قال سبحانه وتعالى:﴿ ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ﴾ سورة الأعراف الآية 42 وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :" لا يدخل أحد الجنة بعمله ، قيل ولا أنت ، قال، ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"(1) .
قد يظهر أن هناك تناقضا بين ما جاء في القران الكريم وما جاءت به السنة المطهرة وقد أوضح ابن تيمية رحمه الله " أن لا مناقضة بين ما جاء به القرآن وما جاءت به السنة، إذ المثبت في القران ليس هو المنفي في السنة والتناقض إنما إذا كان المثبت هو المنفي"(2)
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ما منكم من احد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على الكتاب وندع العمل ، قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فسييسره لعمل أهل السعادة،وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسره لعمل الشقاوة "
وقال"إن الله خلق للجنة أهلا وخلقها لهم وهم في أصلاب أبائهم وبعمل أهل الجنة يعملون ، وخلق للنار أهلا وخلقها لهم وهم في أصلاب أبائهم وبعمل أهل النار يعملون "
فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحث على العمل الصالح وان لا نتكل على ما كتبه الله علينا بل ننجو بفضله ورحمته لان الله لا يجازي فردا على قدر عمله ويدخله الجنة بكثرته فلا بد من عفو الله على السيئات وتقبله أحسن ما عمل المرء .
(1) رواه البخاري (5673/6463)
(2) ابن تيمية جامع الرسائل الجزء 1 تحقيق محمد رشاد
قال تعالى ﴿ أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة ﴾(1)
ومن هنا نستنتج بان العمل الصالح يدخل الجنة مقرونا بعفو الله وفضله ورحمته : "ولهذا ينبغي المداومة على العمل الصالح وإن قل، لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "أحب الأعمال إلى الله أدوامها وان قل "(2)
إن كثرة العمل وإعجاب المرء بعمله لا تفيد شيئا فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوصينا بقوله "سددوا وقاربوا واعلموا إن أحدا منكم لن يدخل الجنة بعمله "
• الأعمال بالخواتم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة تم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار تم يختم له بعمل أهل الجنة " (3)
عن سهل بن سعد عن النبي (صلى الله عليه وسلم): " إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، وإنما الأعمال بالخواتم "(4)
فلهذا لا ينبغي لأحد منا أن يفتخر بإيمانه وعمله ولا بكثرة صلاته وصيامه ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما قالت عائشة رضي الله عنها كان يكثر من قول " يا مقلب القلوب تبث قلبي على طاعتك "
فقلت: يا رسول الله انك تكثر أن تدعو بهذا الدعاء فهل تخشى ؟ قال وما يؤمنني يا عائشة وقلوب العباد بين اصبوعين من أصابع الجبار إذا أراد أن يقلب قلب عبده قلبه .
اللهم يا مقلب القلوب تبث قلوبنا على طاعتك ورزقنا حسن الخاتمة
(1) سورة الاحقاف /الاية 15
(2) رواه مسلم
(3) رواه مسلم
(4) رواه البخاري
• الدعاء عبادة تقرب صاحبها من الجنة
ويعتبر الدعاء عبادة ، فقد جاء في الحديث الشريف عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : " الدعاء هو العبادة "(1)
والحق سبحانه يطالب عباده بالدعاء قال تعالى : ﴿ وقال ربكم ادعوني استجب لكم﴾(2).
وقال عزمن قائل: ﴿ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني﴾ البقرة/186.
وهناك تحذير لمن يعرض عن الدعاء .
﴿ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ﴾الفرقان/ الاية77
فلنسأل الله الجنة ولنتعوذ به من النار