جاء في حديث لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:" أبو بكر في الجنة ،وعمر في الجنة، وعلي في الجنة. وعثمان في الجنة ،وطلحة في الجنة والزبير بن العوام في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة"(1)
فأبو بكر الصديق رضي الله عنه من أهل الجنة، فهو الذي صدق الرسول (صلى الله عليه وسلم) حين كذبه الناس وواساه بنفسه وماله، وزوجه ابنته عائشة رضي الله عنها فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحبه وعنه قال:" أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار" (2)
(1) رواه احمد ( 1/ 193 ) وصححه الشيخ احمد شاكر في تعليقه على المسند (3/136) وصححه الألباني في " الطاحوية " ص : 487
(2) رواه الترمذي وقال : حسن صحيح
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل الجنة: وكيف لا ؟ وقد أعز الله به الإسلام. فكانت تهابه شياطين الجن والإنس. عالما بكتاب الله، مفقها في الدين، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال النبي (صلى الله عليه وسلم):" إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه(1)
وعثمان بن عفان رضي الله عنه من أهل الجنة: فاز بزواجه بابنتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رقية ومن بعدها أم كلثوم فلقب بذي النورين. انفق الكثير من ماله في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين فكانت له اليد الطولى في تجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك واشترى بئر رومة بماله ، ثم تصدق بها على المسلمين.وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم):"من يحفر بئر رومة فله الجنة، فحفره عثمان وقال: " من جهز جيش العسرة فله الجنة ، فحفره عثمان وقال : من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة فاشتريتها من صلب مالي(2)
علي ابن طالب رضي الله عنه في الجنة: لأنه ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها كان من السباقين إلى الإسلام.أسلم وهو ابن عشر سنين وكان يحب الله ورسوله.وفتح الله عليه في خيبر وله منزلة عظمى عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فعن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:" إلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي(3)
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في الجنة: كان من السباقين للإسلام يعرف بطلحة الخير و طلحة الفياض ، وطلحة الجواد لكثرة إنفاقه في سبيل الله. دافع عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة أُحد حتى شلت يده .
(1) رواه احمد 5145 والترمذي 3682 وصححه الألباني في صحيح الجامع 1736
(2) رواه احمد والنسائي والترمذي وقال الترمذي حديث حسن
(3) رواه البخاري " المغازي " ( 4064)
فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه: قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ-يوم أُحد- يقول: " أوجب طلحة " حين صنع برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما صنع يعني حين برك له طلحة فصعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم )"على ظهره"(1) اوجب: أي وجبت له الجنة
الزبير بن العوام رضي الله عنه في الجنة: من السباقين للإسلام وعنه قال جابر رضي الله عنه انه قال: " إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير" (2)
أبو عبيدة بن الجراح في الجنة: كان موضع ثقة النبي (صلى الله عليه وسلم) فعن حذيفة رضي الله عنه قال: جاء أهل نجران إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا: ابعث لنا رجلا أمينا فقال:" لأبعتن إليكم رجل أمينا حق أمين فاستشرف له الناس فبعث أبا عبيدة الجراح (3) وقال انس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:"أن لكل أمة أمينا وأن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح (4)
دافع أبي عبيدة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة احد فعندما ضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودخلت حلقتان من المغفر في وجنته الشريفة فجعل أبو عبيدة يكسرها بأسنانه حتى كسرت ثنيته (مقدمة أسنانه) وكذا ثنيته الأخرى فأصبح أبو عبيدة أهتما فحسن ثغره بهذا الهثم حتى قال الصحابة."ما روي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة (5)
عبد الرحمان بن عوف رضي الله في الجنة : كان كثير الإنفاق في سبيل الله. أصيب رضي الله عنه يوم أُحد وجرح عشرين جرحا وأصيب في رجله فعرج.
(1) رواه احمد والترمذي
(2) رواه البخاري (2634 و مسلم 4436 )
(3) رواه البخاري (4030) كتاب المغازي
(4) رواه البخاري في المناقب (3461)
(5) الطبقات ( 3/1/289) الاستيعاب ( 5/292) المستدرك (3/246)
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في الجنة: أسلم رضي الله عنه وهو ابن سبع عشرة سنة وكان من السباقين إلى الإسلام حتى قال: لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام (1)
كانت أمه ترغمه على ترك الإسلام فامتنع فنزلت في حقه ﴿ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون﴾ العنكبوت /7
" وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله "(2)
سعيد بن زيد في الجنة : كان سعيد ممن سبق إلى الإسلام وكان رجلا وارعا صالح مستجاب الدعوة ولقد جاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما في معركة اليرموك فقال عنه حبيب بن سلمة: اضطررنا يوم اليرموك إلى سعيد. ما سعيد يومئذ إلا مثل الأسد لما نظر إلى الروم وخافها. اقتحم إلى الأرض وجثا على ركبته حتى إذا دنوا منه وثب في وجوههم مثل الليث. فطعن برايته أول رجل من القوم فقتله واخذ-والله-يقاتل راجلا- قتال الرجل الشجاع البأس-فارسا ويعطف الناس إليه"(3)
الرجال المبشرون بالجنة
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة: فهما سبطا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)اللذان كان يحبهما،فعن عمر رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:"هما ريحانتاي من الدنيا" رواه البخاري وقال في حديث لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" (4)
سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي اهتز له عرش الرحمن فعن البراء رضي الله عنه قال: أهديت النبي (صلى الله عليه وسلم) حلة حرير فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها، فقال :" أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين" رواه البخاري.
(1) رواه البخاري (7/83) كتاب فضائل الصحابة باب : مناقب سعد بن أبي وقاص
(2) رواه البخاري (7/83) ومسلم ( 2966) في الزهد
(3) تاريخ ابن عساكر (1/541)
(4) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:" اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" رواه البخاري.
بلال بن رباح رضي الله عنه: فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أول من أظهر الإسلام سبعة : رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال، والمقداد رضي الله عنهم.... أما بلال فانه هانت عليه نفسه في الله.وهان على قومه ، فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد"(1)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي (صلى الله عليه وسلم)" قال لبلال:"حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة" رواه البخاري ومسلم.
عبد الله بن سلام في الجنة: عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "لحي يمشي انه في الجنة إلا لعبد الله بن سلام(2)
حارثة بن النعمان : عن عائشة رضي الله عنها أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال:" دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت: ما هذه؟ قالوا حارثة بن النعمان .كذاكم البر كذاكم البر كذاكم البر وكان برا بأمه" (3) شهد بدرا وكان متدينا بارا بأمه.
جعفر بن أبي طالب: كان من السباقين إلى الإسلام وهو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان يشبهه خَلقاً وخُلقاً. استشهد في غزوة مؤتة فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) :"قال" رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة ذا جناحين يطير منها حيث شاء"(4)
(1) رواه الحاكم (3/284) وقال صحيح الاسناذ ولم يخرجاه وقال الذهبي صحيح ورواه ابو نعيم في الحلية (1/149)
(2) رواه البخاري (7/128) ومسلم (6263) واحمد (1/169)
(3) رواه احمد ( 6/36) والحميدي في مسنده ( 285 ) وعبد الرزاق في " المصنف " ( 11/132) وإسناده صحيح
(4) رواه الطبراني باسنادين احدهما حسن أنظر الصحيحة ( 1226)
أبو جابر الأنصاري : مُثل بجسده في سبيل الله فأظلته الملائكة بأجنحتها ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لابنه جابر رضي الله عنه "يا جابر، ألا أخبرك بما قاله الله لأبيك ؟ قلت بلى .قال"ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا.فقال: يا عبد الله تمن علي أعطك .قال:يا رب تحييني فاقتل فيك ثانية. قال:إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال : يارب بلغ من ورائي(1) فأنزل الله تعالى ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾آل عمران /169
عمير بن الحمام رضي الله عنه عن انس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه في غزوة بدر:" قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض.فقال عمير بن الحمام الأنصاري : يا رسول الله جنة عرضها السماوات الأرض؟ قال : "نعم" قال بخ بخ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما يحملك على قولك بخ بخ : قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاء ان أكون من أهلها، فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى أكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل" رواه مسلم.
ثابت بن قيس: من الصحابة الكرام كان جهير الصوت شهد احد وبيعة الرضوان وعندما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة ، خطب ثابت بن قيس فقال : يا رسول الله نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فمالنا ؟ قال : الجنة" قالوا رضينا"(2)
النساء المبشرات بالجنة
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال:" يا رسول الله هذه خديجة قد أتت ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني.وبشرها ببيت في الجنة من قصب(3)لا صخب فيه ولا نصب(4)
(1) رواه الترمذي وحسنه ابن ماجة بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد
(2) رواه الحاكم (3/234) وصححه ووافقه الذهبي
(3) قصب : اللؤلؤ
(4) رواه البخاري (3536) في المناقب
كانت أول من آمنت بالرسول (صلى الله عليه وسلم) وصدقته وواسته بمالها ، وعنها قال(صلى الله عليه وسلم):"ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ،ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء"(1)
فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رضي الله عنها سيدة نساء أهل الجنة، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لفاطمة رضي الله عنها:" أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ؟(2)
عائشة رضي الله عنها: قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :"انه ليهون علي أني رأيت بياض كف عائشة في الجنة (3) كان يفضلها ويحبها أكثر من نسائه لما امتازت به من رزانة العقل، فقد روت عن الرسول مالم يرو غيرها من الرجال. وكان الوحي يتنزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في لحافها.
أم سليم الرميصاء بنت ملحان ، عن جابر رضي الله عنه قال : " رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة" رواه البخاري: خطبها أبو طلحة رضي الله عنه وكان مشركا، فقالت : لا أتزوجك حتى تسلم ولا أريد مهرا غير ذلك فكانت أعظم النساء مهرا. وكان من حبها لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها كانت تجمع عرقه فتجعله في عطرها. وكانت تجاهد في سبيل الله.
المرأة السوداء التي صبرت على المرض فدخلت الجنة (سبق ذكره)
المرأة المحسنة إلى جيرانها التي دخلت الجنة (سبق ذكره)
وهذا ليس على سبيل الحصر فالصحابة جميعهم من أهل الجنة لقوة إيمانهم وجهادهم ودفاعهم عن الإسلام والمسلمين.
(1) رواه الإمام احمد في المسند (23719)
(2) رواه البخاري (3353) كتاب المناقب
(3) رواه الإمام احمد (23925)