الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين وبعد...
لا ينكر أحد أن الرياضة اليوم صارت جسراً للتواصل بين الشعوب وتقوية للأواصر الإنسانية وخدمة للتقارب بين الأمم، ومجالاً للتنافس الشريف، رغماً عن الكثير من السلبيات التي ترافق بعضها وتخرجها عن الطريق الصحيح والخلق القويم إلى الإسفاف وسقط القول والفعل، وكرة القدم خاصة والتي صارت واقعاً يجب التعامل معه.. ونجد أن العديد من الدول سادت وذاع ذكرها ودخلت كل بيت فقط بنبوغ أبنائها في ضرب من ضروب الرياضة، فالرياضة سفارة إنسانية هدفها التنافس الحر الشريف.
هذا وقد تشرفت بلادنا بقدوم ممثلي شعبين عزيزين علينا هم مصر والجزائر وذلك في إطار التنافس الشريف للوصول إلى نهائيات كأس العالم والتي تتزين قارتنا الأم بإستضافته العام القادم.
ولأهمية هذا الأمر وبوصفنا مستضيفين لأخوة أعزاء أشقاء تجمعنا معهم أواصر المحبة والدين واللغة والتاريخ الأمر الذي يضع على كاهلنا مسؤولية نسأل الله أن يوفقنا على أدائها ب المطلوبة.
وكما تابعنا في الأخبار أن الرئيس الجزائري أمر بنقل (10.000) مشجع إلى السودان وأن الآلاف من الأخوة المصريين سوف يصلون إلى السودان أي من المتوقع وصول ما لا يقل عن عشرين ألف ضيف من الأشقاء الجزائريين والمصريين وهو الأمر الذي يستدعى مننا الآتي:
1/ نهيب بكل المقتدرين من أبناء شعبنا في ولاية الخرطوم الذهاب إلى المطار وإستضافة الأخوة القادمين في منازلهم، فنحن أهل كرم ونخوة وشجاعة وهم أخوتنا وضيوفنا فليستضيف كل واحد منا شخصاً أو شخصين أو أكثر كل حسب استطاعته.
2 / نهيب بكل أبناء شعبنا من المحبين للعبة كرة القدم الأخذ بمبدأ الحياد في تشجيعهم وعدم مناصرة طرف على آخر إنطلاقاً من مبدأ العدل والمساواة في معاملة الضيف وذلك حتى لا نثير ضغائن في النفوس أو أحقاداً نحن في غني عنها، ولنعرف أن كليهما بلد عربي وأن من يفوز منهما هو فخر لنا جميعاً بوصفه ممثل الأمة العربية في المنافسات النهائية لكأس العالم والالتزام بالخلق الرياضي الرفيع خدمة لأهداف الرياضة نفسها.
3/ نهيب بالأخوة في الأجهزة الإعلامية البعد التام عن تأجيج الصراع بين الأشقاء، فالأمر برمته لا يعدو أن يكون مباراة في كرة القدم فيها الفائز والمهزوم، ونرجو منهم توخي الموضوعية التامة في تناولهم لهذا الأمر.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضي وأن يجعل من المباراة مناسبة لتأصيل المحبة وتقوية أواصر الأخوة، متمنين للفائز فيها النجاح والتقدم في النهائيات وللخاسر التوفيق في المرات القادمة بإذن الله تعالى.