أبرز استطلاع رأي أجري مؤخرا في ألمانيا مدى التأثير السلبي لفضائح تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على ثقة الألمان في حليفهم القديم ممثلا في الولايات المتحدة، مظهرا تراجعا كبيرا في هذه الثقة، كما أظهر أن معظم الشعب الألماني بات ينظر إلى المتعاقد السابق مع الوكالة إدوارد سنودن باعتباره بطلا.
وأوضحت مجلة "دير شبيجل" الألمانية - في تقرير لها على موقعها الإلكتروني- أن نتيجة استطلاع الرأي كشفت أن نحو 35 %في المئة فقط من الألمان يعتبرون الحكومة الأمريكية جديرة بالثقة - وهي أقل نسبة منذ عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش الذي كان لا يحظى بشعبية عالية - كما أظهر الاستطلاع أن نسبة 43 % فقط من الألمان راضية عن عمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بينما كانت هذه النسبة 75 % خلال العام الماضي.
وتظهر نتائج الاستطلاع مدى إدانة الشعب الألماني لبرامج التجسس الامريكية المنتشرة والتي كشفتها وثائق سرية مسربة من قبل الأمريكي سنودن – الذي يعتبره 60 في المائة من المشاركين في الاستفتاء بطلا، هذا وعلى الرغم من دعم الأغلبية القوي لسنودن، إلا أن الألمان انقسموا حول مسألة ما إذا كان ينبغي على ألمانيا أن تعرض اللجوء لسنودن أم لا، حيث وافق نحو 46 في المائة، بينما عارض 48 في المائة.
وكشف الاستطلاع أن الشعب الألماني تعرض لصدمة كبيرة لدى علمه بأن وكالة الأمن القومي استهدفت الهاتف المحمول الخاص بالمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، واستخدامها السفارة الامريكية في وسط برلين كقاعدة للعمليات من أجل التنصت، فعلى الرغم من عرض واشنطن التفاوض مع برلين في أعقاب رد الفعل الغاضب الذي أبدته الحكومة الألمانية على قضية التجسس حول اتفاق يقضي بعدم تجسس أي من الدولتين على الأخرى على شاكلة اتفاق "العيون الخمس"، توقع 92 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أن الولايات المتحدة لن تفي بالاتفاق وستواصل عملياتها الاستخباراتية السرية على الأراضي الألمانية.