملاً أساسيًا لأن تكون من أفضل ممثلات المسرح عندما اعتلت خشبته.
لكن نجمة لم تكمل دراستها, لأن أختها الكبري "الراقصة والممثلة" سرينا ابراهيم راحت تحضها وتشجعها على العمل الفني في أوائل الثلاثينيات, وبدأت في الغناء والرقص على مسرح الريحاني, حيث انضمت الى الفرقة في رحلتها الى مدينة الاسكندرية,
قطعت نجمة شوطًا في الغناء والرقص, مثَلت مع بشارة واكيم في الكثير من المسرحيات, الى أن كوَنت مع عباس يونس الذي تزوجته عام 1944, فرقة في سنة 1955, وقدمت مسرحية "ريا وسكينة" بمسرح الهوسابير, حيث قامت بدور "ريا" احدى المجرمتين الشريرتين, وهو ما جسَدته مرتين
كما أدت أدوارًا متنوعة, ضمن عروض الفرقة القومية, في عدد من المسرحيات العالمية حتى كانت هناك حركة مزدهرة في ترجمة النصوص من لغاتها الأصلية ومنها: "الملك لير", "الجريمة والعقاب", "الأب ليونارد", "المال والبنون", و"زوج كامل". بالاضافة الى تقديمها عددًا من الأدوار المختلفة ببعض المسرحيات العربية مثل المسرحية المعروفة لأمير الشعراء أحمد شوقي والمعنونة بـ"الست هدى", ومسرحيات أخرى لكبار الكتاب المصريين والتي منها "شهرزاد", "سر الحاكم بأمر الله", "زواج الحلاق", "القضية", "كلنا كده", و"اللعب بالنار", وغيرها من النصوص التي كانت تعالج مشكلات وقضايا اجتماعية وسياسية, وفي الفترة نفسها, قامت بدور مهم في أجزاء المسلسل التلفزيوني الشهير الذي عرضه التلفزيون المصري في بداية نشأته بالستينيات, والمعروف بخماسية "الساقية", وبعض أجزائه كالضحية والرحيل, وهو مأخوذ عن رواية طويلة للكاتب والاعلامي الكبير عبد المنعم الصاوي, كما اشركت في الكثير من المسلسلات الاذاعية, ودخلت عالم السينما لتقدم ما يتجاوز الأربعين فيلمًا.
لكن ما%2