"حلقتنا اليوم حول موضوع هم كل إنسان وحلقتنا حول الرزق موضوع الرزق هذا يشغل الناس جميعا وأنا لما اخرج إلى الصباح وأشوف الناس متزاحمة وأحيانا بعضهم يضيق على بعض من اجل ماذا أفكر بيني وبين نفسي من اجل ماذا كله من اجل الرزق نادر جدا الذي يفعل هذا لأجل شيء آخر غير الرزق الناس مشغولة بقضية الرزق " بهذه الكلمات افتتح الدكتور طارق سويدان حلقة جديدة من حلقات " علمتني الحياة" متحدثاً عن انشغال العباد بالرزق .
وقال : طبعا الانشغال بالرزق أمر طبيعي لكن ما حدوده الشرعية وأين نقف عنده وكيف نشكر الله سبحانه وتعالى على النعم المتعلقة بالرزق هذا حديثي معكم في هذه الحلقة أريد أن أبدا بمجموعة من الإحصاءات هذه الإحصاءات خطيرة جدا أنا أتمنى كل واحد يسمعها وهو يردد الحمد لله والشكر لله اسمعوا معي:
أفقر أربعين بالمائة من السكان في العالم يحصلون على خمسة بالمائة فقط من الدخل العالمي فهمتم المعادلة أربعين بالمائة نصيبهم خمسة بالمائة فقط والباقين يأخذوا خمسة وتسعون بالمائة
يسيطر عشرين بالمائة من أغنى سكان العالم على ثلاثة أرباع الدخل العالمي عشرين بالمائة من الناس يملكون خمسة وسبعون بالمائة من الدخل طبعا هذا طبيعي في الحياة لا احد يقول لي والله لا الكل لازم يكون متساوي طبعا الله سبحانه وتعالى يوزع الأرزاق والناس بجهودها وعقولها تختلف لكن لما يكون هذا بالمقابل هناك أناس يموتون بسبب الفقر والماء والجوع عندها تكون مصيبة في البشرية.
يموت حوالي ثلاثة مائة ألف طفل يوميا بسبب الفقر في كل سنة مليون وثمانمائة ألف طفل سنويا يموت بسبب الإسهال كمرض أجلكم الله واحد مليون وأربعمائة ألف طفل يموتون سنويا بسبب نقص المياه والمرافق الصحية قولوا الحمد لله مليونين ومائتان ألف طفل يموتون سنويا بسبب أمراض يمكن التلقيح ضدها وهناك أناس يعيشون في ترف عجيب وفي ناس لقاح ما يحصلون عليه كان ممكن أن ينجيهم من الموت .
لا حول ولا قوة إلا بالله والشكر لله عدد العاطلين في العالم عن العمل يبلغ حوالي مائة وستة وثمانين مليون شخص من البالغين ويبحثون عن عمل ولا يحصلون عليه وهناك ثمانية وثمانين مليون شخص شاب تتراوح أعمارهم بين ال15 وال 24 سنة يبحثون عن عمل ولا يحصلون عليه .
هناك مفاهيم تتعلق بالإدارة وآخر تتعلق بالمال ومفاهيم تتعلق بالشريعة كلها في النهاية الأمر يهم كل الناس وأنا أتمنى الحقيقة أن الشباب بالذات الذين يسمعوني حتى ولو كانوا في المراحل الدراسية أن يفهموا هذه المعادلات حتى تتغير عقلياتهم في النظر إلى هذه المسالة نحن في العمل الإسلامي بشكل عام إلى فترة طويلة كان عندنا سوء فهم لمثل هذه المسألة و بشكل عام نحن بعيدين عن مثل هذا إلا القليل والنادر منا لماذا اسمعوا معي إلى هذا المفهوم الإسلامي المهم الذي يلخص بسؤال وجه إلى الإمام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى قيل له "أيكون المرء زاهداً وعنده ألف دينار "يعني ألف دينا من الذهب يعني هل من الممكن أن يكون الإنسان زاهد ومليونير في نفس الوقت فرد ردا عجيبا قال نعم ممكن أن يكون مليونير وزاهد قيل كيف فقال بأن تكون الدنيا في يده وليست في قلبه هناك أناس دخلت الدنيا في قلوبهم وسيطرت عليهم وصار ذكر المال عندهم أكثر من ذكر الله عز وجل سبحانه حتى لما يصلي إذا صلى وهو يصلي مشغول بالأسعار و الأسهم والعقار والبورصة .
الإمام احمد وضع هذا الشرط حتى تكون زاهدا وفي نفس الوقت مليونير لازم الدنيا تكون في يدك ولا تصل إلى قلبك وسألوه بعد ذلك سؤال عجيب فقالوا وما علامة ذلك هل هناك علامات على ذلك فقال نعم :"علامة أن الدنيا مازالت في يدك ولم تصل إلى قلبك أنها إذا زادت لم تفرح وإذا نقصت لم تحزن " .
وهنا أريد أن أرد على شبهة تقول أن الرزق مكتوب طبعا الرزق مكتوب والأجل مكتوب وكتاب الله عز وجل في اللوح المحفوظ ما ترك شيئا طبعا لكن هل الرزق يمنع العمل اسمعوا جيدا في معادلة في القضاء والقدر أنا شرحت عندما تكلمت في كتابي وألبومي عن مختصر العقيدة الإسلامية طبعا الرزق مكتوب والأجل مكتوب لكن اسمعوا الله سبحانه وتعالى عندما كتب هكذا علمنا العلماء فلان يرزق بألف دينار بشرط أن يذهب إلى المكان الفلاني ويحاول أن يعمل كذا ، فلانة ترزق بمائة ألف إذا عملت المشروع الفلاني إذا الرزق مكتوب بشروطه ،هو مكتوب نعم لكن مكتوب ومعه شروط فلان سوف يرزق بخمسة آلاف إذا فعل كذا ودعا الله طب إذا فعل ولم يدعو لن يرزق إذا الرزق مكتوب مع معادلاته إذا فهمنا هذه المعادلات نفهم القضاء والقدر نعم مكتوب لكن معه الشروط ومن الشروط الجهد والمحاولة وعدم اليأس والدعاء أحيانا فيكون هذا شرط للرزق إذا صحيح الرزق مكتوب لكن لا تكون هذه شبهة لعدم الدعاء أو عدم العمل أم اليأس أو غيره كلا.
نصيحة للشباب اعملوا مع أناس ناجحين والتصقوا بهم وتعلموا منهم سر نجاحهم وعلاقاتهم ثم استقلوا بأنفسكم وهذه بعض المعاني التي أحببت أن انقلها لكم ونختم الحلقة بالحكمة العطائية التي تقول من لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرفها بوجود فقدانها أي انه من لم يعرف قيمة النعم التي انعم الله بها عليه عندما تكون النعم موجودة لديه أي بوجدانها والسبب لغلبة الغفلة نحن نغفل عن النعم ولما نفقدها سنعرف قيمتها ،اذكروا الله تعالى في الرخاء يذكركم في الشدة وتذكروا انه في النهاية هذه النعم منه سبحانه تفضل وكرم فاشكروه والله سبحانه وتعالى وعد "ولان شكرتم لأزيدنكم".